الصواب ان بعضهم لا يعرفون توحيد العبادة ولكنهم لا يفعلون ضده لا أنهم ينكرونه. والدليل على ذلك انهم لا يدعون على الى عبادة غير الله لا بالدعاء ولا بالذبح , ولا بالنذر , ولا بالخوف والرجاء , كما هي حال الرقيين وضلال الجهال ,
وليس هذا عيب جماعة من التبليغ بل هو عيب اكثر المسلمين , اذ قل من يعرف من المسلمين , توحيد العبادة , ولو عرفوه ما عبدوا اصحاب القبور بالذبح والنذر والحلف , فالواجب اذا تعليمهم لا عيبهم.
10 - وقالوا:
" ان تأثير جماعة التبليغ على العصاة فقط ", بل حتى على المستقيمين , فيصرفونهم عن منهج السلف الى منهج التبليغ العقيم القائم على البدع والضلالات "
ونقول:
ان اعترافكم بتأثير جماعة التبليغ على العصاة بهدايتهم , وردهم الى طاعة ربهم ورسوله نعم الاعتراف وهو واقع ,
وهنيئا لمن هدى الله تعالى العصاة على يديه.
واما تأثيرهم على المستقيمين فهو اعتراف اخر ايضا , بنجاح جماعة التبليغ , اذ تأثيرهم على المستقيمين معناه نقلهم من دائرة الاكتفاء بهداية انفسهم الى العمل على هداية غيرهم , ولنعم هذا التأثير ايضا , ولذا وجد بين جماعة التبليغ علماء لكنهم قليل , وذلك لتحاشي طلبة العلم الخروج معهم لما يكلف من جهد ومال ووقت , ولهذا يعاديهم بعضهم مع الاسف.
11 - وقالوا:
" ان المبلغين مبتدعة وذلك لخروجهم جماعات , ولتحديد مدة الخروج بثلاثة ايام وبأربعين يوما وبأربعة أشهر ".
ونقول:
ان الخروج لاصلاح ذات البين كالخروج لطلب العلم والهداية و كالخروج لدعوة الناس الى ربهم , ولتعليمهم ما ينفعهم في دنياهم وآخرتهم , جميعه خروج في سبيل الله تعالى متى صلحت فيه النية واريد به وجه الله عز وجل ولم يرد به مال ولا جاه , ولا نزهة في لهو وباطل , ومن الجهل والتجاهل انكار خروج المبلغين لهداية الناس وتعليمهم واصلاح نفوسهم وتزكية ارواحهم ,
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
" لروحة او غدوة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها "
ويقول " من اتى هذا المسجد لا يأتيه الا لخير يعلمه او يتعلمه كان كالمجاهد في سبيل الله ".
الى غير هذا من الاحاديث الصحاح والحسان المرغبة في الخروج في سبيل الله والحاضة اليه , الداعية اليه.
مع هذا , يا عباد الله!
يقال (خروج جماعة التبليغ بدعة.))؟
واعجب من هذا قولهم ان الخروج جماعات بدعة بحجة ان الرسول صلى الله عليه وسلم ارسل معاذا الى اليمن ولم يرسل جماعة. ونسوا او جهلوا ان الرسول صلى الله عليه وسلم ارسل القراء لتعليم الناس وكانوا سبعين. فأكثر.
ونسوا ايضا ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يرسل معاذا وحده بل ارسل معه ابا موسى الاشعري رضي الله عنهما.
وقال لهما: " بشرا ولا تنفرا ويسرا ولا تعسرا وتطاوعا ولا تختلفا."
وأرسل ايضا عليا رضي الله عنه وخالد بن سعيد بن العاص رضي الله عنه , وارسل مع هؤلاء الصحابة جما غفيرا للدعوة والتعليم والحكم بين الناس بالحق.
وكتبديعهم الخروج تبديعهم تحديد ايام الخروج , وما علموا ان هذا نظام دعوة كنظام المدارس والجامعات في ايام عطلها , ويحتجون الى التحديد ليعرفو مدة غيبتهم , وليتزودوا لذلك ما يحتاجون اليه من نفقه ومتاع.
أفمع هذا يبدع المبلغون في تحديدهم هذه الايام لصالح الدعوة في الخروج الى سبيل الله
فسبحان الله! ان القوم كما قيل:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة
كما ان عين السخط تبدي مساويا
وما موجب السخط يا عباد الله؟
عبد يدعوا الى ربه فيكسب الرضا له ولاخوانه المدعوين , حيث تزكو نفوسهم وتطهر قلوبهم وتفضل اخلاقهم بما يقومون به من طيب الاقوال وصالح الاعمال ,
12 - وقالوا وقالوا ...
وعصمنا الله تعالى! فلم نقل في التبليغ وجماعته ما يعتبر صدا عن سبيل الله تعالى والحمد لله , والمعصوم من عصمه الله ,
وليعلم القارئ الطالب للحق البعيد عن الاغراض الفاسدة والتصورات الخاطئة اني لم اخرج يوما واحدا مع جماعة التبليغ ولم انتم اليهم , وليس سبب ذلك عائد الى وجود اخطاء او اغلاط , اذ اخطأ جماعة التبليغ او اغلاطهم لا تحول دون العمل معهم وتعليمهم ما قد يجهلون , وذلك لقتلها وعدم تأثيرها.
ومن ذا الذي لا يخطئ , ولا يغلط من الناس من غير المعصومين عليهم السلام؟
ولكن المانع هو إنا لا نقدر على البذل والعطاء والتحمل والصبر كما يقدرون هم , ولذا كنا نكتفي بالنصح لهم وتصويب ما نراه من اخطائهم في دعوتهم , ونكف السنتنا عن نقدهم وعيبهم حتى لا نكون ممن يصد الناس عن سبيل الله تعالى ,
ولكن بعض اخواننا هداهم الله لما عجزوا عن القيام بما يقوم به المبلغون ركنوا الى نقدهم وعيبهم والتشهير بهم والتشويش عليهم وما كان ينبغي لهم ذلك , والله المستعان.
وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم.
ابو بكر جابر الجزائري