المادة الأولى في مدرسة النبي هو الإيمان بأسماء الله وصفاته، الإيمان بأن الله هو النافع والضار، هو الذي يضل وينفع ويمنع ويهدي، وإذا صلح اليقين بهذه الصفات يصبح عنده حقيقة الإيمان بأسماء الله وصفاته" أ. هـ. كلامه.
ويقول أحمد لات: "هكذا المؤمن لا يترك أمر الله، ولا يسأل إلا الله، ولا يرجو إلا الله، فرعون اجتهد حتى لا يأتي موسى، وكان يقتل الأطفال، ولكن الله إذا أراد أن يحفظ الإنسان فمن يستطيع أن يضره؟ وكذلك الذي يريد الله له الحياة فمن يستطيع أن يميته؟ فالله -سبحانه وتعالى- يبين هذا حتى يقوي الإيمان في قلوب الناس إلى يوم القيامة.
جميع الأنبياء ونبينا دعوا إلى الإيمان والعمل، ففلاح الإنسان بلا إله إلا الله محمد رسول الله، فهي من جزئين فالإنسان يخرج من بيته ويتحمل الشدائد حتى يخرج من قلبه جميع الأشياء، ويدخل اليقين على الله، لا يكون في قلوبنا أي يقين على غير الله، سواء الشمس والقمر والملائكة وجبريل، هكذا يأتي في قلوبنا اليقين الخالص، فالله خالق بدون معونة أحد، يستطيع بقدرته أن يفعل كل شيء بقدرته.
إذا أتى الإيمان في قلوبنا، كيف أن الله هو الرازق، هو المانع، كيف نؤمن بصفات الله وأسماءه، هو رب العالمين هو ذو القوة المتين" أ. هـ.
ويقول الشيخ عبد الوهاب: "أول ما اجتهد عليه الأنبياء هو الإيمان، من الأشياء إلى رب الأشياء، وكانوا يقولون قولوا لا إله إلا الله تفلحوا، فلاحكم بيد الله وقوتكم بيد الله، وكل شيء من خزائن الله:
] ولله خزائن السماوات والأرض [()
الروح من الله، الحياة من الله، الموت من الله، وكل شيء محتاج إلى أمر الله، ولا يستطيع الإنسان أن يستعمل أي حاجة إلا بأمر الله، الله أعطى النور للشمس، ولكن الشمس لا تمشي بأمرها بل بأمر الله، والله قادر على كل شيء هو الأحد، هو الصمد، ومعنى الصمد الذي لا يحتاج إلى شيء، ولهذا المقصد نجتهد حتى ندخل في قلوب الناس الاعتماد على الله، فنتحرك للعالم حتى نبين لهم ذلك، نحن لا نستطيع أن نحصر قدرة الله لأن عقلنا محصور" أ. هـ.
ويقول الشيخ جمشيد: " (والعصر) () الواو للقسم (إن الإنسان) إن للتأكيد، والجملة الاسمية هنا للتأكيد، فأتى الله بكل هذه التأكيدات، قال تعالى: (والعصر) أي الدهر أو وقت العصر (إن الإنسان) أي جميع الناس (لفي خسر) (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات …) للإيمان ثلاثة جهود، التصديق بالجنان، والعمل بالأركان، وإقرار اللسان.
ويقول الشيخ ظهير: "اليقين الصحيح هو أن يعلم الإنسان أنه محتاج إلى أمر الله، كذلك الأشياء في نفعها وضرها محتاجة إلى أمر الله، هذا هو اليقين الصالح وهذا هو مفهوم لا إله إلا الله، أي سوى الله لا يضر ولا ينفع، إنما النفع والضر هو من الله جل جلاله هذا هو اليقين الصالح" أ. هـ.
وهذا ما أردت إثباته في هذا البحث والحمد لله أولاً وأخيراً.
ولنشرع مستعينين بالله في توضيح منهج هذه الجماعة تجاه توحيد الله في أسمائه وصفاته -جل جلاله- والله المستعان.
ب- توحيد الصفات والأسماء
يقول الشيخ زين العابدين -حفظه الله- "وكيف علم النبي أصحابه الإيمان بجزئية لا إله إلا الله محمد رسول الله، وهذه ليست كلمة باللسان فقط بل يقين خالص لا خدعة فيه، يكون يقيناً واحداً بذاته، واحداً بصفاته، منه تنزل الأحكام وإليه تصعد الأعمال ..
المادة الأولى في مدرسة النبي هو الإيمان بأسماء الله وصفاته، الإيمان بأن الله هو النافع، هو الضار، هو الذي يضل ويمنع ويهدي، وإذا صلح يقين الإنسان بهذه الصفات يصبح عنده حقيقة الإيمان بأسماء الله وصفاته، وهو في سائر أعماله يكون مخلصاً لله، هذا الإنسان الذي آمن بأسماء الله وصفاته، يعلم أن الله معه يسمعه ويراه فإذا صلى الإنسان ولم يؤمن بأسماء الله وصفاته، فصلاته تكون ضعيفة وغير صحيحة، كذلك الإنسان إذا ترسخ في قلبه أسماء الله وصفاته، فيكون مراقب الله، أعماله خالصة وهو غير محتاج إلى أن يتلفظ بنيته، لأن هذه النية رسخت في قلب من رسخ في قلبه الأسماء والصفات.
نستطيع أن نحلف بالله، لا سعادة لنا إلا بالإيمان، وأن الإيمان والعمل الصالح هو الذي ينقصنا، ولا تنقصنا الأسباب، ونستحضر أسماء الله وصفاته.
¥