تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو أنيس]ــــــــ[19 - 06 - 09, 09:03 م]ـ

1206 - قَوله: "قالَ اللَّيث" وصَلَهُ الإِسماعِيلِيّ مِن طَرِيقِ عاصِم بن عَلِيّ أَحَد شُيُوخ البُخارِيّ عَن اللَّيثِ مُطَوَّلاً، وجَعفَر هُو ابنُ رَبِيعَة المِصرِيُّ، وجُرَيج بِجِيمَينِ مُصَغَّر , وقَوله فِي وجهٍ المَيامِيس"؛ فِي رِوايَةِ أَبِي ذَرٍّ " وُجُوهٌ " بِصِيغَةِ الجَمعِ والمَيامِيس جُمَع مُومِسَة بِكَسرِ المِيمِ وهِيَ الزّانِيَةُ، قالَ ابن الجَوزِيِّ: إِثبات الياء فِيهِ غَلَط والصَّواب حَذفها وخَرَجَ عَلَى إِشباعِ الكَسرَةِ وحَكَى غَيره جَوازه.

قالَ ابن بَطّال: سَبَبُ دُعاء أُمّ جُرَيج عَلَى ولَدِها أَنَّ الكَلام فِي الصَّلاةِ كانَ فِي شَرعِهِم مُباحًا، فَلَمّا آثَرَ استِمراره فِي صَلاتِهِ ومُناجاتِهِ عَلَى إِجابَتِها دَعَت عَلَيهِ لِتَأخِيرِهِ حَقّها انتَهَى.

والَّذِي يَظهَرُ مِن تَردِيدِهِ فِي قَوله: "أُمِّي، وصَلاتِي " أَنَّ الكَلام عِندَهُ يَقطَعُ الصَّلاةَ فَلِذَلِكَ لَم يُجِبها.

وقَد رَوى الحَسَن بن سُفيان وغَيره مِن طَرِيق اللَّيث عَن يَزِيد بن حَوشَب عَن أَبِيهِ قالَ: سَمِعتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ يَقُولُ " لَو كانَ جُرَيج عالِمًا لَعَلِمَ أَنَّ إِجابَتَهُ أُمَّهُ أَولَى مِن عِبادَةِ رَبِّهِ " ويَزِيدُ هَذا مَجهُول، وحَوشَب بِمُهمَلَةٍ ثُمَّ مُعجَمَة وزن جَعفَر، ووهِمَ الدِّمياطِيِّ فَزَعَمَ أَنَّهُ ذُو ظَلِيم، والصَّواب أَنَّهُ غَيرُهُ لأَنَّ ذا ظَلِيمٍ لَم يَسمَع مِن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ، وهَذا وقَعَ التَّصرِيحُ بِسَماعِهِ، وقَوله فِيهِ " يا بابُوس"، بِمُوحَّدَتَينِ بَينَهُما أَلِف ساكِنَةٍ والثّانِيَة مَضمُومَة وآخِرُهُ مُهمَلَة.

قالَ القَزّاز: هُو الصَّغِيرُ.

وقالَ ابن بَطّال: الرَّضِيعُ، وهُو بِوزن جاسُوس , واختُلِفَ هَل هُو عَرَبِيٌّ أَو مُعَرَّب؟ وأَغرَبَ الدّاوُدِيّ الشّارِح فَقالَ: هُو اسمُ ذَلِكَ الولَدِ بِعَينِهِ وفِيهِ نَظَر، وقَد قالَ الشّاعِر:

حَنَّت قَلُوصِي إِلَى بابُوسِها جَزَعًا

وقالَ الكَرمانِيّ: إِن صَحَّت الرِّوايَة بِتَنوِين السِّين تَكُونُ كُنيَةً لَهُ ويَكُونُ مَعناهُ يا أَبا الشِّدَّةِ.

وسَيَأتِي بَقِيَّةُ الكَلام عَلَيهِ فِي ذِكرِ بَنِي إِسرائِيلَ.

جزا الله خيرا يا أخي ابن المنير

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير