يتبادر إلى الذهن من تعليق الشيخ الهلالي على الصفة السادسة عدم جواز تسميتها بالنفر في سبيل الله فإن كان الشيخ يرى ذلك فلم يوفق للصواب حيث أن الرسول r قال: "لا ينفرن أحدكم حتى يكون آخر عهده بالبيت الطواف" ()، وهذا في طواف الوداع. وأما جواز استعمال لفظة في سبيل الله في غير الجهاد فهذا ثابت بالشرع كما قال رسول الله r: " من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع" والغالب في كلام مشائخ التبليغ أنهم يسمون الصفة السادسة بالدعوة إلى الله وأحياناً يقع منهم لفظ: "النفر في سبيل الله" كما قال الشيخ بالمبوري (هكذا نحن نقول قسم ينفر إلى الخروج، وقسم يرجع إلى البلاد للاجتهاد في الأعمال المقامية) والله أعلم.
ثم أخذ المؤلف في الدخول في مبحث آخر فقال: (ومن قواعدهم الخارجة عن السنة ومن الأصول التي خصوا فيها دين الإسلام إفْتِيَاتَاً على رسول الله r عدم الخوض في السياسة.
قلت: وقد تقدم الجواب عن هذين الأمرين.
مؤسس جماعة التبليغ
وبدأ الشيخ الهلالي في التكلم عن مؤسس جماعة التبليغ الشيخ إلياس فقال: الديوبندي نسبة إلى ديوبند وهي أكبر مدرسة للحنفية في البلاد الهندية.
أقول: الشيخ إلياس التحق بمدرسة ديوبند، ولكنه تركها قبل إتمامه التعليم بها، ولا يلزم لو أن الشيخ درس في ديوبند أنه ديوبندي أو أن عقيدته عقيدة الديوبنديين، ثم أخذ الشيخ الهلالي يطعن في مدرسة ديوبند بأنهم:
1 - أشعرية.
2 - يقولون إن الله ليس فوق عرشه إلى غير ذلك من الأمور التي أنكرها عليهم.
ثم أخذ الشيخ يطعن في منهج التبليغ باعتبار أن منهج التبليغ تمثله مدرسة ديوبند، ولا أدري ما العلاقة بين مدرسة ديوبند ومنهج التبليغ … ومدرسة ديوبند من قبل أن يولد التبليغ ومؤسسه إلياس كما سيأتي، وقد تقدم عن الشيخ إنعام الحسن أنه لا علاقة ..
ثم أخذ المؤلف في ذكر رؤيا رآها قاسم الناتثوي مؤسس دار العلوم بديوبند وأخذ يرد عليه واعتبره من مشائخ التبليغ، وهو ليس منهم () البتة وإنما هو من كبار علماء الهند.
وتحت عنوان "منهج جماعة التبليغ وديوبند" ثم أورد أنه من منهج ديوبند تحريم الاجتهاد وسدُّ باب الاجتهاد إلى آخر ما قال عنهم، وأقول: لا علاقة بين ديوبند والتبليغ.
ثم نقل الشيخ كلاماً عن حسين أحمد الحنفي منه أنه يجوز التوسل بالأنبياء والصالحين، وأقول: أن حسين أحمد ليس من التبليغيين () بل هو من جمعية (علماء الهند) وهذه جماعة أخرى غير جماعة التبليغ وأهل التبليغ -وعلمائهم- قد بينا موقفهم من التوسل بالأنبياء والصالحين والله المستعان.
ثم يتابع الشيخ نقله عن محمد أسلم فيقول: "ثم قال محمد أسلم حاكياً عن معين الدين أحد شيوخ التبليغ: "أنه جاءه مريد يريد أن يدخل في طريقته" إلى آخر ما نقل عن هذا الشيخ.
وهذا ليس من مشائخ التبليغ أبداً، كما حدثني بذلك بعض المشائخ أنفسهم.
ثم أخذ الشيخ الهلالي يتكلم في بحث آخر فيقول عن محمد أسلم: "البيعة في سنة 1315" توجه محمد إلياس إلى شيخ الطريقة رشيد أحمد الكنكوهي فبايعه وأخذ منه الطريقة، ثم حدّد البيعة بعد وفاة الشيخ الكنكوهي على يد خليل السهارنفوري، وصحب الشيخ أشرف علي التهانوي. وبعد وفاة الشيخ الكنكوهي كان محمد إلياس يفرش حصيرة عند قبر عبد القدوس الكنكوهي، ودخل الخلوة عند قبر الشيخ نور محمد قال الراوي: فكنا نذهب إليه ونصلي معه هناك بالجماعة.
أقول: ومن هذا الراوي وهل كل راوٍ ثقة؟
والذي أجزم به والله أعلم أن هذا غلطاً فاحشاً لما علمت بنفسي من إنكارهم على القبور، بل والحمد لله كثير من القبوريين قد تغيرت أحوالهم بسبب هذه الجماعة، ولقد ثبت إنكارهم -جماعة التبليغ- للقبور في "الفصل الثاني" فليُرجع إليه هناك. فأما عن مسألة البيعة فإني لا أعلم صحتها ولكني أٌقول: إن صحت هذه الرواية فإنها قد تمت وعمر الشيخ إلياس أثناءها عشر سنين، حيث أن الشيخ إلياس ولد سنة 1303 والبيعة -إن صحت- كانت 1315 كما قال ذلك محمد أسلم وأقرّه الشيخ الهلالي وأعتقد أن الذي عمره اثنا عشر عاماً غير مكلف … والله أعلم.
وتحت عنوان "أفكار محمد إلياس ورأيه في طريقته" نقل المؤلف عن الشيخ إلياس أنه فسر الآية الكريمة:
] كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله [() الآية بالآتي:
¥