2 - تعليق الشيخ الهلالي على الصفة الثانية:
"وأما القاعدة الثانية التي سماها محمد أسلم إقامة الصلوات فقد أخطأ في التعبير، فإن جماعة التبليغ تأمر بالصلاة لا بإقامة الصلاة".
أقول: وهذا تناقض من المؤلف حيث أنه قال: "فإن جماعة التبليغ تأمر بالصلاة" ثم قال: "لا بإقامة الصلاة" والله تعالى يقول:
] وأمر أهلك بالصلاة [()
فالله بين أن الأمر بالصلاة هو الأمر بإقامتها، فمن أمر بالصلاة فقد أمر بإقامتها والله أعلم.
3 - تعليق الشيخ على الصفة الثالثة:
"وتسميتهم القاعدة الثالثة بالعلم والذكر مبهمة لأن العلم منه نافع، ومنه غير نافع، وقد استعاذ النبي r من علم لا ينفع وعلم جماعة التبليغ من العلم الذي لا ينفع".
وهاهنا سؤال لماذا لم يبين الشيخ مراد أهل التبليغ بهذه الصفة حتى يكون الحكم جليّاً للجميع .. ؟!
ونشرع الآن في مراد أهل التبليغ بهذه الصفة:
يقول الشيخ يوسف -رحمه الله-: "حقيقة العلم، وما الذي يقع عليه اسم العلم مطلقاً" ثم أورد الشيخ يوسف ما رواه الشيخان عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله r: " مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم" الخ الحديث.
ففي هذا الدليل أن الشيخ يوسف -رحمه الله- يرى أن حقيقة العلم هو ما بعث به الرسول r ، وقد أفصح الشيخ -رحمه الله- عن ذلك فبعد أن أورد ثمانية أحاديث تُبين مراده من الترجمة فقال: "الإنكار والتشديد على من اشتغل في علم آخر في غير ما جاء به النبي r".
وأورد تحت هذا العنوان سبعة أحاديث فيها ما ورد عن بعض الصحابة أنهم كانوا يقرءون من التوراة والإنجيل، وإنكار النبي r ذلك، ثم أورد الشيخ يوسف ثلاثة أبواب وهو تعليم الدين والإسلام والفرائض، وأورد "مدارسة العلم ومذاكرته وما ينبغي من السؤال وما لا ينبغي" وأورد تعليم القرآن وتعلمه والقراءة على القديم وأورد أي قدرٍ من القرآن ينبغي لكل مسلم أن يتعلمه، وأورد "الإشتغال بأحاديث رسول الله r معلم وما ينبغي لمن يشتغل به" وقد أورد الشيخ يوسف -رحمه الله- في باب العلم من كتابه: اثنين وستين صفحة تقريباً فقط لبيان الصفة الثالثة وهي العلم، ثم أتبعها الشيخ بباب الذكر وسأؤجل في ذلك الكلام إلى أن يأتي وقته، فهذا الذي عليه جماعة التبليغ من العلم الذي لا ينفع أو حسب ادعاء الهلالي؟! والله أعلم.
ثم يتابع الشيخ الهلالي فيقول: "وأما الذكر فما كان منه سالماً من البدع فإن الله يقبله وما كان ممزوجاً بالبدع فهو ضلالة" وهذا حق لا مرية فيه وسنبين منهج التبليغ في كيفية ذكر الله، وبما نذكر الله تعالى ذكره ولكن ليس هنا مقام بيان ذلك والله المستعان.
4 - تعليق الشيخ الهلالي على الصفة الرابعة، يقول الشيخ: "
والقاعدة الرابعة وهي قولهم إكرام كل مسلم صحيحة. لو أنهم يطبّقونها، ولكنهم لا يطبقونها إلا مع من يفعل بدعتهم وهي السياحة ومن تنزه عنها من المسلمين يبغضونه أشدّ البغض" أ. هـ.
وجواب ذلك أن مشائخ التبليغ طالما يحثون على حرمة المسلمين وإكرامهم، يعلم ذلك من له أدنى صلة بهم ولكن للتوضيح نذكر الآتي: ذكر الشيخ يوسف -رحمه الله- في كتاب حياة الصحابة:
1. (الاحتراز عن تضييع الرجل المسلم) وأورد الشيخ.
2. (ترويح المسلم) وذكره.
3. (استخفاف المسلم وتحقيره).
فذكر فيما يخص هذا البحث في كتابه ثمانية وعشرين صفحة تقريباً تتعلق بمعاملة المسلم، وسألت الشيخ زين العابدين فقلت له: هناك علماء في بلادنا ومن غير جماعة التبليغ" فما رأيك بالحضور معهم؟ فقال: "احضروا معهم واستفيدوا منهم".
ويقول الشيخ بالمبوري: "وبعد ذلك ينبغي أن نُحسّن أخلاقنا مع بني آدم وأمة محمد r أحياناً الشيطان يوسوس إلينا أنه كيف تتودد لهذا الإنسان العاصي مع أنه لا يصلي؟ وأكثر الأمة على هذا الخطر لكن إذا نحن نتركهم في هذه المجتمعات الفاسدة من الذي يقربهم إلى هذا الدين وإذا نحن لا نهتم بالجهالة، فوالله يأخذهم أهل الشرك والضلالة، ونحن نعلم أن النبي سيشفع لأهل الكبائر فبدل أن ننظر للإنسان بعين الكراهة والبغض؛ نتفكر أنه ربما يكون من أهل تلك الشفاعة، ونظرة إليهم بالعطف تأتي بالرحمة، ونظرة البغض تأتي بالكبر … فما رأيكم بإنسان يخرج رجل ينتمي إلى أمة محمد من الضلالة إلى الهدى؟ ألا يكون أعظم من المرأة الزانية التي سقت الكلب الذي يلهث من العطش بموقها من البئر فغفر الله لها
¥