تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حملوا كتابي صفةُ النَّار في القرآن والسنَّة -ط ثانية للشاملة 3 + بي دي إف موافق للمطبوع

ـ[علي 56]ــــــــ[23 - 04 - 09, 03:15 ص]ـ

الطبعة الثانية

مزيدة ومنقحة

1430 هـ - 2009 م

((بهانج- دار المعمور))

((حقوق الطبع لكل مسلم))

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين،القائل في محكم كتابه العزيز: {لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ} (20) سورة الحشر

والصلاة والسلام الأتمين على سيد الأنبياء والمرسلين، القائل: «إِنَّمَا مَثَلِى وَمَثَلُ النَّاسِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا، فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ جَعَلَ الْفَرَاشُ وَهَذِهِ الدَّوَابُّ الَّتِى تَقَعُ فِى النَّارِ يَقَعْنَ فِيهَا، فَجَعَلَ يَنْزِعُهُنَّ وَيَغْلِبْنَهُ فَيَقْتَحِمْنَ فِيهَا، فَأَنَا آخُذُ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ، وَأَنْتُمْ تَقْتَحِمُونَ فِيهَا» (1).

والقائل أيضاً: «يَا بَنِى عَبْدِ مَنَافٍ، اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللَّهِ، يَا بَنِى عَبْدِ الْمُطَّلِبِ اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللَّهِ، يَا أُمَّ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ، يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ، اشْتَرِيَا أَنْفُسَكُمَا مِنَ اللَّهِ، لاَ أَمْلِكُ لَكُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، سَلاَنِى مِنْ مَالِى مَا شِئْتُمَا» (2).

وعلى آله وصحبه الغر المبامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فإن الله تعالى قد خلق الجنة والنار الأولى لمن أطاعه، والأخرى لمن عصاه، قال تعالى: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ} (15) سورة محمد

وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «اخْتَصَمَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ إِلَى رَبِّهِمَا فَقَالَتِ الْجَنَّةُ يَا رَبِّ مَا لَهَا لاَ يَدْخُلُهَا إِلاَّ ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ. وَقَالَتِ النَّارُ - يَعْنِى - أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ. فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِلْجَنَّةِ أَنْتِ رَحْمَتِى. وَقَالَ لِلنَّارِ أَنْتِ عَذَابِى أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا ... » (3)

وعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذْ بَصُرَ بِجَمَاعَةٍ فَقَالَ «عَلاَمَ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ هَؤُلاَءِ». قِيلَ عَلَى قَبْرٍ يَحْفِرُونَهُ. قَالَ فَفَزِعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَبَدَرَ بَيْنَ يَدَىْ أَصْحَابِهِ مُسْرِعاً حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْقَبْرِ فَجَثَا عَلَيْهِ - قَالَ - فَاسْتَقْبَلْتُهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ لأَنْظُرَ مَا يصْنَعُ فَبَكَى حَتَّى بَلَّ الثَّرَى مِنْ دُمُوعِهِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا قَالَ: «أَىْ إِخْوَانِى لِمِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ فَأَعِدُّوا» .. (4)

وقد ألفت كتب كثيرة في بيان صفة النار وعذابها، أهمها كتاب التخويف من النار لابن رجب الحنبلي رحمه الله، وغالبها تحتوي على الصحيح والضعيف والواهي والمنكر، ولكل عصر أهله.

وفي هذا الكتاب جمعت ما يتعلق بهذا الموضوع من القرآن والسنَّة، على الشكل التالي:

1. الآيات القرآنية مكتوبة بالرسم العادي ومشكلة جميعاً، ومشروحة بشكل مختصر

2. الأحاديث النبوية مشكلة في الغالب، ومخرجة من مظانها، ومحكوم على الأحاديث التي ليست في الصحيحين بما يناسبها، وغالبها يدور بين الصحة والحسن، والقليل منها دون ذلك مما يستحب العمل به في فضائل الأعمال، ونقيته من الأحاديث الواهية والمنكرة التي تكثر في مثل هذه الأمور. وقد شرحت غريبها بشكل مختصر.

3. حكمت على الأحاديث جرحا وتعديلا ضمن المنهج الوسط الذي سار عليه أئمة السلف والخلف.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير