تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

)

قال ابن كثير: هي ثلاث آيات كريمات يأمر الله عز و جل فيها بالصفح عن شياطين الإنس لكسب مودتهم و بالاستعاذة منه من شياطين الجن لأنه لا ينفع فيهم ممالاءة و لا مداراة و لا مدافعة لا ينفع في شياطين الجن إلا الاستعاذة بالله ولا يكسب ودهم بالدفع والصفح كشياطين الإنس كما في هذه الآية ـ آية فصلت ـ و كما في آية الأعراف (???? ?????????? ???????? ???????????? ?????????? ???? ?????????????? ?????)، و كما في آية المؤمنون (???????? ????????? ???? ???????? ???????????? ? ?????? ???????? ????? ????????? ???? ????? ????? ??????? ???? ???? ????????? ????????????? ???? ????????? ???? ????? ??? ???????????) والحديث هنا يطول لكننا نتجاوز.

ثم استدل المصنف ـ رحمه الله تعالى و أسكنه فسيح جناته ـ قال: و الدليل على ما ذكرنا قوله تعالى: ??? (???????????? ??? •??? ?????????? ????? ?????? ??? ???? ????????? ?????????? ??????????? ????????????? ????????????? ??????????? ????????????? ??????????? ???) هنا قسم و مقسم به و مقسم عليه القسم من الله عز وجل و معلوم أن لله عز و جل أن يقسم بما شاء من خلقه (?? ???????? ????? ???????? ?????? ??????????? ????) أقسم الله بالعصر وهو الجزء من النهار أو جميع الزمان كما أقسم بالضحى و الليل و الفجر كما أقسم بآلات ذلك كالشمس و القمر والكواكب و النجم و غير ذلك و الله عز و جل إذا أقسم بشيء فلمكانته و عظمته.

(•??? ?????????? ????? ??????) هذا هو المقسم عليه أو جواب القسم أقسم الله بالعصر و حلفه عز وجل بالعصر كأنه بيان من الله عز و جل بل هو بيان أن أعظم الخسر أن يخسر الإنسان حياته التي يسأل عنها فخسران الحياة هو الخسران الأعظم و العياذ بالله تهون عنده خسارة النفس والحبيب و القريب و المال وكل شيء أما خسارة الحياة باللهو و الباطل فيا ضيعة الأعمار تمضي سبهللا و التي سيسأل عنها و عن شبابها و أوقاتها فيجدها ضائعة خسراً و وبالاً و إنما يتبين الخسران حينما يشاهد يوم القيامة جزاءه وكيف أضاع حياته باللهو الباطل و بالحرام و الانكباب على الغفلات و يرى مراتب الصالحين و مواقع المتقين ومنازل الفائزين الذين كسبوا عصرهم و أعمارهم فيحس بهذه الخسارة و الغبن قال تعالى: (???? •??? ?????????????? ????????? ?????????? ??????????? ????????????? ?????? ????????????? ? ???? ??????? ???? ????????????? ??????????? ???? ????? ???? ?????????? ?????? ????? ???•???? ????? ?????????? ?????? ? ??????? ????????? ???? ????? ?????????? ? ?????????? ?????•????? ????) و قال ?: كما في البخاري و غيره: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ) أي خاسر فيهما كثير من الناس لأن الغبن أن تبيع السلعة بأقل من ثمنها أو تشتريها بأكثر من ثمنها فلذلك يقال مغبون و غبن و خيار الغبن و أعظم الغبن و الخسار أن تخسر حياتك التي هي رأس مالك فنعوذ بالله من الخسران.

(إلا الذين آمنوا) هؤلاء المستثنون من الخسران. (إن الإنسان) يعني جنس الإنسان أل للجنس لأن (أل) لها عدة معاني:

فإذا دخلت على الاسم ـ على جنس الاسم ـ ولو كان مفرداً دلت على الجنس أو الاستغراق و العموم.

و أما إذا دخلت على اسم مفرد فالأصل أن تدل على العهد كما سيأتي لكن أحياناً تدل على الجنس إذا دخلت على اسم مفرد غير الجنس فإنها تدل على العهد هنا تدل على الجنس، (إن الإنسان) جنس الإنسان أو عموم الإنسان (لفي خسر، إلا الذين آمنوا) و يستثنى الموصوفون بهذه الصفات آمنوا وعملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر.

(آمنوا) تدل على العلم المسألة الأولى.

(عملوا الصالحات) العمل هذه المسألة الثانية.

(تواصوا بالحق) هذا الدعوة إليه.

(و تواصوا بالصبر) هذا الصبر على الأذى فيه.

و هذه السورة سورة عظيمة سورة العصر و لهذا قال الإمام الشافعي أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي المطلبي القرشي الإمام المعروف المولود عام 150هـ و المتوفى عام 204 هـ في مصر قال رحمه الله: لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم. أ هـ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير