ومن علماء الخلاف العالي بالقيروان: البهلول بن راشد. اعتمد في أصوله على موطإ مالك، الذي أخذه عن علي بن زياد، وعلى جامعي سفيان الكبير والصغير عن أبي الخطاب وأبي خارجة عنبسة الغافقي وعلي بن زياد [1].
ثم رحل لتحقيق ما رواه عن الأئمة، وزيادة العلم عنهم، فأخذ عن مالك والثوري والليث وغيرهم [2].
ولم يكن للبهلول معرفة بصحيح الحديث وسقيمه، بدليل أنه صدق خبرا في ذم البربر، وتصدق لما تأكد له أنه ليس بربريا [3].
لكن كان له معرفة بالخلاف العالي: فقد ألف جامعا على غرار جامع سفيان، ولا شك أن فيه آثارا من الرأي والحديث معا، كسائر ما هو معروف عن الجوامع، وبخاصة جامع سفيان الذي وصفه أبو العرب بقوله: "جامع سفيان الثوري، يعني جامعه في الرأي". ويدل على ذلك أن المالكي نص على أن هذا الجامع كان ديوانا في الفقه [4].
وكان البهلول معروفا باتباع مالك، إلا أنه «ربما مال إلى قول الثوري» [5].
ويروي عياض ما يدل على أن البهلول كان عالما بآراء فقهاء الأمصار حافظا لها، وذلك أن عبد الرحيم بن أشرس نزلت به نازلة، قال: «رجل طلبه السلطان فأخفيته، وحلفت بالطلاق ثلاثا ما أخفيته. فقال له البهلول: مالك يقول: إنه يحنث في زوجته، قال ابن أشرس: وأنا سمعته يقوله، وإنما أردت غير هذا. فقال: ما عندي غير ما تسمع. قال: فتردد إليه ثلاثا، كل ذلك يقول له البهلول قوله الأول. فلما كان في الثالثة أو الرابعة، قال له: يا ابن أشرس، شر ما أنصفتم الناس، إذا أتوكم في نوازلهم قلتم قال مالك، قال مالك، فإذا نزلت بكم النوازل طلبتم لها الرخص، الحسن يقول: لا حنث عليه. فقال: الله أكبر، قُلِّدها الحسن» [6]. ومن هذه الواقعة يتبين أن البهلول ممن يرى عدم تتبع رخص العلماء.
وعندنا عنه واقعة أخرى دالة على أنه لا يحبذ الأخذ بمختلف الأقاويل بالتشهي، وهذا من أصول الخلاف عند المالكية، إذ استفتاه رجل فأفتاه، وأحاله على ابن فروخ، فأجابه ابن فروخ، لكن الرجل عاد ليسأل البهلول على نفس المسألة، فأنكر عليه البهلول وقال له: «لعلك تفضل بعض الناس على بعض، لو كان للذنوب رائحة ما جلست إلي ولا جلست إليك، وقال: ابن فروخ الدرهم الجيد وأنا الدرهم الستوق» [7].
[1]- طبقات علماء إفريقية ص: 127 (9).
[2]- طبقات علماء إفريقية ص: 126، رياض النفوس 1/ 200.
[3]- انظر طبقات علماء إفريقية ص: 134 ورياض النفوس 1/ 210.
[4]- رياض النفوس 1/ 201.
[5]- رياض النفوس 1/ 201.
[6]- ترتيب المدارك3/ 86، رياض النفوس 1/ 252.
[7]- ترتيب المدارك3/ 93، رياض النفوس 1/ 182 – 183.
ـ[همام الجرف]ــــــــ[25 - 09 - 09, 08:19 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[هيثم العبيدي]ــــــــ[29 - 09 - 09, 06:41 ص]ـ
الاخوة هذا كتاب موجود في مكتبة الاسكندرية لكني لااعرف كيف انزله وهو - موسوعة الديار الأندلسية الجزء
1 المؤلف محمد عبده حتامله - وهو موجود في صفحة حرف الميم - ونريد نعرف كيفية تنزيل الكتب من رابط مكتبة الاسكندرية
ورابط المكتبة هو http://alex.rewayat2.com/20_H2WY1.html
نريد من الاخوة والاخ معاذ كيفية التعامل وتنزيل هذه الكتب من هذا الموقع لاني حاولت تنزيل الكتب لكني لم افلح مع العلم عندي برنامج داون لود
وانا انتظر الحل من عندكم والله المعين
ـ[معاذ الطالب]ــــــــ[29 - 09 - 09, 08:36 م]ـ
أرجو أن تراسل الأخ الطيماوي، فهو أدرى بهذا الأمر.
ـ[عبدالعزيز محمد أمين]ــــــــ[30 - 09 - 09, 03:14 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إخواني الأعزاء أشكركم على جهودكم المبذولة في جلب الفوائد للأعضاء المسجلين.
بالنسبة للكتب التي أبحث عنها فهي كتب الشيخ الرازي صاحب (التفسير الكبير) فعرفت بأنه له مؤلفات غير التفسير, فهل يمكن الحصول على كتبه الأخرى!
و جزاكم الله خيرا
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[سليمان بطيخ]ــــــــ[30 - 09 - 09, 03:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أطلب كتاب (منحة العلام لعبد الله الفوزان نسخة مصورة)
(مختصر التبيان فى تخريخ بلوغ المرام للشلاحى)
(الأحاديث المنتقده فى الصحيحين لمصطفى باحو)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=187090
ـ[أيوب البرزنجي]ــــــــ[30 - 09 - 09, 11:59 م]ـ
أحتاج إلى هذه الكتب جزاك الله خيرا
1. دراسات في علوم القرآن: الدكتور محمد بكر إسماعيل.
2. روائع البيان في علوم القرآن: صابر حسن محمد أبو سليمان.
3. علوم القرآن الكريم: الدكتور نور الدين عتر.
4. المدخل إلى التفسير: عبد الحميد بن محمد ندا جعرابة.
5. المدخل إلى علوم القرآن: الدكتور فاروق النبهان.
6. المنار في علوم القرآن مع مدخل في أصول التفسير ومصادره: الدكتور محمد علي الحسن.
أخوكم البرزنجي
ـ[فرحات زيدان]ــــــــ[01 - 10 - 09, 03:33 م]ـ
جزاك الله خيرا .........
ـ[معاذ الطالب]ــــــــ[01 - 10 - 09, 04:05 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بالنسبة للكتب التي أبحث عنها فهي كتب الشيخ الرازي صاحب (التفسير الكبير) فعرفت بأنه له مؤلفات غير التفسير, فهل يمكن الحصول على كتبه الأخرى! و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تفضل، هذا بعض ما طلبت:
خلق القرآن بين المعتزلة و أهل السنة -فخر الدين الرازي
تحقيق: أحمد حجازي السقا ـ ط 1 ـ 1992 / دار الجيل.
¥