تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومنها: قوله تعالى ?وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ? ووجه الاستشهاد بها أن سب الله تعالى من أعظم المحرمات وأكبر المنكرات وأعظم العظائم ولا شك فكل طريق يفضي إليه فهو حرام بلا شك، ومن هذه الطرق سب آلهة المشركين فإن المسلم إذا سب آلهة المشركين التي يعظمونها ويعبدونها وقد نزلت من قلوبهم المنزلة العالية فإنهم سينتقمون لها بالجزاء بالمثل فيسبوا الله جل وعلا فسدت الشريعة هذا الطريق، لا لأن سب آلهة المشركين حرام في ذاته وإنما سبب التحريم هو لأن سب آلهتهم طريق لسب إلهنا جل وعلا فسب الله جل وعلا محرم وما لا يتم هذا الحرام إلا به فهو حرام ومن طرقه المفضية إليه سب آلهة المشركين فيجب ترك سب آلهتهم لأن سبها طريق ووسيلة لسب ربنا جل وعلا والله أعلم.

ومنها: من المعلوم المتقرر أن الله تعالى حرم الشرك فكان من مقتضى ذلك سد جميع الطرق المفضية إليه وهكذا كان، فحرم الله تعالى طاعة الشيطان واتباع خطواته وحرم اتخاذ الكفار بطانة وأولياء قال تعالى ?وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ? وقال تعالى ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ? وقال تعالى ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ? وقال تعالى ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ? وغير ذلك من الآيات فكل ذلك حرام لأنه يفضي إلى الكفر والكفر حرام وما لا يتم الحرام إلا به فهو حرام.

ومنها: قوله تعالى ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا? فنهاهم الله تعالى عن قول (راعنا) مع أنها في الأصل جائزة لأن قولها يفضي إلى أن اليهود ينالون بغيتهم من سب النبي ? لأن (راعنا) عند اليهود من الرعونة والجفاء والغلظة ومنه قولك (أرعن) أي غليظ وجاف وسب النبي ? محرم وموبقة وردة فلما كان قولها مفض إلى ذلك سدته الشريعة لأن سبه ? حرام وما لا يتم الحرام إلا به فهو حرام، فلما كان سب اليهود لا يتم إلا بذلك قطعت الشريعة هذه المادة وسدت هذا الباب بتحريم هذه الكلمة على المؤمنين واستبدالها بلفظ يحمل المقصود منها وهو (أنظرنا) لكن ليس فيها مدخل لليهود والله أعلم.

ومنها: قوله تعالى ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ? فالأصل جواز البيع لكنه حرم في هذه الحالة لأنه يفضي إلى ترك الصلاة وما أفضى إلى الحرام فهو حرام وما لا يتم الحرام إلا به فهو حرام وتركه واجب.

ومنها: قوله ?» لا صلاة بعد الفجر حتى ترتفع الشمس ولا صلاة بعد العصر حتى تغيب الشمس «"متفق عليه" مع أن الأصل مشروعية النفل إلا أنه في هذين الوقتين حرام وباطل إلا ما له سبب وعلة ذلك سد ذريعة الوقوع في مشابهة الكفار في صلاتهم للشمس وسجودهم لها، والتشبه بالكفار حرام فيما هو من عباداتهم وعاداتهم، والتشبه له صور كثيرة ومن صوره الصلاة في هذين الوقتين فأحكم سده لسد باب التشبه بهم لأنه - أي التشبه بهم - حرام وما أفضى إلى الحرام فهو حرام وما لا يتم الحرام إلا به فهو حرام وتركه واجب.

ومنها: أن الشريعة أمرت بصلة الأرحام وحرمت كل سبب يفضي إلى قطعها ومن صور ذلك تحريم الجمع بين البنت وخالتها والبنت وعمتها كما في حديث» لا يجمع بين المرأة وعمتها ولا بين المرأة وخالتها «"متفق عليه" ولأحمد والترمذي وابن حبان» فإنكم إذا فعلتم ذلك قطعتم أرحامكم «فلما كان قطع الأرحام محرم فإن الشريعة سدت كل الأبواب المفضية إليه ومن هذه الأبواب هذا النكاح فحرمته الشريعة لأنه مفض إلى الحرام وما أفضى إلى الحرام فهو حرام وما لا يتم الحرام إلا به فهو حرام وتركه واجب. فهذه بعض الأدلة الدالة على صحة هذه القاعدة، أما فروعها فهي كثيرة وسأذكرها بأدلتها حتى تكون فروعاً وأدلة أيضاً فأقول

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير