بدلهي عاصمة الهند ,وفي العقد الثالث عشر من هجرة سيد البشر , نشأت جماعة التبليغ بعون الله تعالى وتيسير على يد الشيخ الياس بن محمد بن إسماعيل الكاندهلوي غفر الله لنا وله , ورحمنا وإياه. آمين
الحال الداعية إلى إنشاء جماعة التبليغ
أن لكل عما ذي بال وحال , ذات اثر من نفع أو ضر , ظروفا وملابسات تستدعي وجوده وظهوره , وكان ذلك ما حل بأمة الإسلام في اغلب ديارها من جهل وفسق , وفساد وشر.
الأمر الذي أصبحت تحاكى الجاهلية الأولى محاكاة , تكاد أن تكون تامة في كثير من البلاد أنها فساد في العقيدة , جهل بالعبادة , ضلال في العقول ومرض في النفوس , في البلاد الإسلامية عامة , وفي الهند خاصة حيث اخذ المسلمون يعودون , لما أصابهم من الجهل بالإسلام وشرائعه إلى الوثنية الهند وكية.
وفي هذه الظروف الحالكة نشأت جماعة التبليغ رجاء أن تنقذ من شاء الله أنقذه , من الجهل بالإسلام والبعد عن شرائعه فيعلم ويعمل فينجو , ويكمل ويسعد , إذ لا نجاة ولا إكمال ولا إسعاد بغير العلم بالإسلام والعمل بشرائعه ظاهرا وباطنا ,
وسيلة جماعة التبليغ في هداية الضلال
نظرا انه لا بد لمن أراد أن ينقذ غريقا , أو ينجي متعرضا لهلكه من وسيلة صالحة , تمكنه بإذن الله تعالى من إنقاذ من أراد إنقاذه من الغرق أو انجاء من أراد نجاته من هلكته. فإذا كان الأمر كذلك , فما هي وسيلة جماعة التبليغ للإنقاذ المطلوب في وسط جل أهله غرقى أو هلكى؟.
قبل أن نعرض للوسيلة بالذكر والبيان. يحسن أن نلقي نظرة على المجتمع الإسلامي في دياره وحاله متشابهة شرقا وغربا , وشمالا وجنوبا , أنها قبور تعبد , أعياد جاهلية تقام , فسق عام بترك الفرائض والسنن وغشيان المحارم والمآثم.
أما الآداب الإسلامية والأخلاق , فإنها توجد مع ترك الصلاة والانغماس في الشهوات , والجهل بالفرائض والواجبات , انك تدخل المسجد في الحواضر فلا تجد إلا طاعنا في السن قد لفظته الحياة ,
وأين مسلمو البلد؟ انهم في المقاهي والملاهي والأسواق ومجالس الباطل ومقاعد السوء يضحكون ويسخرون كأنهم لا يؤمنون.
في هذا المجتمع الذي تسوده الغفلة ويتحكم فيه الجهل وتستبد به الأهواء وتعرم فيه الشهوات , على مؤسس جماعة التبليغ وهو الشيخ محمد الياس بالذات أن يبحث عن وسيلة ملائمة للوضع الخطير تمكنه من إنقاذ غرقى الجهل والظلم والفسق والشرك , وهداه ربه عز وجل إلى وسيلة نافعة ناجحة , فأنقذ الله تعالى بها خلقا لا يحصون عددا , أنقذهم من ضعف الإيمان إلى قوته , ومن ظلمة الجهل بالإسلام إلى نور معرفته , ومن ضياع الغفلة إلى حصانة الذكر , ومن الفسوق والعصيان إلى طاعة الرحمن ,
والآن إلى بيان وسيلة جماعة التبليغ التي هدى الله تعالى بها عبده محمد الياس رحمه الله تعالى إلى وضعها ووفقه للعمل بها , فأنتجت الخير الكثير , وهاهي ذي متمثلة في منهج تربوي حكيم لم ير في المناهج التربوية نظيره , وذلك لاختصاره وشموله , انه منهج عجب إذ لم تتجاوز مواده الست , مواد تسمى بالصفات الست وهي:
1 - تحقيق شهادة أن لا اله إلا الله , وان محمدا رسول الله.
وذلك بعبادة الله تعالى وحده بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنواع العبادات وضروب الطاعات والقربات.
2 - الصلاة ذات الخشوع والخضوع.
أي إقامة الصلاة , بأدائها مستوفاة الأركان والواجبات , والتأكيد على الخشوع فيها إذ هو روحها الذي لا تثمر ما شرعت له من النهى عن الفحشاء والمنكر إلا به.
للعلم بان اكثر المصلين ما نهتهم صلاتهم عن الفحشاء والمنكر لفقدها الخشوع والخضوع فيها لله تعالى.
3 - العلم مع الذكر:
أي تعلم الضروري من العلم والعمل به , وهو المراد من كلمة الذكر , أن العمل بالعلم ذكر , والعلم بدون عمل إعراض ونسيان , والعياذ بالله من علم لا ينفع , ودعوة لا يستجاب لها.
4 - إكرام المسلم:
والمراد به رد اعتبار المسلم الذي فقد منذ زمن طويل حيث اصبح عدوا لأخيه المسلم يضرب جسمه ويزهق روحه ويسلب ماله وينتهك عرضه فيزني بأمه وأخته وعمته وخالته وفي ديار المسلمين ,
إن إكرام المسلم احترامه وتقديره وذلك بكف الأذى عنه , وإسداء الجميل في حدود الوسع والطاقة البشرية.
وقد فقد هذا المسلمون منذ عصور عديدة إلا ما قل وندر , والنادر لا حكم له.
5 - تصحيح النية:
¥