تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهكذا عندما تخرج جماعة التبليغ بعد الصلاة لزيارة المسلمين ونصحهم وتوجيههم فهم لم يرتكبوا جريمة، بل قاموا بواجب شرعي وإلا فكيف نأتي بالفساق وأهل الغفلة إلى بيوت الله، إذا جلسنا في المساجد نتعبد ونترك الفساق في أماكن غفلتهم.

فأهل التبليغ يخرجون أهل المسجد الملتزمين حتى يحضر العصاة إلى بيوت الله -تبارك وتعالى- وفي هذا تطبيق لما رغب إليه النبي r من الجلوس بعد الصلاة في المسجد.

ويتابع الشيخ الهلالي فيقول ناقلاً عن محمد أسلم: "أنه نقل عن محمد سردار الباكستاني أنه قال: ظللتُ في جماعة التبليغ عشر سنين تقريباً وكثيراً ما ذهبتُ مع الشيخ يوسف الدهلوي أمير جماعة التبليغ ذاك الوقت تقريباً من نصف الليل إلى قبر محمد إلياس -رحمه الله- في محلّة نظام الدين مقر الجماعة في دلهي فكنا نجلس حول قبره وقتاً طويلاً في حالة المراقبة ساتري الرؤوس، وكان محمد يوسف يقول إن صاحب هذا القبر شيخنا محمد إلياس -رحمه الله- يوزع النور الذي ينزل من السماء في قبره بين مريديه حسب قوة الارتباط والتعلق، وكذلك كنا نجلس أيضاً على قبر الشيخ عبد الرحيم راي بورى في هيئة المراقبة".

ثم أخذ الشيخ الهلالي يرد على الشيخ يوسف في هذه المسألة.

ولكن نحن لا نستطيع أن نعتمد على تلك الرواية لأننا لم نعرف هذا الناقل وهو محمد سردار ولا ندري مدى صدقه أو كذبه خصوصاً أنه من المتحاملين على هذه الجماعة.

وثانياً: إن الذي نعلمه علم اليقين أن منهج هذه الجماعة إنكار مثل تلك الأمور، وسألت الشيخ الحمداوي أمير جماعة التبليغ في المغرب عن هذه الرواية؟

فقال: هذا كذب. والشيخ يوسف كان من المتشددين في مثل هذه الأمور.

فكل هذا يجعلني أتوقف إن لم أردَّ هذه الرواية، ولا أرى الاعتماد عليها البتة، كما اعتمد عليها الهلالي وكأنها آية من كتاب الله أو سنة ثابتة عن رسول الله r .

وأما عن محمد أسلم -رحمه الله- فقد ذكر في بحثه كثيراً من علماء الهند ونسبهم إلى مشايخ التبليغ، ومع ذلك فقد أخطأ الشيخ الهلالي عندما اعتمد على هذا النقل والله أعلم.

ويتابع الشيخ فيقول: "وقد أكثر شيوخ التبليغ كزكريا وغيره من سب أبي الأعلى المودودي وجماعته وهي الجماعة الإسلامية في الهند وباكستان".

ولتوضيح ذلك أقول الشيخ زكريا -رحمه الله- ليس أصلاً من جماعة التبليغ بشهادة علماء التبليغ كما سيأتي، وأما عن كتابه تبليغي نصاب فإنما هذا طلب طلبه منه الشيخ إلياس في أن يؤلف كتاباً في الفضائل، فاستجاب له الشيخ زكريا -رحمه الله- كما حدثني بذلك الشيخ زين العابدين والشيخ جمشيد -حفظهما الله-.

وأما أن مشائخ التبليغ يسبّون الجماعة الإسلامية فجوابه يقول الشيخ أحمد لات: "يقول لنا الشيخ إنعام دائما اجتهدوا في دعوتكم ولا تتعرضوا إلى أحد وأكرموا الجماعات الإسلامية الأخرى، لأننا نكرم العصاة لتأليف قلوبهم فكيف بالصالحين" هذا هو قول علماء التبليغ لا كما يقول الشيخ الهلالي.

ويتابع الشيخ فيقول: "وتزعم جماعة التبليغ أن من مات ولم يبايع شيخ الطريقة مات ميتة جاهلية".

قلت: الكلام المتقدم نقله الشيخ الهلالي عن محمد أسلم، وهذا ليس بشيء، حيث إنه لم ينسبه لأحد منهم على الخصوص، ولم يعزُه إلى مصدر من مصادرهم، فأثبتِ العرش ثم انقش … ونحن نعرف أناساً قضوا في هذه الدعوة ثلاثين وأربعين سنة وأقسموا بالله أنهم لا يعلموا من مثل هذه الأمور شيئا في الجماعة والله المستعان.

ثم قال محمد أسلم فيما نقله عنه الشيخ الهلالي: "أن من عادة جماعة التبليغ أنهم يتبعون الشيخ حسب ما أرشدهم من أنهم يذكرون الله ذكراً جهرياً".

يقول الشيخ بالمبوري: "وأما الذكر فنعمل بالأذكار التي تثبت عن النبي في الأحاديث الصحيحة نحن لا ندعو الأمة إلى الذكر الغير مشروع ولكن ندعوهم إلى الذكر الذي جاء به النبي وبنفس الكيفية دون أخرى"، هذا هو منهج التبليغ تجاه هذه المسألة والله المستعان.

ثم أخذ الشيخ في بحثه فقال: "ومدرستكم () ديوبند كبيرة ومدارسكم كثيرة، ولكن تنقصها سنة رسول الله r فهي مبينة على آراء الرجال لا تنفع صاحبها يوم القيامة".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير