تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أقول قد آن الآن أن نبين أنه لا علاقة بين مدرسة ديوبند والتبليغ فأقول وبالله أعتصم: لقد أُسسّت مدرسة ديوبند سنة 1288 والشيخ إلياس مؤسس التبليغ ولد سنة 1303، فمدرسة ديوبند أُسّست قبل وجود مؤسس جماعة التبليغ وجماعته بخمسة عشر عاماً، ثم اتهمهم الشيخ بعد ذلك بأنهم "أشعرية ماترودية" وقد تقدم بيان ذلك في الفصل الثاني، ثم قال بعد ذلك الشيخ الهلالي: "ثم قال محمد أسلم ناقلاً عن التبليغيين من كتبهم أن أحدهم يقول ليس فضل الأنبياء بأعمالهم بل يفوقهم بعض أتباعهم في الأعمال" أ. هـ.

قلت: وهذا قول قاسم الناتثوي وهو ليس من جماعة التبليغ كما تقدم، وهو قول باطل لأنه يلزم منه تفضيل بعض الناس على الأنبياء الذين اختصهم الله بالفضل عن سواهم بالوحي.

وأخذ الشيخ الهلالي في بحث آخر … فنقل عن الشيخ محمد أسلم أنه قال عن ذكر جماعة التبليغ "ومن طريقتهم أنهم يذكرون ذكراً جهرياً يخالف السنة حسبما أرشدهم الشيخ، ويرتكبون معصية الله أحياناً، في طاعة الشيخ والعياذ بالله، وقد تفوق محبة الشيخ على محبة الله ومحبة الرسول" أ. هـ.

قلت: وهنا لا بد من بيان طريقة الذكر عند جماعة التبليغ وهي الشطر الثاني من الصفة الثالثة وقد وعدنا أن نُبين ذلك.

فأقول: أورد الشيخ يوسف -رحمه الله- في كتابه تحت عنوان "اتباع واقتداء السلف والإنكار على البدعة" ثم أورد الشيخ يوسف حديث ابن مسعود … وهذا الحديث بعينه هو الذي أورده الشيخ الهلالي في رده على جماعة التبليغ، وما فعله الشيخ يوسف يدل على أن الشيخ يرى أن الذكر بهذه الكيفية من البدع لا كما ذكره الشيخ الهلالي ناقلاً عن محمد أسلم، إن هذه طريقة أهل التبليغ في ذكرهم ثم أورد الشيخ يوسف -رحمه الله- حديثاً أخرجه أبو نعيم في الحلية عن عامر بن عبد الله بن الزبير قال: جئتُ إلى أبي فقال: أين كنت؟ فقلت وجدتُ أقواماً ما رأيت خيراً منهم يذكرون الله تعالى فيرعد أحدهم حتى يغشى عليه من خشية الله تعالى … فقعدتُ معهم فقال: لا تقعد معهم بعدها. فرأى كأنه لم يؤخذ ذلك فيَّ … فقال: رأيت رسول الله r يتلو القرآن ورأيت أبا بكر وعمر -رضي الله عنهم- يتلوان القرآن، فلا يصيبهم هذا، أفتراهم أخشع لله تعالى من أبي بكر وعمر، فرأيت أن ذلك كذلك.

قلت: فالشيخ يوسف -رحمه الله- يرى أن مثل هذا الذكر من البدع لأن النبي r لم يفعله ولا أبو بكر ولا عمر.

ثم أخذ الشيخ يوسف -رحمه الله- يُبين الذكر المشروع فذكر "باب كيف كانت رغبة النبي r ورغبة أصحابه -رضي الله عنهم- في ذكر الله تبارك وتعالى وما كانوا عليه في الصباح والمساء والليل والنهار والسفر والحضر، وتحريضهم وترغيبهم على ذلك وكيف كانت أذكارهم؟ ثم أورد "ذكر الكلمة الطيبة لا إله إلا الله" ثم ذكر "أذكار التسبيح والتحميد والتكبير والحولقة" ثم ذكر "الصلاة على النبي r" ثم ذكر "الاستغفار" هذا هو الذكر الذي عليه جماعة التبليغ ومشائخها -فيما أعلم- لا كما قال محمد أسلم، ولا كما قال الشيخ الهلالي هدانا الله وإياه.

وهذه جماعة التبليغ يوافقون الشيخ الهلالي في المغرب على عدم مشروعية الجهر بالقرآن بعد المغرب -فيما بلغني- والفجر، مع أن هذه المسألة مشهورة في المغرب، إلا أن جماعة التبليغ لا يفعلونها مطلقاً فهل يستقيم بعد ذلك قول محمد أسلم السابق الذكر؟!

ثم حكم محمد أسلم فيما نقله عنه الشيخ الهلالي على جماعة التبليغ أنهم "جماعة تبليغية حنفية أشعرية ماترودية، ديوبندية جشتية نقشبندية سهروردية قادرية".

قلت: ويكفي لرد هذا أنها ادعاءات بناها على أقوال مشايخ ليسوا من التبليغ في شيء، وقد فصلتُ عقيدة هذه الجماعة في الفصل الثاني مما يوضح أنها ليست كما قال محمد أسلم -رحمه الله- والله المستعان.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير