تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و جوابه أن يقال اشتغل بهذا و بهذا كما فعل الرسول عليه الصلاة و السلام و لا تنتظر أن تحصل على العلم كله فالعلم بحر لا ساحل له و مهما أخذت منه فإنه كما يقال كلما اتسعت دائرة معلومك اتسعت دائرة مجهولك، و لا يستطيع الإنسان أن يأتي على العلم كله أو أكثره بل يتنور بقدر ما يهبه الله عز و جل من السعة و القدرة و المواهب و الطاقات و الحفظ و التدارس و يوفقه للعلماء و للطريق الصحيح، و بهذا يعلم أن العلم و الدعوة متلازمان اقرأ و أنذر متلازمان كلما قرأت فبلغ به (????????? ???? ????????? ?????????? ??? ???????????? ?????? ?????????) أنت لا تكلف أن تأمر و تدعو بما لم تعلم، و لكن إذا علمت فأنت مكلف أن تأمر وهذا مفهوم من قوله ?: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فمن لم يستطع فبلسانه، فمن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الإيمان)، و قوله ?: (بلغوا عني ولو آية) فإذا علمت و استفدت شيئاً فأنذر به و بلغ به و ادع إليه، و ما جهلته فلا تكلف بالدعوة إلى ما تجهل و لهذا كلما اتسع حظك من اقرأ اتسع الواجب من أنذر، فالمسألة كما يقال قياس مطرد كلما تعلمت زادت المسؤولية و التبعة و لا تكلف أنت تناطح كبار المشككين و المفسدين والمشبهين بحصيلة قليلة لكن إذا تزودت و كنت من الراسخين في العلم فأنت مكلف بذلك فعلم أنه من علم المسألة حق العلم و فهمها حق الفهم لم يتطرق إليه هذا السؤال و معلوم أن الرسول ? أرسل رسله منهم مصعب بن عمير و غيره و لم يكونوا حفظوا العلم كله و لا القرآن كله ولكن كلفهم بما يعلمون.

و على كل حال فينبغي ألا تكون الدعوة إلا بعلم و ينبغي للموفق أن يشتغل بهذا و يشتغل بهذا و إنما تؤتى الدعوة و تتعثر و يحصل لها ما يحصل إذا تصدى للسدة و القيادة أناس ليسوا على علم و لا على فقه ولا على معرفة بشرع الله عز وجل و كيفية تطبيقه فهنا تحصل الطامة و الكارثة و تتسكع الدعوة في ضروب و دروب من الضياع و الانحراف و الانجراف و ربما يحصل المقصود عكسياً كما هو حاصل ومشاهد في كثير من الأماكن فإذا وفقت لطلبة العلم العارفين العالمين بالكتاب و السنة فإنهم بإذن الله يهدون أنفسهم بإذن ربهم و يهديهم الله عز و جل و يهدون الناس إلى صراط مستقيم وإلى طريق صحيح.

المسألة الرابعة:الصبر على الأذى فيه:

في هذه الدعوة و العلم و العمل فلابد من الصبر في كل هذه الميادين و المجالات الأربع طلب العلم، والعمل به، و الدعوة إليه، لابد من الصبر و المصابرة و الجهاد و المرابطة و ما أمر الله عز وجل بالدعوة إلا و أتبع ذلك بالصبر لأنه معلوم أن هذا الداعية الذي يدعو إلى الله عز وجل يدعو إلى التوحيد وإلى نفي الشرك إلى تصحيح الأخلاق و العقائد تصحيح الأوضاع و المعاملات و الأحوال الاجتماعية والاقتصادية و العقائدية وما يسمى بالفكرية فإنه لابد أن يصطدم بجملة من أصحاب الأغراض و الشهوات و البطالات الذين تفوت مصالحهم باستجابة الناس لهذا الداعية و سيؤذونه و ينتصبون له سواء من ملأ الناس و عامتهم الذين تصدوا للرسل أو من زعمائهم و رؤوسهم أيضاً كما تصدوا لأنبياء الله عز وجل و رسله عليهم صلاة و سلامه، و على الداعية حينئذ أن يتحلى بالصبر، و يتحلى بالأناة و يتحلى بالحلم، و يتحلى بالرأفة و يتحلى بالرحمة، و يتحلى بالدفع بالتي هي أحسن، و الصبر عمن ظلم والصفح عمن أساء و غض البصر و خفض الجناح كما أمر الله عز وجل نبيه لاسيما في وقت استضعاف الدعوة و لهذا قال تعالى: (???????? ??????????????? ???????? ???? ??????????? ?????????? ?????? ???? ?????????) و قال عز و جل: (???? ?????????? ???????? ???????????? ?????????? ???? ?????????????? ?????) و قال عز من قائل: (?????? ???????? ?????? ?????? ?????? ????? ???? ???????? ???????? ??????? ??????? ???? ??????????????? ???? ???? ????????? ???????????? ???? ???????????? ? ???????? ????????? ???? ???????? ??????? ??????? ???????? ??????????? ????????? ????????? ?????? ??????? ???? ????? ??????????? ???? ????????? ????????? ????? ??????????? ???? ??? ????? ??????? ???? ?•????? ??•???????? ???? ???????????? ?????? ???????????? ?????? ? ??????? ???? ?????????? ??????????? ????

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير