[حملوا كتاب البلاغة العربية أسسها وعلومها وفنونها للشاملة 3 + بي دي إف]
ـ[علي 56]ــــــــ[25 - 05 - 09, 06:09 م]ـ
للعلامة عبد الرحمن حسن الحبنكة الميداني
أهمية هذا الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين،وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فهذا كتاب من أفضل كتب البلاغة المعاصرة لعالم جليل، أفنى عمره في خدمة هذا الدين، وألف كتباً كثيرة في الذبِّ عنه، وقد كان شيخي بحق، بالرغم أنني لم ألتق به، فقد كان في جامعة أم القرى بمكة المكرمة،
حيث كانت كتبه التي تطبعها دار القلم بدمشق أحد المصادر الرئيسة في تكويني الثقافي والفكري، فأنا مدين له بفضل كبير، وأرجو الله تعالى أن يجمعناعند حوض المصطفى صلى الله عليه وسلم.
فقد كان رجلاً مليئاً بحقٍّ، ما كتب في علم إلا وتشعر أنه فارس الميدان بلا منازع.
ومن قرأ له بدقة عرف هذه الحقيقة.
وكتابه هذا تعرض فيه لعلوم البلاغة الثلاث (المعاني والبيان والبديع) بشكل مفصل وعميق جدا، بما يختلف كثيرا عن أقرانه.
وعندما ألفت كتابي ((الخلاصة في علوم البلاغة)) وذلك أثناء تدريسي لها في المعاهد الشرعية، لم أكن أعرف شيئاً عن الكتاب، فقد كنت بعيدا عن الشام آلاف الكيلو مترات ....
والفارق بين كتابي وكتابه هو أن كتابي مختصراً، وكتابه مفصلاً.
والهوامش في كتابه رحمه الله قليلة جدا لكنه ينقل االشواهد بدقة.
بينما في كتابي كنت أدقق جميع الأمثلة، وأبين مصدر كل قول في الهامش.
فحريٌّ بطلاب العلم الشرعي وطلاب العربية أن يقتنوا هذا الكتاب وأن ينهلوا من معينه ..
وخير تعريف بهذا الكتاب ما ورد في خاتمته النفيسة فهذه هي:
قال رحمه الله:
خاتمة الكتاب
هذا ما فتح الله به عليّ في تجديد هذا العلم النفيس (علم البلاغة العربية) الذي أسسه علماء المسلمين خدمة لكتاب الله المجيد المعجز في معانيه وفي مبانيه، وخدمة لأقوال الرسول محمّد بن عبد اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
إنّه لمّا كانت شجرة هذا العلم قابلة للتنمية والإِضافات الاستنباطيّة والابتكارية، وقابلة لتلقيح فروعها بلقاحات أشجارٍ أُخرى عربيّة وغير عربيّة، طبيعيّة أو مُسْتَنْبَتة بأعمالٍ تَطْوِيريّة مختلفة.
ولمّا كان هذا العلم يخْدُم رسالَتَي الدعوة إلى دين الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولمّا كانت لي اهتماماتٌ بهذا العلم منذ نشأتي مُتَلَقِّياً دروس البلاغة في حلقات مدرسة والدي تغمّده الله برحمته، ثم أستاذاً فيها لمادّة "علم البلاغة" مقرّراً لكتاب "تلخيص المفتاح" للعلاّمة الشيخ جلال الدين محمد بن عبد الرحمن القزويني الخطيب، الذي لخَّصَ فيه وهذّب كتاب "المفتاح" في علوم البلاغة لأبي يعقوب يوسف السّكَاكي، ومتَتَبِّعاً شرّاح كتاب "التلخيص" وناظراً في كثير من كتب البلاغة والحواشي والتقريرات.
ولمّا كانت لدَيَّ بفضل الله موهبة فطريّة موروثة في الشّعر والأدب وشغَفٌ بكتبهما، وممارسَةٌ للكتابة بهما، ثمّ كانت لي نظرات تَدَبُّرِيّة فكريّة وبلاغيّة وأدبيّة في كتاب الله عزَّ وجلَّ، وروائع أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم، اهتديت من خلالها إلى تطبيقات كثيرات، واكتشافات قيّمات لعناصر جمالية بلاغيّة وأدبيّة فيهما، كُنْتُ أدَوّنها وأشرحها فيما أكْتبُ من تدبُّرٍ لهما، وكنتُ أجْمَع ما أظفر به من متناثرات جماليّة وبلاغيّة وأدبيّة تَصْلحُ لأَنْ تُضاف إلى هذا العلم النّفيس.
لمّا تجمّعت لديّ كُلُّ هذه العوامل والمُحَرِّضات، ورأيتُ معونة الله تُمِدُّني، وتَوفيقَهُ يَرْعاني، وجَّهْتُ عزيمتي متوكّلاً عَلَيْه لكتابة هذا السِّفر مُشْتَمِلاً على نُقَايَاتٍ مِنْ مُدَوَّنَاتِ فُنُونِ عِلْمِ البلاغة، وما فتح الله به عليَّ مما يَصْلُح لأنْ يُضافَ إليه.
¥