إننا والله قد عرفنا جماعة التبليغ وحضروا دروسنا في الغرب والشرق وما سمعنا من أحد ما يفهم من كلامه أنه يكره دعاة التوحيد وأئمته، بل كثيراً ما يشكون لنا بأن ذويهم في بلادهم يصفونهم بأنهم وهابيون ما يزعمون.
وليعلم إخواننا في العقيدة أننا لا نرض ولا نسكت عن أحد يطعن أو يلمز دعاة التوحيد وأئمته أبداً، إلا أننا لا نتجنى على الناس ونقول عنهم ما لا يقولون، لأن ذلك ظلم، والظلم حرام.
وليس معنى هذا الذي قلناه أنه لا يوجد في الشرق والغرب من لا يعادي السلفيين بل المعادون للسلفيين والله لأكثر من الموالين لهم، المتعاونين معهم، وإنما نبرئ بما قلناه جماعة التبليغ في الجملة فقط، والله عليم بذات الصدور.
6 - قالوا:
" إن المبلغين ينكرون الجهاد، ويزعمون أن المسلمين اليوم حالهم كحال الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه في مكة قبل الهجرة ".
ونقول:
هل في هذا القول عيب أو قبح أو إثم حتى تعيّر به جماعة التبليغ أو تسبّ؟ إنه قول كل ذي علم وعقل وبصيرة بأحوال المسلمين وما يجري في ديارهم، وما يكتنف حياتهم، فالذين يتبجحون بالدعوة إلى الجهاد ويؤذون القاعدين عن ذلك فليخبرونا كم غزاة غزوها وكم من بلد من البلاد حرروه وأقاموا فيه شرع الله حتى يصح أن يقال إن جماعة التبليغ قاعدون عن الجهاد ومثبطون عنه
وكل ما في الأمر أن المبلغين ما شجعوا على الجهاد في بلاد الأفغان لانشغالهم بالدعوة، هذا وإن حدث أن نفراً أو أنفاراً زهدوا في الجهاد الأفغاني، ورأوا أن الدعوة إلى إصلاح القلوب وتهذيب الأخلاق مقدمة عن الجهاد فليس هذا بعيب توصم به جماعة التبليغ في الشرق والغرب.
7 - وقالوا:
" إن جماعة التبليغ لا ينهون عن المنكر، ولا يأمرون بالمعروف على الوجه الصحيح ... ".
ونقول:
إن منهج الجماعة وقد سبق بيانه ليس من مبادئه الإنكار على ذوي المنكر، وذلك لأمرين.
الأول:
إن الإنكار في مجتمعات غلب عليها الجهل وسادها الفسق لا يجدي نفعاً، وهذا واقع لا ينكره ذو بصيرة بأحوال الناس.
والثاني:
أنهم قد استعاضوا هن الإنكار بالقول تهجير فاعل المنكر بالخروج به بعيداً عن بيئته ووضعه بين يدي مربيين حكماء يعالجونه بالحال وطيب المقال، فلا يلبث حتى يترك المنكر وينكره، فهذا أجدى من كلمات يقولها المرء على منبر أو في حلقة درس والناس عنها غافلون.
وشيء آخر هو:
هل المنكرون على جماعة التبليغ تركهم النهي عن المنكر قد نهوا هم عن المنكر؟
والجواب معلوم والواقع يشهد ونستغفر الله لنا ولهم في تركنا واجب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. ان حال من عيب عن التبليغ نهيهم عن المنكر وهو لا ينكر , ينطبق عليه قول القائل:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله
عار عليك اذا فعلت عظيم
8 - وقالوا:
((ان جماعة التبليغ يتعصبون للمذهب الحنفي.))
ونقول:
وهل هذا خاص بجماعة التبليغ؟
اللهم لا!
ان المشاهد الذي لا ينكر ان الشافعي يتعصب للمذهب الشافعي , والمالكي يتعصب للمذهب المالكي , والحنبلي يتعصب للمذهب الحنبلي ولم ينج من هذا التعصب الا اناس عرفوا الحق بشواهده فتركوا التعصب المذهبي , وداروا مع الحق حيث دار , ونسبتهم الى الامة الاسلامية واحدة الى ألف أو أقل.
فكيف اذا يسب جماعة التبليغ وحدهم بالتعصب للمذهب الحنفي مع ان كل اهل المذاهب يتعصب لمذاهبهم ,
وأمر آخر:
ان جماعة التبليغ فيها الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي , فالطعن فيها غير وارد. اذا, فما لهؤلاء الطاعنين لا يفقهون؟
يضاف الى ذلك ان جماعة التبليغ من شمال افريقيا وغربها وفي أوروبا وأمريكا وفي الشرق الاوسط لم يثبت انهم دعوا الى مذهب معين قط , اذ دعوتهم مقصورة على تقوية الايمان وتحقيقه بفعل الايمان وتحقيقه بفعل الطاعات وترك المعاصي , الا انهم قد يقتدى بهم في صلاتهم وهذه دعوة بالحال لا بالمقال , كما ان المعروف بين الناس ان الذين اهتدوا على يد جماعة التبليغ اكثر المسلمين تقبلا للحق واتباعا للكتاب والسنة.
9 - قالوا:
((ان جماعة التبليغ ينكرون توحيد العبادة))
ونقول:
¥