تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2 - ولأن الإنسان في بلاده معروف بقصوره غالباً فلا يستجاب له فإذا كان يدعو أناساً يجهلون عيوبه سيستجيبون له. أ. هـ.

قلت: وهذا خلاف منهجهم وبيان ذلك كالآتي:

يقول الشيخ بالمبوري: "اجتهدوا ثمانية أشهر في منطقتكم وأربعة أشهر في العالم أجمع" وقال: "نقول: قسم ينفر إلى الخروج وقسم يرجع إلى بلده نسأل الله أن يوفّقهم لإحياء الجُهد المَقَامي".

قلت: ويقصد بالجهد المقامي ما يقوم به المجتهد في الدعوة في منطقته ومقامه، وهي عبارة عن وسائل معروفة لمن شارك هذه الجماعة وهدفها التركيز على نفس البلدة التي يعيش فيها هذا الفرد الداعي.

ويقول الشيح بالمبوري في موضع آخر: "وإن شاء الله ترسلوا جماعات للعالم لمدة سنة، وما ذلك على الله ببعيد وتحاولوا أن تقيموا الأعمال في مساجدكم وتخرجوا الناس للعالم كله" أ. هـ.

ومن بين ما انتقده المؤلف -رحمه الله- تحديد مشائخ التبليغ الدين في ست صفات …

وأقول جواب ذلك ليس هنا موضعه بل في الفصل الثاني فليرجع إليه هناك …

وهذا آخر ما أردت التعليق عليه من كتاب الطريق إلى جماعة المسلمين وأما بقية ما كتبه فهو لم يخرج فيه عمّا كتبه محمد أسلم، حيث أنه اعتمد على رسالته كما فعل الشيخ الهلالي، ومما يجدر ذكره بل وإدخاله في هذا البحث أنني بعد أن أثبت هذا الكلام المتقدم وقفت على رسالة لأحد صوفية بلاد العجم مترجمة إلى اللغة العربية فإذا فيها تحاملاً شديداً على جماعة التبليغ فلماذا يا ترى؟

ولكي تتيقّن من السبب أيها الحبيب صورتُ لك مقتطفات من هذه الرسالة، وإليك هذه المقتطفات منقولة بصورتها كما هي، وفي نهاية هذه المقتطفات لخّصتُ لك بعض النقاط كي أَلْفِتَ نظرك إلى مدى تناقض الكُتّاب في كتاباتهم عن هذه الجماعة وما ذلك إلا لعدم التريّث، وأخذ كل ما يقال…

هل جماعة التبليغ صوفية أم وهابية؟

الحمد لله، له الأمر من قبلُ ومن بعدُ الخلق، والحمد لله الذي جعل دينه واضحاً، ومنهاجاً بيناً، ونوراً يُستضاء به.

أخي الحبيب القارئ، فبعد أن بيّنتُ لك ما في هذه الرسائل، وما حوته من أخطاء عن جماعة التبليغ، أرى أن أُطمئن قلبك -رزقني الله وإيّاك طمأنينة القلب- فأبين لك ما اتُهِمت به هذه الجماعة من قِبل بعض الصوفية، حتى تعلم وتزداد علماً بأن ما سبق من اتهام الجماعة بأنهم صوفية أشعرية … يقدحون في محمد بن عبد الوهاب النجدي، يستغيثون بالأنبياء، ويعظمون القبور، ويجيزون النداء للغائب الصالح بقصد الاستغاثة، ويقلّدون المذهب الحنفي، ويسبّون أبا الأعلى المودودي، أن كل ذلك غير صحيح، حيث أنني أبين لك عن الجماعة التبليغية" وذكر فيه أنهم ضُلال… لماذا؟ قال: لأنهم يتبعون جرائم ابن تيمية وجرائم الوهابية، ويتبعون محمد بن عبد الوهاب.

سبحان الله؟؟ أولئك يتهمونهم أنهم أشعرية صوفية وهؤلاء يتهمونهم أنهم وهابية، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

كيف يُقدحُ في عقيدة المسلم بهذه السهولة، أو كيف يتمّ بهذه البساطة؟!

اللهم أني أشكو إليك ما يجري في أحوال الأمة … ولقد حرصت أن أنقل كلام هذا الناقد -أقصد بعضه- وصورت لك مقدمة بحثه حتى تطمئن وتكون على بينة مما يقال في جماعة التبليغ، لا حول ولا قوة إلا بالله.

وبعد هذا إليك بعض تعقيباته على كلام الشيخ إلياس:

عند قوله: "وهدف حركتنا هذه تعليم ما جاء به الرسول r برمته وهذا هو غرضنا ومقصدنا، وأما دورتنا للتبليغ فهي مبادئ حركتنا والكلمة والصلاة والتعليم المتداولة؛ هي مثل الألف والباء والتاء لتلك الحركة" ().

(فقال): ولكن تجد ريح الوهابية وجراثيمها في طيّ كلامه"، ثم نقل عن الشيخ إلياس أنه قال: "والحضور في ختم القرآن والأوراد مستحسن ومورود من أكابرهم؟ ولكن إذا كان فيه خطر التشبّه بالمبتدعة فلا يجوز".

فقال: وكيف ينكر في حضوره ونظره r إلخ .. إلى أن قال: وما أنكر ذلك إلا مثل رئيس الوهابية -محمد بن عبد الوهاب- واقتفى أثره رئيس الجماعة التبليغية".

قلت: هاهنا يُسبّ إلياس لأنه اقتفى أثر ابن عبد الوهاب وهناك يسبّوه لأنه سبّ ابن عبد الوهاب!!

ثم قال الباحث: "بيّن لنا من بيانات إلياس بأن التبليغ وأشياخه كالجنحوهي، والتهانوي، والسهارنفوري والدهلوي أن رسول الله r ليس له علم بالمغيّبات، والاعتقاد بذلك، ونداءَه من بعيدٍ شركٌ".

قلت: يا صاحب العقل قِسْ هذا بما تقدم واعتبر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير