ثم نقل محمد أسلم عن عبد الرحيم شاه أنه قال عن جماعة التبليغ: "بأنهم عوام جهلة بالعقائد والأصول والفروع ومن خرج منهم للسياحة مرة أو مرتين نفخ الشيطان في أنفه فيظن أنه بلغ أعلى الدرجات، ويحتقر العلماء ويفتي بالجهل ويصدر الأحكام جزافاً بلا دليل ولا برهان، فكلما ازداد الإنسان تعمّقاً في جماعة التبليغ ازداد بعداً عن علماء الكتاب والسنة، فنقول لهم: هل هذه السنة التي تزعمون أنكم عليها كانت متروكة عند الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين، ولم يطلع عليها أحد غيركم؟ فأهل هذه الجماعة يحصرون الدين والعلم والإيمان في أنفسهم والهدى والصلاح يرونهما وقفاً عليهم".
قلتُ: قوله "بأنهم عوام .. " لا يُوافق عليه، نعم فيهم عوام ولعله الغالب، ولكن ليس كلهم عوام كما أطلق عبد الرحيم شاه ذلك.
وقوله عنهم أن الذي يخرج معهم "يفتي بالجهل".
جوابه: يقول الشيخ بالمبوري: "نحن لا نتكلم في المسائل الخلافية بل كل واحد يرجع إلى بلده ويسأل أهل العلم عنده في بلده".
وقول الشيخ عبد الرحيم شاه: "فكلما ازداد الإنسان تعمّقاً في جماعة التبليغ ازداد بعداً عن علماء الكتاب والسنة".
قلت: جواب ذلك يقول الشيخ بالمبوري: "نحن لا نتكلم في المسائل الخلافية بل كل واحد يرجع إلى بلده عند أهل العلم".
ويقول "وضروري نُنبّه الخارجين في سبيل الله إلى طلب العلم، ونُحوّلهم إلى أهل العلم ليسألونهم لأن في سؤالهم الخير".
ويقول: "نحن لا نستطيع أن نسقي الناس ولكن نستطيع أن نعطّشهم، حتى يرجعوا إلى أهل العلم الذين هم ورثة الأنبياء" ويقول: "وكذلك القرآن .. نقرأ القرآن من أوله إلى آخره عند أهل القراءات".
وسألت الشيخ زين العابدين فقلت: في بلادنا علماء معارضين لعمل التبليغ فما رأيكم بالحضور معهم؟ قال: نعم احضروا عندهم واستفيدوا منهم. أ. هـ.
وقول الشيخ فنقول لهم: "هل هذه السنة …" وجوابه في الفصل الثاني.
وتحت عنوان: "اعتراف أحد أقطاب التبليغ بأخطاء جماعته". قال محمد أسلم: "هذا الرجل هو احتشام الحسن زوج أخت محمد إلياس وخليفته الأول ومعتمده الخاص، وقضى مدة طويلة من حياته في قيادة جماعة التبليغ ورفقة محمد إلياس الدهلوي…
اسمعوا ما قال: "إن الدعوة المنبثقة من مركز نظام الدين في دهلي حسب علمي وفهمي ليست موافقة للكتاب والسنة، ولا لمنهج مجدد الألف الثاني، ولا الشاه ولي الله الدهلوي والعلماء المحققين".
وأقول هنا أن هناك شخصان يحملان هذا الاسم أما الأول فهو الذي ذكره محمد أسلم، وأما الثاني فهو الشيخ إنعام الحسن وهو أمير جماعة التبليغ إلى الآن، وهو زميل الشيخ إلياس ورفيقه وخليفته في الدعوة، أما الأول فليس من مشايخ التبليغ كما حدثني بذلك بعض الأخوة المجتهدين في الدعوة وقضى فيها سبعة عشر عاماً.
وأما ما قاله الشيخ احتشام الحسن فهو لا يعدو إلا أن يكون اجتهاد والاجتهاد يصيب ويخطئ، وليس كل العلماء مُؤيدّين لهذه الجماعة فمنهم المؤيد والمعارض، والحجة في الدليل لا في آراء بالرجال، وكلٌّ يجتهد في اتباع الحق بدليله وليس من الضروري أن يتفق الجميع، وإنما من الضروري أن يتآلف الجميع ويقبلوا المصح.
ثم إن كان قول الشيخ احتشام الحسن حجة بعد ترك الدعوة وترك قيادة جماعة التبليغ حسب ما قاله الشيخ محمد أسلم -رحمه الله- فلم لا يكون فعله السابق وقيادته السابقة لجماعة التبليغ حجة؟!
ثم نقل محمد أسلم أن الشيخ إلياس أخذ الصفات الستة عن الشيخ محمد سعيد النورسي الكردي … لا كما يقول التبليغيون إنها من الشيخ إلياس نفسه.
وأقول: سواء كانت هذه الصفات من هذا الذي ذكره محمد أسلم أو من الشيخ إلياس؛ فإن هذا لا يهّم ولا يفيدنا في شيء، إنما المعتبر أن ننظر إلى الشيء نفسه هل هو موافق للكتاب والسنة أم مخالف؟ فإن كان موافقاً أُخِذَ به من أي قائل … وإن كان مخالفاً رُدّ من أي قائل والله المستعان.
وهذا آخر ما أردت التعليق عليه من بحث الشيخ الهلالي وقبل أن أختم هذا البحث أودّ أن ألخص أسماء المشائخ الذين أوردهم محمد أسلم ونقلهم عنه الهلالي بحجة أنهم من مشائخ التبليغ وهم ليسوا من مشائخ التبليغ البتة بشهادة علماء التبليغ، وقد سألت عنهم الشيخ الأنصاري -حفظه الله- فقال:
1 - محمد قاسم النانثوي -مؤسس دار العلوم ديوبند- فقال: (ليس من مشائخ التبليغ بل هو قبل التبليغ).
¥