في أول الإجابة والله أعلم.
****
سـ24/ أذكر أمثلة على ما لا يتم الواجب إلا به؟ يزداد بها الأمر وضوحاً؟
جـ/ أقول: الأمثلة كثيرة ولكن أذكر لك منها ما تيسر فأقول:
منها: أن الحائض والنفساء إذا خشيتا نسيان القرآن وجب عليهما قراءته من غير مس لأن استدامة حفظ القرآن واجب وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
ومنها: إن فهم الكتاب والسنة فرض كفاية، ومن لم يمكنه ذلك إلا بتعلم اللغة العربية وجب عليه ذلك لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
ومنها: إن الطهارة شرط في الصلاة فإذا لم يجدها العبد إلا بالشراء بثمن المثل عادة أو بزيادة يسيرة لا تجحف بماله وجب عليه الشراء في هذه الحالة لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
ومنها: من عليه دين حال ولا يستطيع توفيته إلا بالسعي في وفائه وجب عليه السعي لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
ومنها: إذا لم يستطع إمام المسلمين جباية الزكاة من أهل الأمصار والقرى والهجر البعيدة إلا ببعث السعاة لهم وجب عليه ذلك لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
ومنها: إن تعلم قراءة الفاتحة واجب لأنها ركن لا تصح الصلاة إلا بها لحديث» لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب «فإذا لم يمكن تعلمها إلا بشراء المصحف وجب عليه شراؤه لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
ومنها: إذا نسي العبد أحدى صلاتين قد فاتته ولا يعلم عينها وجب عليه صلاتهما معاً لأن قضاء الفرض الفائت واجب ولا يتم ذلك إلا بصلاتهما ليخرج من العهدة بيقين فيجب عليه صلاتهما لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
ومنها: إذا وقع على ثوبه نجاسة ولا يدري عن وقوعها وأراد الصلاة فيه وجب عليه غسله كله أو غسل سائر البقعة التي يغلب على ظنه أن النجاسة عليها لأن تطهير الثوب من النجاسة واجب للصلاة ولا يتم إلا بذلك وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
ومنها: تعلم العلم الشرعي الذي تتوقف عليه صحة العقيدة والعبادة فإن تصحيح العقيدة والعبادة واجب ولا يتم ذلك إلا بالتعلم بالقراءة والاستشراح والسؤال وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
ومنها: إذا كان العبد محتاجاً للزواج لخوفه من العنت وكان قادراً عليه بالمال وجب عليه الزواج لأن حفظ النفس من العنت واجب وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
ومنها: أن الأكل من الميتة واجب على المضطر الذي به بلغت به الضرورة إلى حد الهلاك فإن اضطر إلى الأكل من الميتة ولم يأكل ومات فقد عصى الله ورسوله ? ذلك لأن إحياء النفس واجب ولا يتم ذلك الواجب إلا بهذا الأكل وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
ومنها: إذا قدر على الهدي ولم يجد ما يذبحه به وجب عليه شراء السكين التي يذبحه بها لأن ذبح الهدي واجب ولا يتم هذا الواجب إلا بهذا الشراء وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
ومنها: إذا لم يحفظ العلم ولم ينتشر إلا بكتبه والتأليف فيه وجب ذلك لأن حفظه واجب وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. والأمثلة كثيرة وإنما المقصود مجرد التوضيح فقط والله أعلم.
****
سـ25/ ما لقاعدة في الواجب بالنذر مع بيانها بالشرح والتمثيل؟
جـ/ أقول: المتقرر عند الفقهاء رحمهم الله تعالى أن الواجب بالنذر كالواجب بالشرع، هذا هو نص القاعدة فما يوجبه العبد على نفسه بالنذر يجري مجرى الواجب بالشرع وهذه المماثلة من عدة أوجه:
الأول: أن الذمة كما أن الواجب بالشرع يعمرها بوجوب فعله فلا تبرأ الذمة إلا بفعل الواجب بالشرع فكذلك الواجب بالنذر يعمر الذمة بوجوبه فلا تبرأ الذمة إلا بفعله، فكلاهما يعمران الذمة بوجوبهما.
الثاني: أن الواجب بالشرع يجب على المكلف القيام به ولا يجوز له التخلف عنه وتركه ما دام قادراً، فكذلك الواجب بالنذر يجب الوفاء به ولا يجوز التخلف عنه وتركه ما دام الناذر قادراً، هذا إذا كان نذر طاعة لحديث عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله ?» من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه «"رواه البخاري".
¥