تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أولاً: قوله "الإمام جنة". قال النووي في شرحه: "أي كالستر لأنه يمنع العدو من أذى المسلمين" قلت: فقد جعل رسول الله http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif الإمام وقاية وستراً للمسلمين فمن أجاز الجهاد بدون إمام فقد أجاز للمسلمين أن يقاتلوا عدوهم من غير وقاية لهم ولا ستر، ولا يقال إن كون الإمام جنة لا ينفي أن يكون غيره ليس بجنة، لأننا نقول بل كونه جنة دليل على أن غيره ليس بجنة، لأن النبي http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif قال: "إنما الإمام جنة" فقال: إنما والتي تفيد الحصر فكأن المعنى -بل إن المعنى- لا جنة للمسلمين إلا في إمامهم، وقوله http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif " يقاتل من ورائه" مع ذاك الحصر يؤكد أنه لا قتال إلا من وراء إمام قال النووي: "ومعنى يقاتل من ورائه أي يقاتل معه الكفار والبغاة والخوارج وسائر أهل الفساد والظلم مطلقاً .. ".

ثانياً: ومن الأدلة على اشتراط الإمام للجهاد، ما أخرجه البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif قال يوم الفتح: "لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا" رواه البخاري تحت باب وجوب التنفير، ووجه الدلالة من هذا الحديث أن النبي http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif اشترط لنفير المسلمين للقتال أن يستنفروا من الإمام، فإذا لم يكون ثم إمام فلا استنفار فلا نفير، لأن النفير مقيد بالاستنفار، وهذا التقييد يشبه قوله http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif " إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا .. " فقيد رسول الله http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif انعقاد تكبير المأموم بعد تكبير الإمام فكما أن تكبير المأموم لا يشرع إلا بعد تكبير الإمام فنفير المأموم لا يشرع إلا بعد استنفار الإمام، وقد نقل الحافظ ابن حجر في شرحه للبخاري قول النووي: "يريد أن الخير الذي انقطع بانقطاع الهجرة، يمكن تحصيله بالجهاد والنية الصالحة، وإذا أمركم الإمام بالخروج إلى الجهاد، ونحوه من الأعمال الصالحة، فأخرجوا إليه". قلت: ووجه آخر من الحديث وهو أن النبي http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif بين أن ما عينه الإمام في قوله: "إذا استنفرتم" وجب عليه الجهاد، فلو كان الجهاد ممكن بدون إمام لما نظر الشارع في تحديد الإمام مَنْ يخرج للجهاد فلما نظر لذلك علمنا أن الشارع قد جعل بحكم الجهاد بيد الإمام فإذا لم يوجد الإمام لم يمكن وجود الجهاد، وقد قال الحافظ في الفتح في استخراج فوائد الحديث "وفيه وجوب تَعَيُّن الخروج في الغزو على من عينه الإمام".

ثالثاً: ومن الأدلة على اشتراط الإمام للجهاد ما أخرجه مسلم، عن نافع قال: جاء عبد الله بن عمر إلى عبد الله بن مطيع، حيث كان من أمر الحَرَّة ما كان زمن يزيد بن معاوية، فقال: اطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادة فقال: إني لم آتِكَ لأجلس، أتيتك لأحدثك حديثاً سمعت رسول الله http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif يقوله، سمعت رسول الله http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif يقول: "من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية" انظر شرح مسلم وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن، قلت: وجه الدلالة من الحديث أن رسول الله http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif بين أن من مات وليس في عنقه بيعة فميتته جاهلية، ولقائل أن يقول: إن ذلك حيث إمام فيتم الاستدلال وأما إذا لم يكن ثم إمام فلا ينطبق عليه الحديث. فالجواب أنا نقول: مما ثبت أن الذي يموت وليس في عنقه بيعة فميتته جاهلية، علمنا أنه لا بد من مبايعة الإمام وأن الأمر إذا كان حيث لا إمام حسبما ذكر في الاعتراض فعند ذلك يلزم الأمة تنصيب الإمام إذا كانت الاستطاعة موجودة فإذا لم تكن الاستطاعة موجودة فتتخذ الوسائل المناسبة كالتربية مثلاً، حتى يحين وقت تنصيب الإمام، أما الجهاد فلا يكون إلا بعد تنصيب الإمام، حتى لا تقع الأمة في الوعيد المذكور وهو موت أهل الجاهلية، والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير