تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

التي أسسها النبي بالهجرة والنصرة هذه هي البيئة الإيمانية لا بد لإيجادها، هذه هي الدعوة وهي الجهاد، الله يقول:

] وجاهدهم به جهاداً كبيراً [()

وهذه سورة الفرقان مكية مع أن الجهاد فرض بالمدينة، المعنى هنا الدعوة فقام بالدعوة ثلاث عشرة سنة، ونهاهم الله عن القتال وقال:

] كفوا أيديكم [()

وأمرهم أن يقوموا بالدعوة وسماها جهاداً، الرسول http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif أرسل خالداً إلى بعض البلاد وقال لخالد: "أقبل وليقبل معك وفدهم" النبي http://www.binatiih.com/go/images/smiles/salla.gif ما سمح لخالد أن يعلمهم في قبيلتهم حتى وصلوا للمسجد النبوي، وكان الصحابة يخرجوا لنشر الدين فإذا أسلم الناس كانوا يقبلون منهم وإلا الجزية وإلا فإن الصحابة مستعدون للقتال. لأنهم أصبحوا سداً مانعاً للدعوة، وكأنهم أصبحوا سداً لسيارة الإطفائية فصاحب سيارة الإطفائية إذا وقف أمامه أحد، فهو يسير عليه وهذا هو القتال، ليس في البداية بل بالنهاية، الإنسان يأخذ الحبوب ويدهّن بالمرهم، الدعوة كالحبوب والمرهم كالأخلاق، وتصحيح العقيدة بعد ذلك، فالدكتور يبحث إذا لم تكف الحبوب، تأتي العملية الجراحية، كذلك الجهاد كثيرٌ من الناس يقولون: في القرآن آياتُ الجِهادِ وأنتم لا تقولون بهذا، ونحن نعرف آيات الجهاد كقوله تعالى:

] إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً [()

وكذلك:] يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة [()

ولكن متى يكون القتال، في مكة ما كان في قتال، فالدعوة قبل القتال، والصحابة كانوا يقاتلون في مكة وما جاءهم الإذن بالقتال، هناك سؤال: لماذا لم ينصرهم الله في مكة لأن نصرة الله تأتي بالترتيب وبعد التضحية، والله قال:

] الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله [()

فقط لأنهم قالوا ربنا الله" انتهى. وبهذا القدر كفاية.

يقل ابن تيمية -رحمه الله-: "وإذا خرج ولاة الأمر عن هذا وقد حكموا بغير ما أنزل الله ووقع بأسهم بينهم قال النبي: "ما حكم قوم بغير ما أنزل الله إلا وقع بأسهم بينهم"، وهذا من أعظم أسباب تغير الدول كما قد جرى مثل هذا مرة في زماننا، ومن أراد الله سعادته جعله يعتبر بما أصاب غيره فيسلك مسلك من أيده الله ونصره ويجتنب مسلك من خذله الله وأهانه لأن الله يقول في كتابه:

] ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز * الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور [. ()

فقد وعد الله بنصر من ينصره، ونصره هو نصر كتابه ودينه ورسوله لا تنصر من يحكم بغير ما أنزل الله ويتكلم بما لا يعلم، فإن الحاكم إذا كان ديناً لكنه حكم بغير علم كان من أهل النار وإن كان عالماً، ولكنه حكم بخلاف الحق الذي يعلمه كان من أهل النار وإذا حكم بلا عدل، ولا علم كان أولى أن يكون من أهل النار، وهذا إذا حكم في قضية معينة لشخص وأما إذا حكم حكماً عاماً في دين المسلمين فجعل الحق باطلاً والباطل حقاً، والسنة بدعة والبدعة سنة، والمعروف منكراً والمنكر معروفاً، ونهى عما أمر الله به ورسوله وأمر بما نهى الله عنه ورسوله، فهذا لون آخر يحكم فيه رب العالمين وإله المرسلين مالك يوم الدين الذي (له الحمد في الأولى وفي الآخرة وله الحكم وإليه ترجعون).

] هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً [

والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم"

انتهى كلام ابن تيمية -رحمه الله- وهو طيب ومفيد انظر مجموع الفتاوى ج35، ص388.

وهذا آخر ما أردت بيانه من منهج جماعة التبليغ في الجهاد والحمد لله رب العالمين.

ـ[عبدالله إبن الرومي]ــــــــ[04 - 10 - 10, 04:46 م]ـ

الفصل الثالث

وسائل جماعة التبليغ في دعوتهم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير