وَللهِ دَرُّ شَيْخِ الإِسْلامِ تَقِيُّ الدِّينِ ابْنِ دَقِيقِ الْعِيدِ حَيْثُ يَقُولُ: «وَالْحَكِيمُ مَنْ يُقِرُّ الأُمُورَ فِى نِصَابِهَا، وَيُعْطِي كُلَّ طَبَقَةٍ مَا لا يَلِيقُ إِلاَّ بِهَا. وَأَمَّا السَّهْوُ وَالْغَلَطُ، فَمَا أَمْكَنَ تَأْوِيلَهُ عَلَى شَيْئٍ يُتَأَوَّلُ، وَمَا وُجِدَ سَبِيْلٌ وَاضِحٌ إِلَى تَوْجِيهِهِ حُمِلَ عَلَى أَحْسَنِ مَحْمَلٍ».
وَأَقُولُ: وَلَيْتَ الشَّيْخَ الأَلْبَانِيَّ رَحِمَهُ اللهُ اكْتَفَى بِمَا عَلِمَ، وَلَمْ يَغْمِزْ أَكَابِرَ الْحُفَاظِ بَقَوْلِهِ «وَيَحْيَى بْنُ مَالِكٍ قَدْ أَغْفَلَهُ كُلُّ مَنْ صَنَّفَ فِى رِجَالِ الْكُتُبِ السِّتَّةِ فِيمَا عَلِمْنَا»!، فَإِنَّهُمْ لَمْ يَغْفَلُوا كَمَا زَعَمَ، وَمَا ذَكَرَهُ هُوَ عَنْهُ غَيْضٌ مِنْ فَيْضِ مَا ذَكَرَهُ مَنْ غَمَزَهُمْ بِالْغَفْلَةِ!. وَلَوْ نَظَرَ الشَّيْخُ فِى مَوْسُوعَةِ أَطْرَافِ الْكُتُبِ السِّتَّةِ «تُحْفَةِ الأَشْرَافِ» لِلْحَافِظِ الْجَبَلِ أبِي الْحَجَّاجِ الْمِزِّيِّ، لَعَلِمَ أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ الْعَتَكِيَّ أَحَدُ كُبَرَاءِ رُوَاةِ الْبَصْرَةِ وَثِقَاتِهِمْ وَمَشَاهِيْرِهِمْ، وأنه مِمَّنْ لا يُسْئَلُ عَنْ مِثْلِهِ، وَأَنَّهُ مِمَّنْ احْتَجَّ بِهِ الشَّيْخَانِ وَجَاوَزَ الْقَنْطَرَةَ، وَأَنَّ لَهُ فِى «الْكُتُبِ السِّتَّةِ» خَمْسَةَ أَحَادِيثَ: ثَلاثَةٌ مِنْهَا فِى «الصَّحِيحَيْنِ»، وَأَنَّهُ قَدْ ذَكَرَهُ كُلُّ مَنْ صَنَّفَ فِى «رِجَالِ الْكُتُبِ السِّتَّةِ».
فَقَدْ ذَكَرَهُ الْحَافِظُ أَبُو الْحَجَّاجِ الْمِزِّيُّ فِى «تُحْفَةِ الأَشْرَافِ» فِى أَرْبَعَةِ مَوَاضِعَ:
[الأَوَّلُ] فِى تَرْجَمَةِ «أَبِي أَيُّوبَ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ» حَدِيثَاً وَاحِدَاً (4/ 85).
ــــــــــ
(1) بَيَّنْتُ ذَلِكَ بَيَانَاً شَافِيَّاً فِى كِتَابِي «الإِكْلِيلُ بِبَيَانِ احْتِجَاجِ الأَئِمَّةِ بِرِوَايَاتِ الْمَجَاهِيلِ».
[الثَّانِي] فِى تَرْجَمَةِ «أَبِي أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو» حديثان (6/ 388).
[الثَّالِثُ] فِى تَرْجَمَةِ «أَبِي أَيُّوبَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ» حَدِيثَاً وَاحِدَاً (10/ 426).
[الرَّابِعُ] فِى تَرْجَمَةِ «أَبِي أَيُّوبَ عَنْ جُوَيْرِيَةَ» حَدِيثَاً وَاحِدَاً (11/ 276).
وَأَعَادَ ذِكْرَهُ فِى «تَهْذِيبِ الْكَمَالِ» (33/ 60/7217)، وَالْحَافِظُ الْقَيْسُرَانِيُّ فِى «الْجَمْعِ بَيْنَ رِجَالِ الصَّحِيحَيْنِ» (2/ 564) وَالْحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِى «الْكَاشِفِ» (3/ 272/7217)، وَالْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِى «تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ» (12/ 16)، و «تَقْرِيبُ التَّهْذِيبِ» (12/ 393). وَلَخَّصَهُ خَاتِمَتُهُمْ بِقَوْلِهِ: «أَبُو أَيُّوبَ الْمَرَاغِيُّ الأَزْدِيُّ اسْمُهُ يَحْيَى، وَيُقَالُ حَبِيبُ بْنُ مَالِكٍ ثِقَةٌ مِنَ الثَّالِثَةِ مَاتَ بَعْدَ الثَّمَانِينَ خ م د س ق». وَتَرْجَمَتُهُ مَبْثُوثَةٌ فِي عَشَرَاتِ كُتُبِ التَّرَاجِمِ!.
يتبع باقى الموضوع
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[14 - 04 - 09, 09:38 ص]ـ
أَجْزَلَ اللهُ جَزَاءَكُمْ، وَبَارَكَ فِيكُمْ.
الشَّيْخَ الْمُفِيدَ الْمُسَدَّدَ / عَلِيَّ بْنَ نَايِفٍ.
حَرَسَ اللهُ مُهْجَتَهُ وَوَقَاهُ، وَسَدَّدَ عَلَى الْخَيْرِ سَبِيلَهُ وَخُطَاهُ.
قَدْ طَالَعْتُ كُتْبَكَ، شَكَرَ اللهُ عَطَاءَكَ، فَمَا أَكْثَرَهُ!.
وَللهِ دَرُّكَ، قَدْ عَذُبَ بَحْرُكَ، وَفَاضَ خَيْرُكَ.
لَكِنْ يَلْزَمُنِي وَإِيَّاكَ ثَلاثُ أُمُورِ مِنَ الصَّالِحَاتِ: صِدْقُ النِّيَّةِ، وَسَلامَةُ الطَّوِيَّةِ، وَالْحِسْبَةُ للهِ.
{وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرَاً عَظِيمَاً}.
وَقَدْ صَحَّ فِي سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أنه قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟، قَالَ: «كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ»، قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ، فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟، قَالَ: «هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ، لا إِثْمَ فِيهِ، وَلا بَغْيَ، وَلا غِلَّ، وَلا حَسَدَ». وَاللهُ يَحْفَظُنَا وَإِيَّاكُمْ.
ـ[علي 56]ــــــــ[14 - 04 - 09, 10:56 ص]ـ
اللهم أجب دعوة أخينا وحبينا أبي محمد الألفي فيَّ وفيه، واجعلنا من عبادك المخلصين المعتدلين المنضبطين بضوابط الشريعة الغراء، وتقبل عملنا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
ـ[هشام جبر]ــــــــ[14 - 04 - 09, 04:27 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا ... والله إني لأحب أن تطبع هذه الأسفار العظيمة فورا ومن هذا الملتقى أوجه دعوتي لأكبر دور النشر بمراسلة شيخنا والاتفاق على طباعة كتبه القيمة ... فإلى متى تظل حبيسة؟؟؟!!!
¥