وحسب الجماعة أن منهجها خال من التصوف قولاً وعملاً واعتقادا، وأنها لا تدعو إلى التصوف بقول ولا عمل، كما هو معلوم لكل من خرج مع هذه الجماعة. وكون بلاد نشأة جماعة التبليغ وهي الهند بلاد تكثر فيه الطرق الصوفية، فإن مصر اليوم بها سبعون طريقة صوفية، ولها مجلس أعلى يديرها، فهل ضرّ ذلك الجماعات الإسلامية بمصر؟ وإن فرضنا جدلاً أن الشيخ محمد إلياس المؤسس لجماعة التبليغ كان صوفياً أو أن خلفه الشيخ إنعام الحسن كان صوفيا ً، والدعوة خالية في منهجها واسلوبها من التصوف، فهل يخل ذلك بالدعوة أو توصم به كوسمة عار تصرف الناس عنها؟
اللهم لا!
إذاً فشيئاً من الرفق والتعقل أيها الإخوان في الله هداكم الله وإياي. آمين.
2 - وقالوا:
" قادة التبليغ يأخذون البيعة على الطرق الصوفية ".
ونقول:
إن البيعة لا تكون إلا لإمام المسلمين، ومن بايع إماماً ثم خرج عنه ليبايع غيره استوجب القتل كائناً من كان للسنة القاضية بذلك.
أما أخذ عهد على مؤمن بأن يلتزم بطاعة الله ورسوله فلا يقول فيه بيعة إلا جاهل أو مغرض مهول مشوش.
إن نظام جماعة وقد مر بنا في هذه الرسالة لا يوجد فيه حرف ولا كلمة تقرر مبدأ البيعة لأحد أو تدعو إليها بحال من الأحوال، هذا وإن فرضنا أن بعض كبار الدعاة في الهند لهم طريقة صوفية كالقادرية أو النقشبندية مثلاً، ويعرضونها سراً على بعض الأشخاص فإن تبعة ذلك تقع عليهم لا على الدعوة ولا على الدعاة غيرهم ما دام منهج الدعوة خالياً من ذلك.
والدعاة لا يعترفون بغير ما في منهج الدعوة ونظامها، وإنما يجب التبرؤ من الدعوة بل محاربتها لو كان منهجها يقتضي ذلك أو يقرّه، وما دام هذا لم يكن ولا شيء! فلم التشنيع على جماعة التبليغ ودعوتهم؟ إن هذا لظلم تخشى عاقبته.
3 - وقالوا:
" إن المبلغين يغيرون حياة من يخرج معهم رأساً على عقب وفي كل شيء في العقيدة وفي المنهج والسلوك وحتى الفكر ".
ونقول:
نعم! إن هذه الدعوة ذات تأثير عجيب تفعل بالتابع لها ما ذكرتم من التغيير الكامل، فإن كان التابع ضالاً اهتدى وإن كان ضعيف الإيمان قوي إيمانه، وإن كان سيئ الخلق حسن وفضل، وإن كان غافلاً ذكر، وإن كان مادياً صار روحانياً.
هذا هو التغيير الذي يحصل لمن يخرج مع جماعة التبليغ غالباً، أما إنه يتغير من عقيدة التوحيد إلى عقيدة الشرك والخرافة، ومن صلاح إلى فساد، ومن ذكر إلى غفلة، ومن طاعة إلى معصية، فهذا لا! والله ما رأيناه ولا سمعنا به فيهم.
وليس ممتنعاً أن يقع شذوذاً في بعض الأفراد، والشاذ لا حكم له كما يقال.
وعليه فالزموا الحق! يا دعاة الحق واتقوا الله في صرف عباده عنه فإن الصد عن سبيل الله أخو الكفر والعياذ بالله.
4 - وقالوا:
" قد وضع المبلغون الصفات الست بدلاً عن قواعد الإسلام الخمس وأركان الإيمان الستة ".
ونقول:
هذا والله تمجن وسوء ظن قبيح، فهل وضع في منهج تربوي إصلاحي لتطبيقها والدعوة على مقتضاها يعتبر محاذة الإسلام بترك قواعده وإهمال أركانه، والإستعاضة عنها بغيرها؟
فهل دعوة تقوم على الإيمان بالله ولقائه ودينه، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، والأخلاق الفاضلة، والنية الصادقة في لقول والعمل.
يقال فيها يا عباد الله!
" إن أصحابها استبدلوها بقواعد الإسلام وأركانه "؟
اللهم إن هذا بهتان عظيم، كيف يرضى به من ينتسب إلى سلف الأمة وصدرها الصالح؟
5 - وقالوا:
" إن المبلغين أعداء لأهل العقيدة، وأئمة الدعوة السلفية ".
ونقول:
هذه دعوى تحتاج إلى بينة، وأين هي؟
ومع هذا فإنا نقول ليس مستبعداً أن يوجد من العلماء الجامدين دون دراسة الكتاب والسنة. ومن الإنتفاعيين أيضاً، وما أكثرهم من يبغض السلفيين ويعاديهم ويبغض شيخي الإسلام أحمد بن تيمية و محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله، فمثل هؤلاء قد يخرج مع الدعاة
وبما أن من مبادئ الدعوى ترك الخوض في الجدل وما لا يعنى، فقد يوجد ذلك الشخص المريض ولا يتفطن له فنترك على ما هو عليه حتى تهذبه الدعوة وتنقيه من أدران نفسه، هذا هو الممكن والجائز.
أما أن يوصف عامة جماعة التبليغ بأنهم أعداء لأهل العقيدة السلفية وأئمتها فهذا والله باطل، وظلم وبهتان عظيم، لا يحل لمسلم أن يتصف به.
¥