قلت: هل يدل قول النبي http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif " إنما الإمام جنة … الحديث" على اشتراط الإمام للجهاد.
قال: نعم يدل.
قلت: فمن أين تأخذ وجه الدلالة؟
قال: من قوله: "إنما الإمام".
قلت: الجهاد في أفغانستان؟
قال: فرض.
قلت: لا يحتاج إلى إمام؟
قال: لا.
قلت: لأنه دفاعي.
قال: نعم وإنما جهاد الأمة هو الذي يحتاج إلى إمام.
قلت: كيف نوجد الإمام؟
قال: على كل عالم أن يربي تلامذته ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويعلم الناس إلى حين تنصيب الإمام.
قلت: تسمى هذه المرحلة بالتصفية والتربية؟
قال: نعم.
وأقول: بعد هذا النقل تبين أن مشائخ التبليغ يرون أن الجهاد لا بد له من:
1 - التربية 2 - دولة 3 - إمام 4 - قوة
فعليك يا أخي في الله -أن تزن هذا المنهج في الجهاد بميزان السلف، فإن تبين لك أنهم على حق فأظن أنك تستطيع أن ترد على من قال عنهم أنهم لا يرون فرضية الجهاد ولا يسعون لإقامة …. ولا …. ولا ….
وبعد أن انتهينا من ذلك أرى أن أنقل إليك درساً لأحد مشائخ التبليغ به نختتم نقلنا في هذه بالمسألة عن علماء جماعة التبليغ.
يقول الشيخ -عمر بالمبوري-: "نحن الآن ألف مليون -أسد- يتحكم فيهم فأرتان -واحدة بيضاء، وواحدة حمراء- فلا بد علينا أن نخجل لأن الله تَعَهَّدَ بالنصر للإيمان، الله نصر الصحابة وكذلك في زماننا ينصرنا، إذاً قوة الإيمان في حياتنا، وما هي قوة الإيمان، نعظم الله ونكبره باللسان والقلب، هم كانوا يكبرون الله ويصغرون غيره، فأذل الله لهم طواغيت زمانهم، في زمن الصحابة كانوا يكبرون الله بألسنتهم وقلوبهم، وفي زماننا نكبر الله بألسنتنا ونعظم المادّة في قلوبنا.
جميع القوات الهدامة كبيوت العنكبوت والإنسان يقول لفظ الإيمان ولكن القلب ليس فيه حقيقة الإيمان، في زماننا على اللسان كلام التوحيد، ولكن توحيد القلب، ضعيف جداً لأنه يعتمد على غير الله، يكون إيماننا على ذات الله ليس غيره يقين على الله صحيح لا نمزجه بغيره، الصحابة صغروا طواغيت زمانهم ولكن اليوم الناس يكبرون طواغيت زمانهم من الفأرة البيضاء والفأرة الحمراء ويخافون منها، والذي يكون في قلبه الإيمان والتوحيد لا يكون على لسانه فقط بل في قلوبهم، وهذا لا يكون إلا بالدعوة والتضحية، فيصبح الإنسان لا يخاف من جميع القوات الهدامة، جميع القوات أمام قدرة الله كنسيج العنكبوت ومثل جناح بعوضة قال تعالى:
] مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً [()
والنبي http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif يقول: "لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء". قنبلة ذرية نسيج عنكبوت، قنبلة هيدروجينية نسيج عنكبوت، كل الصواريخ بيوت عنكبوت، نحن لا نعظم أنفسنا بل نعظم قدرة الله ولكن متى هذا يأتي؟ بعد المجاهدة والتضحية لدين الله، هؤلاء الزنادقة يفتخرون بقنابلهم الذرية بسبب إمهال الله لهم، ولكن إذا الله عاقبهم يصبحوا كأبي جهل وأبي لهب، الله الآن قادر لأن قدرته أزلية أبدية، ويستعمل قدرته عندما نتحصل على الصفات وإذا أخرجنا من قلوبنا الخوف من غير الله، والرجاء من غير الله، بعد ذلك تأتينا نصرة الله، الله يقول:
] الم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يُفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين [()
باللسان يقولوا آمنا والله يريد الابتلاء، الآن الناس يخافون من الحكام ولا يخافون من أحكم الحاكمين، كالطفل الذي لا يخاف من الشرطي ويخاف من أمه لأنه فهم قوة أمه، ولا يفهم قوة الشرطي مع أن البندقية أقوى من لطمة أمه، هكذا الإنسان يعرف قوة الحكام، ولا يعرف قوة أحكم الحاكمين، تقول إنك موحد يجب أن تخجل، فقط توحيد باللسان لا يكفي، لا بد لنا أن يرسخ في قلوبنا، الصحابة لما كانوا يذهبون للجهاد لم يكونوا يذهبون بنية القتال وإنما كانوا يذهبون للدعوة ثم الجزية ثم القتال، فالقتال آخر المراحل بذلك كانوا يوصون الجيوش كما قلنا في البداية فهؤلاء المسلمون لما كانوا يعاشروا الآخرين جذبوا قلوب الناس في البداية، فأولاً دعوة إيمانية قولية عملية، وثانياً دعوة إجمالية عملية، وكانوا يظهرون أخلاقهم العملية، وكان اليهودي والنصراني يرى أخلاقهم فيسلم، الجهاد معناه الحياة الطيبة
¥