[الفوائد المترتبة على التقوى من جمع الشيخ محمد العثيمين رحمه الله]
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[07 - 03 - 09, 12:00 ص]ـ
منقول من ملتقى التفسير:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=15146
و فى المرفقات الكتاب للشاملة
الكتاب: الفوائد المترتبة على التقوى
الفوائد المترتبة على التقوى
من جمع الشيخ /محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
إصدار دار القاسم
الفوائد المترتبة على التقوى
لفوائد المترتبة على التقوى
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين
و على آله و صحبه و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا يا رب العالمين
أما بعد
الفوائد المترتبة على التقوى
محمد بن صالح العثيمين
دار القاسم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى
آله وأصحابه أجمعين. أما بعد:
فأيها الأخوة المؤمنون:
إن وصية الله للأولين والآخرين من عباده هي: تقواه سبحانه وتعالى، قال عز
وجل: وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ
وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللَّهَ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا
[النساء:131].
وهي أيضاً: وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته، فعن أبي أمامة صُدى بن عجلان الباهلي قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في حجة الوداع فقال: {اتقوا ربكم وصلّوا خمسكم، وصوموا
شهركم، وأدّوا زكاة أموالكم، وأطيعوا أمراءكم، تدخلوا جنة ربكم}. وكان صلى الله عليه وسلم إذا
بعث أميراً على سرية أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله وبمن معه من المسلمين
خيراً.
ولم يزل السلف الصالح يتواصون بها في خطبهم، ومكاتباتهم، ووصاياهم عند
الوفاة.
كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى ابنه عبد الله رضي الله عنه: (أما بعد ... فإني أوصيك بتقوى الله عز
وجل الذي لا بد لك من لقائه، ولا منهى لك دونه، وهو يملك الدنيا والآخرة).
وكتب أحد الصالحين إلى أخ له في الله تعالى: (أما بعد .. أوصي بتقوى الله
الذي هو نجيك في سريرتك، ورقيبك في علانيتك، فاجعل الله من بالك على كل حال
في ليلك ونهارك، وخف الله بقدر قربه منك وقدرته عليك، واعلم أنك بعينه، لا
تخرج من سلطانه إلى سلطان غيره، ولا من ملكه إلى ملك غيره، فليعظم منه حذرك،
وليكثر وجلك، والسلام).
ومعنى التقوى: أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه وقاية، تقيه منه.
وتقوى العبد لربه: أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من غضبه وسخطه وقاية تقيه من
ذلك بفعل طاعته واجتناب معاصيه.
وإليك أخي الكريم: بعض عبارات سلفنا الصالح في توضيح معنى التقوى.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: (المتقون: الذين يحذرون من الله وعقوبته).
وقال طلق بن حبيب رحمه الله: (التقوى: أن تعمل بطاعة الله على نور من الله، ترجو ثواب
الله. وأن تترك معصية الله على نور من الله، تخاف عقاب الله).
وقال ابن مسعود رضي الله عنه في قوله تعالى: اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ [آل
عمران:102] قال: (أن يُطاع فلا يُعصى، ويذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر).
فاحرص يا أخي الكريم على تقوى الله عز وجل فهو سبحانه أهل أن يُخشى ويُجل،
ويعظم في صدرك.
وإليك بيان الفوائد المترتبة على التقوى.
أولاً: الفوائد المترتبة على التقوى في الدنيا
1 - إن التقوى: سبب لتيسير أمور الإنسان، قال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ
يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق:4]، وقال تعالى: فَأَمَّا مَن
أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ
لِلْيُسْرَى [الليل:5 - 7].
2 - إن التقوى: سبب لحماية الإنسان من ضرر الشيطان، قال تعالى: إِنَّ
الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ
تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ [الأعراف:201].
3 - إن التقوى: سبب لتفتيح البركات من السماء والأرض، قال تعالى: وَلَوْ
أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ
مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ [الأعراف:96].
4 - إن التقوى: سببٌ في توفيق العبد في الفصل بين الحق والباطل، ومعرفة كل
¥