تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المكلف فكذلك الكفر لا يمنع وجوبها في ذمته، وكما أن الصلاة لا تصح مع الحدث فكذلك الصلاة لا تصح مع الكفر وكما أن الصلاة لا تصح إلا بالطهارة فكذلك الصلاة لا تصح إلا بالإسلام، فهذا كهذا ولا فرق بينهما فبان بذلك أن الإسلام إنما يدخل تحت قاعدة (ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب) ولا تعلق له بقاعدة (ما لا يتم الوجوب إلا به فليس بواجب) وبناءً على ذلك فالقول الصحيح المعتمد عندنا أن الكفار مخاطبون بسائر شرائع الإسلام ومخاطبون أيضاً بكل ما تتوقف عليه صحة هذه الشعائر وهو الإسلام والله تعالى أعلى وأعلم.

****

سـ23/ هل الاقتصار على فعل الواجب كافٍ في دخول الجنة، وضح ذلك بالدليل؟

جـ/ أقول: نعم، كافٍ في دخول الجنة ولكن بشرطين:

الأول: أن يأتي به على الوجه المأمور به شرعاً.

الثاني: أن يتقبل الله منه ذلك.

فإذا اقتصر العبد على فعل الواجبات فقط مع هذان الشرطان فإنه يدخل به الجنة فإن قلت: ولماذا لا تشترط ترك الحرام؟ فأقول: إن ترك الحرام من جملة الواجبات فتركها يدخل ضمناً في قولنا (فعل الواجبات) فلا داعي لذكره بخصوصه والدليل على ذلك حديث طلحة بن عبيدالله ? قال جاء رجل إلى رسول الله ? من أهل نجد ثائر الرأس نسمع دويَّ صوته ولا نفقه ما يقول حتى دنا فإذا هو يسأل عن الإسلام فقال رسول الله ?» خمس صلوات في اليوم والليلة «فقال: هل علي غيرها؟ قال:» لا إلا أن تطوع «قال رسول ?:» وصوم رمضان «فقال: هل علي غيره؟ فقال» لا إلا أن تطوع «وذكر له رسول الله ? الزكاة فقال: هل علي غيرها؟ قال» لا إلا أن تطوع «فأدبر الرجل وهو يقول والله لا أزيد على هذا ولا أنقص، فقال ?» أفلح إن صدق «أو» دخل الجنة إن صدق «"متفق عليه" وهو واضح الدلالة في إجابة هذا السؤال ويدل على ذلك أيضاً حديث أبي هريرة ? قال: أتى أعرابي النبي ? فقال: دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة قال» تعبد الله ولا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان «فقال الرجل والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا شيئاً ولا أنقص منه، فلما ولى قال النبي ?» من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا «"متفق عليه" وهو واضح الدلالة في المقصود أيضاً، ويدل عليه أيضاً حديث أنس في المتفق عليه أيضاً واللفظ لمسلم قال نهينا أن نسأل رسول الله ? عن شيء فكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية العاقل فيسأله ونحن نسمع فجاء رجل من أهل البادية فقال: يا محمد، أتانا رسولك فزعم أن الله أرسلك، قال:» صدق «قال: فمن خلق السماء؟ قال:» الله «قال: فمن خلق الأرض؟ قال:» الله «قال: فمن نصب هذه الجبال وجعل فيها ما جعل؟ قال:» الله «قال: فبالذي خلق السماء وخلق الأرض ونصب الجبال آلله أرسلك؟ قال:» نعم «، قال: وزعم رسولك أن علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا، قال:» صدق «قال: فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا؟ قال:» نعم «قال: وزعم رسولك أن علينا زكاة في أموالنا، قال» صدق «قال فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا؟ قال» نعم «قال: وزعم رسولك أن علينا صوم شهر رمضان في سنتنا قال:» صدق «قال: فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا؟ قال:» نعم «قال: وزعم رسولك أن علينا حج البيت من استطاع إليه سبيلاً، قال:» صدق «قال: فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا؟ قال:» نعم «فقال الرجل: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليهن ولا أنقص منهن، ثم ولى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم» أن صدق ليدخلن الجنة «وهو واضح الدلالة أيضاً، بل هو نص في جواب هذا السؤال، ويدل عليه أيضاً حديث أبي أيوب ? قال: جاء رجل إلى رسول الله ? فقال: يا رسول الله دلني على عمل يدنيني من الجنة ويباعدني من النار قال:» تعبد الله ولا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة تؤتي الزكاة وتصل ذا رحمك «فلما أدبر قال رسول الله ?» إن تمسك بما أمر ليدخلن الجنة «"متفق عليه" ويدل عليه أيضاً حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رجلاً سأل رسول الله ? فقال: يا رسول الله: أرأيت إذا صليت الصلوات المكتوبات وصمت رمضان وأحللت الحلال وحرمت الحرام ولم أزد على ذلك شيئاً أأدخل الجنة؟ قال:» نعم «فقال الرجل: فوالله لا أزيد على ذلك شيئاً "رواه مسلم في صحيحه" فهذه الأدلة تفيد إفادة قطعية أن من اقتصر على ما وجب عليه فإن ذلك كافٍ في دخول الجنة لكن بالشرطين المذكورين سابقاً

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير