[حملوا كتابي ((أسباب تخلف الوعيد)) للشاملة 3 + ورد + بي دي غف مفهرسا]
ـ[علي 56]ــــــــ[15 - 06 - 09, 05:56 م]ـ
الطبعة الأولى
1430 هـ 2009 م
بهانج دار المعمور
((حقوق الطبع لكل مسلم))
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن الله تعالى قد وعد من أطاعه بالرضى والرضوان ودخول الجنان، قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (97) سورة النحل
وقال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (55) سورة النور
وقال تعالى: {وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (25) سورة البقرة.
والله سبحانه وتعالى لا يخلف الميعاد، فما وعد به فهو حقٌّ، وسوف يتحقق كما وعد به تفضلاً وكرماً منه سبحانه وتعالى.
وتوعَّد سبحانه من عصاه بالعقوبة في الدارين، قال تعالى: {وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ} (14) سورة النساء.
وقال تعالى: {فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} (47) سورة إبراهيم.
وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ} (4) سورة آل عمران.
وهؤلاء الذين توعَّدهم الله تعالى قسمان كفارٌ وعصاةُ المؤمنين، ولاشك أن هناك فرقا كبيرا بينهما.
وقد لاحظ العلماء ذلك،فقالوا: أمَّا الكفارُ ومن لحق بهم إذا ماتوا على الكفر، فلا يمكن أن يتخلَّف الوعيد بحقهم لقوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} (48) سورة النساء
ولقوله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} (72) سورة المائدة.
وأمَّا عصاة المؤمنين فقد يتخلف الوعيد بحقهم.
وممن تكلم في هذه المسالة الجلل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى.
هذا وقد قسمت هذا الموضوع لبابين:
الباب الأول= الفرق بين الوعد والعيد
وفيه مبحثان:
المبحث الأول -عدم تخلف الوعد
المبحث الثاني-تخلف الوعيد
الباب الثاني= أسباب تخلف الوعيد، وهي أحد عشر سبباً
السبب الأول-التَّوْبَةُ
السَّبَبُ الثَّانِي-الِاسْتِغْفَارُ
السَّبَبُ الثَّالِثُ-الْحَسَنَاتُ الْمَاحِيَةُ
السَّبَبُ الرَّابِعُ-دُعَاءُ الْمُؤْمِنِينَ لِلْمُؤْمِنِ
السَّبَبُ الْخَامِسُ-مَا يُعْمَلُ لِلْمَيِّتِ مِنْ أَعْمَالِ الْبِرِّ
السَّبَبُ السَّادِسُ-شَفَاعَةُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَغَيْرُهُ فِي أَهْلِ الذُّنُوبِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
السَّبَبُ السَّابِعُ-الْمَصَائِبُ الَّتِي يُكَفِّرُ اللَّهُ بِهَا الْخَطَايَا فِي الدُّنْيَا
السَّبَبُ الثَّامِنُ-مَا يَحْصُلُ فِي الْقَبْرِ مِنْ الْفِتْنَةِ وَالضَّغْطَةِ وَالرَّوْعَةِ
السَّبَبُ التَّاسِعُ-أَهْوَالُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَكَرْبُهَا وَشَدَائِدُهَا
السَّبَبُ الْعَاشِرُ-رَحْمَةُ اللَّهِ وَعَفْوُهُ وَمَغْفِرَتُهُ بِلَا سَبَبٍ مِنَ الْعِبَادِ ...
السببُ الحادي عشر - إذا كانت المخالفة قائمة على الاجتهاد.
وقد قمت بتفسير الآيات بشكل مختصر، والأحاديث استخرجتها من مظانها، وحكمت عليها بما يناسبها إذا لم تكن في الصحيحين.
وفصلت القول في هذه المسالة، بما يجليها لعامة الناس، ويبين منهج أهل السنة والجماعة فيها.
سائلاً المولى جلَّ وعلا أن يمنَّ علينا وعليكم بالمغفرة والرضوان، وأن ينفع به كاتبه وقارئه وناشره والدال عليه في الدارين.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} (57) سورة يونس
أعدَّه
الباحث في القرآن والسنَّة
علي بن نايف الشحود
في 21 جمادى الآخرة 1430 هـ الموافق ل15/ 6 /2009م
وحملوه من هنا:
http://cid-3d4e3b5bad809b62.skydrive.live.com/self.aspx?path=%2f%D9%83%D8%AA%D8%A8%D9%8A%2f%D8%A 3%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%A8%20%D8%AA%D8%AE%D9%84%D9% 81%20%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B9%D9%8A%D8%AF%20-%D8%B71%20%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85%D9%84%D8% A9%203%20%2b%20%D9%88%D8%B1%D8%AF%20%2b%20%D8%A8%D 9%8A%20%D8%AF%D9%8A%20%D8%BA%D9%81%20%D9%85%D9%81% D9%87%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%8B.rar
ومن هنا:
http://up.ahlalalm.net/ccfiles/ewa74075.rar
¥