وأدخلها الجنة"؟
وبهذا القدر كفاية في بيان الجواب على ما قاله الشيخ الهلالي، والذي يخالط هذه الجماعة يرى أنهم يكرمون كل مسلم حتى العاصي وصاحب الكبيرة، لا كما قال الشيخ الهلالي بأن الذي لا يخرج معهم يبغضونه، ولا إلى آخر ما قاله الشيخ هدانا الله وإياه إلى طريق الحق والصواب.
5 - تعليق الشيخ الهلالي على الصفة الخامسة:
يقول الشيخ: "والقاعدة الخامسة التي يسمونها بالإخلاص. وهي مهمة فهذا الإخلاص يجب أن يكون لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم ولو كان كذلك لكان صحيحاً، ولكنهم لا يخلصون الودّ والنصح إلا لمن آمن ببدعتهم وشاركهم فيها".
قلت: وهذا كسابقه وهو تحامل من الشيخ غفر الله لنا وله وما في القلب لا يعلمه إلا الله.
6 - تعليق الشيخ على الصفة السادسة:
قال الشيخ: "والقاعدة السادسة سماها الشيخ محمد النفر" وهذه تسمية عجمية … هل هو نفرٌ من عرفة إلى مزدلفة؟ أو هو النفر الذي قال الله فيه:
] انفروا خفافاً وثقالاً [()
ثم قال الشيخ الهلالي "لا هذا ولا هذا وإنما هو السياحة المقتبسة من دين البراهمية …".
ثم استدل الشيخ على بطلان خروج جماعة التبليغ بدليلين:
الأول: هو خروج النبي r إلى الطائف هو وزيد دون أمره لأحد من الصحابة بالخروج معه.
الثاني: خروج النبي r إلى الأسواق للدعوة دون أمره لأحد من الصحابة بالخروج معه!. وقد تقدم الكلام في مشروعية خروج جماعة التبليغ ولكن سنتكلم هنا عن هذين الدليلين اللذين أوردهما الشيخ الهلالي لرد خروج جماعة التبليغ ولنبدأ بأولهما:
1. وهو خروج النبي إلى الطائف هو وزيد دون أمره لباقي الصحابة بالخروج معه.
أقول: إن الذي ينبغي أن يُعلم بل يجب أن رسول الله r مكث في مكة يدعو إلى التوحيد ثلاثة عشرة سنة تقريباً، وهذه الفترة كانت فيها الشوكة لأهل الكفر، وكان المسلمون يتحملون الأذى حتى إن أحدهم يأتي إلى الرسول r يشكو إليه ما يلاقيه هو ومن معه من الصحابة من أذى قريش ويقول يا رسول الله، ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا؟ ولكن مع ذلك يأمره الرسول r بالصبر والتحمل.
أقول إذن في هذه الحالة لم يكن من المصلحة أن يخرج الصحابة مع النبي r إلى الطائف حيث أنه كان منهم الضعيف والمسجون والمعذب والمقيد، زد على ذلك مدى المفسدة التي كانت ستترتب على خروجهم مع النبي r ، وحتى تتضح هذه المسألة أقول أيضاً: لما أراد النبي r أن يهاجر هو وأصحابه لم يهاجروا جماعة بل أفراداً أفراداً … لِم؟
الجواب بالطبع: لم تكن الظروف مهيأة لأن تتحرك هذه الجماعات حركة واحدة مع أن هذه هجرة، ومع ذلك كان الصحابة يهاجرون سراً لا جماعة وهذا مبينٌ في كتب السيرة … إذاً: كان هؤلاء لا يستطيعون الهجرة سوياً فهل يستطيع أحد أن يتصور أنهم كانوا يستطيعون الخروج مع النبي r إلى الطائف للدعوة إلى الله؟! .. بالطبع لا.
الخلاصة أن ما استدل به الشيخ غير مناسب حيث أن في ذهابه r إلى الطائف لم تكن الظروف مهيأة لأصحابه بالخروج معه، وكانت ستترتّب على الخروج معه مفاسد كثيرة، وإلا فإن النبي r لمّا رأى أن من المصلحة خروج الصحابة معه - وكانت الظروف مهيأة - كان يُخرجهم معه إلى الدعوة إلى الله في القتال جماعاتٍ جماعاتٍ لا أفراد أفراد وهذا هو الجواب على هذا.
وأما الدليل الآخر الذي استدل به الشيخ على ردّ خروج جماعة التبليغ وهو خروج النبي r إلى الأسواق والقبائل دون أمره إلى الصحابة بالخروج معه.
أقول إن رد الشيخ خروج التبليغ بهذا عجيب … لأن هذا الدليل -لو أراد الشيخ الاستدلال به - فإنما يدل على أنه لا يلزم من الداعي أن يجتمع هو وإخوانه الدعاة كلهم في مكان واحد، أو أنه لا تجوز الدعوة إلا مع سائر إخوانه من الدعاة!! وهذا لا يقول به مشائخ التبليغ فالدعوة تكون بحسب إمكانيات الشخص والمكان هذا الذي يدل عليه هذا الدليل. وهذا أبو بكر -رضي الله عنه- لما أسلم أتى بسبعة في أول يوم ولم يأمره النبي r بأن يقيم معه ولا يدعو إلا معه، ثم إذا فعل لا يدل بظاهره على أن النبي r كان لا يخرج إلى الأسواق للدعوة إلا وحده، بل أحياناً كان يخرج معه أبو بكر وأحياناً وحده، وهذا ما أردت توضيحه والله أعلم.
تنبيه:
¥