تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما باقي المواضع فقد بدأت بغير الكلمات التي وضعت في آخر الجزء الأيمن؛ فدلّ على أنه قد حصل خلط في ترتيب الأوراق عند تصوير نسخة "ي"، أو تجليدها. والله تعالى أعلم.

وما سبق بيانه يتعلق بالتقديم والتأخير؛ وأما السقطات، فهي قليلة جدا في القسم الذي قمت بتحقيقه، وقد بينتها في مواضعها.

2 - الظاهر أن الشيخ الألباني، قد نقل من نسخة "ي" أو "م"، أو نسخة منسوخة من إحداهما، ويدل على ذلك ما يلي:

أ- يدلّ على أن الشيخ الألباني، نقل من نسخة "ي" أو "م"، أو نسخة منسوخة من إحداهما كونه سقط عليه أول إسناد حديث (203): «طوبى لمن رزقه الله الكفاف ثم صبر عليه».

فالإسناد في "الأصل"، هكذا: قال: أخبرنا أبي، أخبرنا أبو القاسم نصر بن محمد بن علي السماك، أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الرياحني، أخبرنا الحسن بن علي بن بشار الهمذاني، أخبرنا محمد بن زيدان بن الوليد الدينوري، حدثنا أبو العباس بن مسروق، حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا سليمان بن بلال، حدثني عمرو بن أبي عمرو، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن عبد الله بن حَنْطَب بن الحارث قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: «طوبى لمن رزقه الله الكفاف ثم صبر عليه».

قال الألباني في "الضعيفة"، (8/ 300، ح3836): «أخرجه الدَّيْلَمي (2/ 261) عن محمد بن عبدالرحمن البيلماني، عن أبيه، عن عبدالله بن حنطب بن الحارث مرفوعاً».

فوقع الشيخ في السقط الذي حصل في "ي" و "م"، كما سبق بيانه؛ إذ ليس في سند الحديث ابن البيلماني أصلاً، وإنما حصل الخلط في أوراق "ي"؛ لأن هذه الجملة في نهاية اللوحة؛ وكان المصوّر يجمع لوحتين فيصورهما في ورقة واحدة.

والدليل على ذلك هو وضع الناسخ لنسخة "ي"، كلمة «عن» في آخر الجزء الأيمن من "ي"؛ وهذا يعني أن الجزء الأيسر من اللوحة يبدأ بهذه الكلمة: «عن»؛ ثم وجدنا أنه قد بدأ الجزء الأيسر بكلمة غير «عن»، فقد بدأ بقوله: «أبي الدرداء». فدلّ على أنه قد حصل خلط في ترتيب الأوراق عند تصوير نسخة "ي"، أو عند تجليدها. ويقال في باقي مواضع السقط، نحو ما قيل هنا، إلا الموضع الأول فقط.

وأما سقطات "م"، فهي ناشئة عن سقطات "ي"؛ لأنها منقولة من"ي"،كما سبق.

والصواب أن ابن البيلماني إنما هو مذكور في الحديث (168): «الصمت حُكْمٌ، وقليل فاعله».

وسنده في "الأصل" هكذا: وقال: حدثنا أبو بكر بن المقرئ، حدثنا أبو جعفر أحمد بن يحيى بن زُهَير، حدثنا عبيد الله بن محمد، حدثنا محمد بن الحارث، حدثنا محمد بن عبد الرحمن البَيْلَماني، عن أبيه، عن ابن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: «الصمت حُكْمٌ، وقليل فاعله».

ومنه بدأ السقط في النسختين، ثم تنج من ذلك سقطات أخرى، إلى بداية حرف العين المهملة، ثم استقام الأمر.

وأما في "ي" و "م"، فقد وقع اللبس هكذا: وقال: حدثنا أبو بكر بن المقرئ، حدثنا أبو جعفر أحمد بن يحيى بن زُهَير، حدثنا عبيدالله بن محمد، حدثنا محمد بن الحارث، حدثنا محمد بن عبدالرحمن البَيْلَماني، عن أبيه، عن المطلب بن عبدالله بن حنطب، عن عبدالله بن حَنْطَب بن الحارث قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: «طوبى لمن رزقه الله الكفاف ثم صبر عليه».

ب- وفي الحديث (215) - قال: أخبرنا أبو طاهر المحدّث، أخبرنا عبد الله الإمام، حدثنا محمد بن عبد الجليل بن أحمد الوَزَّان، أخبرنا أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي، أخبرنا أبي وعمَّاي محمد ومحمد قالوا: حدثنا العباس بن عبد الواحد، حدثنا يعقوب بن جعفر، سمعت أبي، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: «طلوع الفجر أمان لأمتي من طلوع الشمس من مغربها».

قوله في آخر السند: «عن أبيه»، سقطت هذه الترجمة من "ي" و "م"، وقد سقطت كذلك عند الشيخ الألباني في "الضعيفة"، (8/ 293، ح3829).

وهذه من الأدلة على أن الشيخ الألباني قد نقل من نسخة "ي" أو "م"، أو من نسخة منقولة من إحداهما؛ لوقوع الشيخ في الأخطاء التي وقع فيها هاتان النسختان.

ويؤيّد ذلك قوله: في "الصحيحة"، (3/ 408، ح1421)، في حديث «اذكر الموت في صلاتك ... »: «أخرجه الدَّيْلَمي في " مسند الفردوس " (1/ 1/51 - مختصره) من طريق أبي الشيخ ... لكن نقل عنه السيوطي في " الجامع الكبير" (1/ 47/1) أنه حسنه في "زهر الفردوس"، يعني مختصره هذا، فلعل ذلك وقع في نسخة الحافظ التي هي بخطه، أو بعض النسخ التي قُرِئت عليه، و ألحق بها فوائد جديدة». وقد تقدم ذلك في المبحث الأول من الفصل الخامس. والله تعالى أعلم.

أسأل الله التوفيق والسداد, فهو الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

وصلَّى الله على رسولنا محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذرّيّاته، وسلَّم تسليما كثيرًا.

والحمد لله ربّ العالمين.

تنبيه:

نسخة يني جلامع أصلها ملون، بخط جميل، وهي فيلم. والتي رأيت في ملتقى أهل الحديث وغيره هي فيلم أسود، وكأنها مصورة من المصور الأسود؛ ولذا يكون فيه بعض القطع السوداء تصعب قراءتها أو تستحيل.

والله أسأل أن يجعل عملنا خالصًا لوجهه، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى.

وصلَّى الله على رسولنا محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذرّيّاته، وسلَّم تسليما كثيرًا.

والحمد لله ربّ العالمين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير