تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

باب (إن الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر) ثم ساق البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- شهدنا مع رسول الله r فقال لرجل ممن يدعي الإسلام: "هذا من أهل النار" فلما حضر القتال قاتل الرجل قتالاً شديداً فقيل يا رسول الله الذي قلت أنه من أهل النار فإنه قاتل اليوم قتالاً شديداً وقد مات فقال النبي r: " إلى النار". قال فكاد بعض الناس يرتاب فبينما هم على ذلك إذ قيل إنه لم يمت ولكن به جراح شديدة، فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه، فأخبر النبي r بذلك فقال: "الله أكبر أشهد أني عبد الله ورسوله ثم أمر بلالاً فنادى في الناس أنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر" أقول: فأعطانا هذا الحديث الصحيح حكماً جلياً أن الله تعالى يؤيد دينه حتى بالفاجر وهكذا لا يخفى ما فعله أبو طالب في نصرة النبي r إذن لا يعني هذا أن جماعة التبليغ يوالون أعداء الله عندما يخرجون لهم أجوزة إن ثبت ما قاله المؤلف من ذلك. والله أعلم.

وبعد أن انتهى الشيخ من الفقرات السابقة قال: "وهؤلاء القوم هدانا الله وإياهم صراطه المستقيم وأبعدنا عن طريق أصحاب الجحيم يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض كفراً سكوتياً فتغيير المنكر عندهم ممنوع بل يزعمون أنهم يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر" وقال: "وقد يسمون تغيير المنكر خوضاً فيما لا يعنيه وفضولاً وطيشاً" وجواب ذلك الآتي:

يقول الشيخ إلياس -رحمه الله- مؤسس جماعة التبليغ في الرسالة التي أرسلها للملك عبد العزيز الأول () سنة 1357هـ فبعد أن أورد الشيخ إلياس -رحمه الله- قوله تعالى:

] والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر [().

والآية الأخرى:

] كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف [()

فأوجب سبحانه وتعالى على الأمة المحمدية أن تأمر الناس بالمعروف وتنهاهم عن المنكر فإن في ذلك الركن نصرتها وقوتها وفي إضاعته انحطاطها وشقاءها المستمر فهو الذي يحفظ الأمة ويقيها غائلة التفرق وشؤم الانحلال فهذه خلاصة موجزة عن أعمال كل فرد من الجماعات التي أقمناها لتحقيق تلك المآرب النافعة. أ. هـ.

والشيخ يوسف ابن الشيخ إلياس قال في كتابه حياة الصحابة: "اتباع السنة واقتداء السلف والإنكار على البدعة" وعنون كذلك (الإنكار على من تشبه بالكفرة في النكاح) ومما يثير الدهشة أن الفقرة التي قال فيها الشيخ يوسف اتباع السنة واقتداء السلف والإنكار على البدعة أورد تحتها حديث ابن مسعود والذي فيه إنكاره على الجماعة الذين يرفعون أصواتهم بالذكر مما يدل على أن الشيخ يوسف -رحمه الله- يرى أن مثل هذا الذكر بمثل هذه الكيفية بدعة بينما الشيخ الهلالي كان من بين ما أنكره واتهم به جماعة التبليغ الذكر الجماعي ورفع الصوت فوالله إن هذا لشيء عجيب.

ويقول الشيخ إنعام الحسن -حفظه الله-: "الآن نحن نسمي النكاح فريضة أو سنة وكم نجعل فيه من الإسراف والمنكرات، فبدل أن تأتي البركة يأتي الشر والبلاء".

ويقول الشيخ بالمبوري: "لا نعتمد على غير الله ولا نرجو غير الله ولا نستغيث إلا بالله ولا نستعين إلا بالله" ويقول في مناسبة أخرى: "الله عز وجل علم نبيه أن يركز على الإيمان واليقين الصحيح وبضدها تتبين الأِشياء، التوحيد ضد الشرك، نصرف أنفسنا لله ولا نتوجه لغير الله سواء صنم يعبد أو قبر يزار بل كل هذا شرك".

ويقول الشيخ أحمد لات: "عندما الصحابة خرجوا للدين وتحملوا الشدائد، الله نصرهم نصرات غيبية، والآن انتشر الشرك والبدع مثل أيام الجاهلية وكذلك فقد الأمن وفقد العدل والإنصاف، ولا يوجد العدل إلا في الأوراق والكتب هكذا أبطلت الأخلاق وعاد الناس إلى الجاهلية، الخمر والزنا والسرقة"، وبعد هذه النقول عن مشائخ جماعة التبليغ فهل يظن ظان أن مشائخ التبليغ يقولون أن النهي عن المنكر فضول من الكلام أو خوضاً أو طيشاً كما يقول ذلك الشيخ الهلالي عن الجماعة؟!

ويتابع الشيخ الهلالي فيقول: "إنه جلس مع بعض مشائخ التبليغ ووجده يصلي في قبة تعبد من دون الله" وأقول إن كان الشيخ الذي رآه الهلالي قد فعل ذلك، فكان لزاماً على الشيخ أن يبينه لأن في عدم بيانه جهالة له، ثم أقول وما تقدم نقله عن مشائخ التبليغ في الفصل الثاني يرد ذلك رداً لا شك فيه البتة والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير