تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حملوا ولأول مرة كتابي ((المفصل في أحاديث الفتن)) للشاملة 3 + ورد + pdf

ـ[علي 56]ــــــــ[08 - 03 - 09, 09:05 ص]ـ

((حقوق الطبع لكل مسلم))

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي امتن على عباده المؤمنين ببعثة الرسول الصادق الأمين، فأخرجهم به من ظلمات الكفر والجهل إلى نور الإيمان والعلم واليقين، وأخبرهم على لسانه بما كان وما يكون إلى يوم الدين، وأخبرهم عن الدار الآخرة بأكمل إيضاح وأعظم تبيين، فمن آمن به وبما جاء به؛ فهو من المفلحين، ومن كان في ريب مما صح عنه؛ فهو من الخاسرين.

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي ترك أمته على المنهج الواضح المستبين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد:

فقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلمالفتن وعلامات الساعة بأحاديث كثيرة جدا، وهي مجودة في جميع كتب السنَّة النبوية، وهي من الغيب الذي أطلعه الله تعالى عليه، قال تعالى: {قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا (25) عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27) لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28)} [الجن: 25 - 28]

فقد أَمَرَ اللهُ تَعَالَى رَسُولَهُ الكَرِيمَ صلى الله عليه وسلمبِأَنْ يَقُولَ لِلنَّاسِ: إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لاَ رَيْبِ فِيهَا، وَلَكِنَّ وَقْتَهَا لاَ يَعْلَمُهُ إِلاَّ اللهُ، وَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي إِنْ كَانَ وَقْتُهَا قَرِيباً أَوْ بَعِيداً.

وَاللهُ تَعَالَى هُوَ الذِي يَعْلَمُ مَا غَابَ عَنْ أَبْصَارِ خَلْقِهِ فَلَمْ يَرَوْهُ، وَلاَ يُطْلِعُ عَلَى غَيبِهِ أَحَداً مِنْ خَلْقِهِ.

إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى اللهُ تَعَالَى أَنْ يُطْلِعَهُ مِنَ الرُّسُلِ، عَلَى مَا شَاءَ مِنَ الغَيْبِ، فَإِنَّهُ يُطْلِعُهُ. وَاللهُ يَجْعَلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْ رُسُلِهِ، وَمِنْ خَلْفِهِمْ، حَفَظَةً مِنَ المَلاَئِكَةِ الأَبْرَارِ يَحْفَظُونَهُمْ مِنْ وَسَاوِسِ الشَّيَاطِينِ، حَتَّى يُبَلِّغُوا مَا أَوْحَى اللهُ بِهِ إِلَيْهِمْ، كَمَا تَحْفَظُهُمُ المَلاَئِكَةُ مِنْ أَذَى شَيَاطِينِ الإِنْسِ حَتَّى لاَ يُؤْذُوهُمْ، وَلاَ يَضُرُّوهُمْ.

وَاللهُ تَعَالَى يَحْفَظُ رُسُلَهُ لِيتَمَكَّنُوا مِنْ أَدَاءِ رِسَالاَتِهِ، وَيَحْفَظُوا مَا يَنْزِلُ عَلَيْهِمْ مِنَ الوَحْيِ لِيَعْلَمَ إِنْ كَانُوا قَدْ بلَّغُوا هَذِهِ الرِّسَالاَتِ؛ وَهُوَ تَعَالَى قَدْ أَحَاطَ عِلْماً بِمَا عِنْدَ الرَّاصِدِ مِنَ المَلاَئِكَةِ، وَأَحْصَى مَا كَانَ وَمَا سَيَكُونُ فَرْداً فَرْداً، فَهُوَ عَالِمٌ بِجَمِيعِ الأَشْيَاءِ، لاَ يُشَاركُهُ فِي عِلْمِهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ لاَ المَلاَئِكَةُ وَلاَ غَيْرُهُمْ.

هذا وقد أفردها كثير من أهل العلم بكتب خاصة قديماً وحديثاً، ومن العلماء القدامى العلامة ابن كثير رحمه الله في كتابه القيم ((النهاية في الفتن والملاحم))، ومن العلماء المعاصرين الذين جمعوا هذه الأحاديث العلامة (حمود التويجري)) رحمه الله بكتابه القيم ((إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة)) وهو مطبوع في ثلاثة مجلات.

وجميعها – مع أهميتها وفضلها وسبقها- لا تخلو من ملاحظات هامة:

أما الملاحظة على الكتب القديمة فقد جمعت الصحيح والحسن والضعيف والواهي ولاسيما كتاب الفتن لنعيم بن حماد، كما أنها لم تستقص كل ما يتعلق بالموضوع، فبقي مفرقاً في كتب أخرى.

وأما الملاحظات على كتاب التويجري رحمه الله، فهو أنه قد اعتمد على الكتب الكبيرة في الحديث أمثال كنز العمال، ومجمع الزوائد وجامع الأصول، وجمع الفوائد، وقلما يرجع إلى الكتب الأساسية في هذا الموضوع، ومن ثم فقد كثرت الأخطاء المطبعية في كتابه،ووقع شيء من الخلل في النصوص نفسها.

وهو لم يقم بتخريج الأحاديث بالطريقة الحديثة التي توصل إليها الناس في التوثيق، بل سار على الطريقة القديمة، والتي أصبحت اليوم ليست ذات كبير فائدة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير