تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و الحاصل أنه لا يصح علم بلا عمل و لا يستقيم عمل بلا علم بحال ولهذا فإن العلم يزكو و ينمو ويكثر بالعمل كما قال الخطيب البغدادي رحمه الله في كتابه (اقتضاء العلم العمل) يقول: و كما أن المال لا يُنتفع به إلا بإنفاقها فكذلك العلوم لا يستفاد منها إلا بالعمل بها و القيام بواجبها ... إلى قوله: فينبغي لكل امرئ أن يأخذ لنفسه و يستفيد من عمره فإن الثواء قليل و الرحيل قريب، و الطريق مخوف، والاغترار غالب، و الخطر عظيم، و الناقد بصير و الله عز و جل بالمرصاد و إليه المرجع و المعاد كما قال تعالى: (????? ???????? ????????? ?????? ??????? ??????? ??? ????? ???????? ????????? ?????? ????? ??????? ???) ثم روى عن أبي الفرج بسنده إلى أبي برزة الأسلمي قال: قال رسول الله ?: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، و عن علمه ماذا عمل به، و عن ماله من أين اكتسبه و فيما أنفقه، و عن جسمه فيما أبلاه) و قيل فيما قيل كما روي عن علي رضي الله عنه و الصحيح وقفه، و لا يصح رفعه: هتف العلم بالعمل .. فإن أجابه و إلا ارتحل. كما أخرج ذلك عنه الخطيب البغدادي و غيره، و من الطريف أن هذا الأثر الموقوف مسلسل سنده بالآباء رواه تسعة من الرواة كل واحد عن أبيه يبلغ به عبد الله التميمي إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه و أرضاه، هتف العلم بالعمل .. فإن أجابه وإلا ارتحل. فالعلم إنما يزكو و ينمو بتدارسه و العمل به، و العمل بحد ذاته هو ترسيخ للعلم و تأكيد له، و لهذا في قوله عز وجل: (???????? ???????? ????????????? ????? ??????? ???????????? ??????????? ??????? ??????? ??????????? ????) قال العلماء: الربانيون هم الذين علموا و عملوا ثم دعوا إلى ما علموا و عملوا و ربوا عليه و تواصوا بذلك. هؤلاء هم الربانيون و ما أقبح ألا يعمل طالب العلم بعلمه فهذا كما ذكرت إنما يكون وبالاً عليه و حسرة و ندامة و زيادة في الأثقال و الآصار و حجة و نقصاً وندامة و العياذ بالله.

و لهذا صح عند مسلم و غيره أن أحد الثلاثة الذين أول ما تسعر بهم جنهم رجل تعلم العلم حتى إذا جيء به بين يدي الجبار عز و جل و عرفه نعمته فعرفها إلى قوله فيسأله الله عز وجل فيقول: قرأت كتابك وعملت به، فيقال: كذبت و لكن قرأت ليقال قارئ فيأمر به فيكب على وجهه في النار ـ و العياذ بالله ـ و هذا الحديث هو الذي خلع قلوب العارفين، و لذلك كما في مسلم كان أبا هريرة رضي الله عنه راوي الحديث إذا حدّث به نشغ نشغة أي شهق شهقة حتى يكاد يغمى عليه رضي الله عنه و أرضاه، و قد أخذ بعضهم هذا المعنى فقال:

و عالماً بعلمه لا يعملن معذب من قبل عباد الوثن

المسألة الثالثة: الدعوة إليه:

فبعد العلم و العمل الدعوة و كما قلنا لا يصح العمل بلا علم فمن باب أولى الدعوة و العلم هو زاد الداعية إلى الله عز و جل ولذا قال الله تعالى لنبيه: (??? ???????? ????????? ?????????? ????? ???? ? ?????? ?????????) أي على علم و برهان لا على جهل (?????? ?????? ???????•??? ?) يعني من اتبعني ينبغي أن يكونوا كذلك من أهل البصير و العلم (??????????? ???? ?????? ?????? ???? ??????????????? ?????) و لهذا قبل أن يأمر الله عز وجل نبيه ? بالإنذار أمره بالعلم فقال: (اقرأ) و هو أول أمر نزل على النبي ? فلما قرأ جاءه الأمر الثاني لينذر بما قرأ: (??????????? ????????????? ??? ???? ?????????) فلابد من العلم، و لابد من العمل، و لابد من الدعوة، و الداعية بجهل لا يغني شيئاً لأن فاقد الشيء لا يعطيه، و من السؤالات التي تطرق كثيراً:

س: هل أشتغل بالعلم أو أشتغل بالدعوة؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير