والمراد بذلك أن ينوي المسلم بعمله كله وجه الله تعالى فلا يعتقد ولا يقول ولا يعمل إلا طالبا بذلك مرضاة الله تعالى , وهو الإخلاص الذي جاء به الكتاب وقررته السنة.
6 - الدعوة إلى الله تعالى والخروج في سبيلها وهي سبيل الله عز وجل.
أن المراد من الدعوة إلى الله تعالى , دعوة الناس إلى الإيمان بالله والعمل بطاعته وطاعة رسوله المبنية في الكتاب والسنة ليكمل العبد ويسعد في الحياتين.
كيفية استعمال المبلغين وسيلتهم الدعوية
انهم بعد وضع تلك الوسيلة والتأكد من صلاحيتها والتحقق من جدواها ونفعها , بحثوا عن طريق لاستعمالها وكيفية تنفيذها للخروج بها من حيز العلم النظري إلى التطبيق العملي , فاهتدوا بتوفيق من الله تعالى إلى الطريق الآتي المتمثل فيما دون بالأرقام التالية:
1 - المسجد وهو المنطلق الأول للدعوة.
انهم امتثالا بسيد الدعاة وأمامهم محمد صلى الله عليه وسلم الذي ما نزل بديار بني عوف بقباء حتى بنى لدعوته مسجد قباء , وما أن بركت ناقته بحي أخواله من بني النجار حتى اختط مسجده وبناه لدعوته , اعتمدوا , أي جماعة التبليغ المسجد منطلقا لدعوتهم فهي من المسجد إلى المسجد , من المسجد تخرج وتعود إليه وأطلقوا على المسجد الذي يعدونه لدعوتهم لفظ " مسجد النور " تفاؤلا , فوافق واقعا ,
إذ المساجد في الإسلام هي محطات النور وإشعاعاته , إذ فيها يتعلم العلم , وتزكى الأرواح بالعبادات من صلاة وذكر ودعاء وتلاوة لكتاب الله عز وجل.
وبالمساجد تكتسب الآداب , وتهذب الأخلاق لما يوحى به المسجد من الصمت وحسن السمت , وطهارة الروح ونظافة الثوب والدن معا.
في المسجد يجتمع المبلغون ليلة العطلة من الأسبوع فيبيتون به تاركين فرشهم وازواجهم وأولادهم انقطاعا إلى ربهم وتبتلا إليه , حيث ينقطع المسرفون من أهل الغفلة في تلك الليلة إلى اللهو والباطل فلا ينامون إلا مع قرب الفجر ولا يستيقظون إلا مع حر الشمس فلا صلاة ولا ذكر الله.
وقبل أن يناماالمبلغون ليلة اعتكافهم في المسجد يقوم احد هم من الأهلية فيعطيهم ويذكرهم بواجبهم،ويطلب منهم أن يضحو في سبيل الله ببعض أوقاتهم،وذلك بان يسجلو اسماء هم في قوائم الخارجين في سبيل الله لدعوة الغافلين والمعرضين عن ذكر اللهوطاعته وطاعة رسوله،لعل الله تعالى ان يهديهم على أيديهم،وهم في ذلك ينظرون الى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لان يهدي الله بك رجلا واحد اخير من حمر النعم)
وبعد صلاة الصبح يقوم احدهم من ذوي الكفاءة لطول الممارسة وكثرة العمل في حقل الدعوة فيتكلم في الخارجين ممن سجلو اسماءهم للخروج بحسب فراغهم،اذمنهم من يسجل لخروج يوم،ومنهم لاكثر،ويسمون هذه الكلمة التي تلقى على الخارجين ((هدايات)) ومعناها صدق النية والتقليد بآداب الدعوة والسفر والا قامة في المسجد وحسن الصحبة وكمال الطاعة لامير الجماعة من الخروج الى العودة وبعد فراغ المرشد من كلمته تجتمع كل جماعة بأميرها،فيوصيهم باصبر والطاعة وصلاح النية، ثم يجمع نفقتهم منهم،وهى نفقة بركة لا نفقة مال،وذلك لزهادتها وقلة قيمتها،ثم يعين أثنان منهم لتحضير وسائل السفر للخروج حتى اذا ركبو ا ما ير كبونه في سفرهم في قراءة الادعية الواردة في السفر،وفي تعلم اليسير من القرآن الكريم واحاديث الاداب والا خلاق،واذا انتهو الى القرية او المدينة المقصود اموا مسجدها فدخلوه،
وبعد صلاة تحية المسجد اجتمعوا للشورى في شأن ترتيب العمل العدوى , وتوزيعه على الاربع والعشرين ساعة المقبلة , او من ساعتهم تلك الى مثلها من الغد. ويشتمل العمل على ما يلي:
1 - اعداد الطعام:
ومن يقوم به منهم فيعينون له اثنين او ثلاثة منهم.
2 - تحديد الوقت:
تحديد وقت لزيارة امام المسجد ومركز الشرطة وامير المدينة , او عمدة الحي او شيخ القرية , وتنفيذ ذلك في وقته المحدد له , وذلك تأليفا للقلوب وابعادا للريبة , واداء لواجب احترام المسؤولين.
3 - التعريف بالجماعة:
التريف بالجماعة للمصلين بالمسجد بعد صلاة الظهر , وانهم اخوانهم في الله ولا مطمع لهم في شيء من الدنيا , ولا هدف لهم الا زيارة المسلمين والتحبب اليهم والتعرف عليهم , وطلب الخروج معهم للتذكير والتطهير , التذكير بالله , وتطهير النفوس بطاعة الله , وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
¥