[حملوا كتابي المفصل في تخريج حديث افتراق الأمة للشاملة 3 + ورد + بي دي إف موافق للمطبوع]
ـ[علي 56]ــــــــ[07 - 05 - 09, 06:26 ص]ـ
الطبعة الأولى
1430 هـ - 2009 م
((بهانج- دار المعمور))
((حقوق الطبع لكل مسلم))
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فَوَاحِدَةٌ فِى الْجَنَّةِ وَسَبْعُونَ فِى النَّارِ وَافْتَرَقَتِ النَّصَارَى عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فَإِحْدَى وَسَبْعُونَ فِى النَّارِ وَوَاحِدَةٌ فِى الْجَنَّةِ وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِى عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً فَوَاحِدَةٌ فِى الْجَنَّةِ وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِى النَّارِ». قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ قَالَ «الْجَمَاعَةُ». (1)
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - «لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِى مَا أَتَى عَلَى بَنِى إِسْرَائِيلَ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ حَتَّى إِنْ كَانَ مِنْهُمْ مَنْ أَتَى أُمَّهُ عَلاَنِيَةً لَكَانَ فِى أُمَّتِى مَنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ وَإِنَّ بَنِى إِسْرَائِيلَ تَفَرَّقَتْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِى عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً كُلُّهُمْ فِى النَّارِ إِلاَّ مِلَّةً وَاحِدَةً قَالُوا وَمَنْ هِىَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِى». (2)
وقد حدث هذا كما أخبر الصادق المصدوق، وذلك بعد مقتل أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه ظلماً وعدواناً، فحدثت فتنة الخوارج ثم الشيعة، ثم القدرية، ثم المرجئة، ثم الجبرية، ثم المعتزلة .....
وبما أن هذا أمرٌ قد قدَّره الله تعالى، فلا يمكن أن تترك الأمة في فتنة عمياء لا تعرف الحق من الباطل، والمصلح من المفسد، فبين النبي - صلى الله عليه وسلم - لنا الميزان الذي نزن به هذه الفرق، التي شذت وانحرفت عن منهج أهل السنَّة والجماعة، وهي التي خالفت ما كان عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه الكرام، وخرجت عن الجماعة.
وهو ميزان دقيق جدًّا،ولكن لا بدَّ لمعرفته من علماء مختصصين، وليس عامة الناس، حتى يبينوا للناس ذلك ويوضحوه لكي لا يلتبس أمر هذه الفرق عليهم.
وقد قام علماء الحديث والفقه والتفسير والأصول ببيان معنى هذا الحديث، وألفت بعض الكتب فيه وأهمها كتاب الفرق بين الفرق، وبيان الفرق الناجية لأبي منصور البغدادي، وكل من كتب في الفرق قد تعرض له شرحا وتحليلاً.
وممن غاصوا إلى أعماقه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، والعالم الأصولي الشاطبي رحمه الله.
وفي عصرنا هذا كثرت الفتن، والمحن على المسلمين بعد أن تفرقوا أيدي سبأ، ومن ثمَّ لزم بيان معنى هذا الحديث مرة أخرى؛وذلك لكثرة الفرق الضالة التي تدعوا الناس إلى سبيلها.
ولهذا الغرض فقد قمت بجمع شتات هذا الكتاب.
وقد سرت فيه وفق المباحث التالية:
المبحث الأول=تخريج الحديث مفصلاً من سائر كتب الحديث ..
المبحث الثاني=تواتر هذا الحديث
المبحث الثالث=الرد على من أنكر صحة الحديث
المبحث الرابع=هل يلزم من الدخول في النار الخلود بها؟
المبحث الخامس= أقسام الاختلاف حسب وجهة نظر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
المبحث السادس=رأي شيخ الإسلام ابن تيمية بحديث افتراق الأمة وفيه مطالب:
المطلب الأول-صفة الفرق المفارقة لأهل السنَّة والجماعة
المطلب الثاني-أهل السنَّة لا يتبعون إلا الرسول المعصوم
المطلب الثالث-ردُّ ما تنازع فيه الناس من أمور الدين إلى الله ورسوله
المطلب الرابع-تفاوت درجات اختلاف المنتسبين إلى متبوعين في أصول الدين والكلام ...
المطلب الخامس-القول المبتدع إذا لم يوالى ويعادى على أساسه فهو خطأ مغفور
المطلب السادس-أول من فارق جماعة المسلمين الخوارج
المطلب السابع-أُصُولُ الْبِدَعِ أَرْبَعَةٌ: الرَّوَافِضُ وَالْخَوَارِجُ وَالْقَدَرِيَّةُ وَالْمُرْجِئَةُ
¥