تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

موضوعها و في نظامها و فيما تضمه من علوم وفنون و فيما تضمه أيضاً من مشايخ و طلبة علم، فأسأل الله سبحانه و تعالى أن تكون بداية خير و أن تكون فاتحة خير و أن تكون سنة طيبة يقتدي فيها اللاحق بالسابق و ليظفر و ليهنأ الإخوان الذين بدأوا هذه الفكرة بجميل الذكر و الأسوة الحسنة و أرجو و أسأل الله أن يكون لهم أجر مثيلاتها مما يلحقها ثم إنني أيضا اعتذر عن تخلفي بالأمس؛ بسبب أنني كنت في سفر لابد منه، وانقطع بي السبيل وحيل بيني وبين الوصول إليكم وابتداء هذه الدروس، والعذر عند كرام الناس مقبول.

ونبدأ بعون الله تعالى وحسن توفيقه بدروسنا إن شاء الله تعالى، وهذا الدرس الذي يبتدأ العاشرة و النصف و سأحرص غاية الحرص على أن لا أطيل فإن خير الكلام ما قل و دل و لم يطل فيمل، بل سأشرح شرحا ً مختصراً، و أبين بياناً موجزا، و ذلك لنأخذ أكثر ما نستطيع أن نأخذه من هاتين المادتين، أما المادة الأولى و الحلقة الأولى فهي شرح الثلاثة الأصول أو الأصول الثلاثة لشيخ الإسلام المجدد محمد ابن عبدالوهاب بن سليمان الوهبي التميمي رحمه الله و أجزل له المثوبة و الرضوان، و أما الحلقة الثانية أو المادة الثانية فهي محاضرات في الفقه الإسلامي، و بما أن أكثر الدروس في الفقه تبتدأ بالعبادات باعتبار أنها هي التي يُبتدأ بها الفقهاء، و يُكثر الكلام حولها و تُطرق كثيراً في الدروس، في المحاضرات، وتُطرق أيضاً في الخطب، و تُطرق أيضاً في الكلمات الوعظيات، و البيان الذي يكون في الصلوات وغيرها، و أيضاً بما أن بعض المشايخ سيتطرق و خاصة في درس عمدة الأحكام لأول الكتاب و معلوم أنه كتاب حديث و أحكام أحاديث الأحكام سيبتدأ بالعبادات فتحاشياً للتكرار، و لتحصل الفائدة، و ليتعود الأخوان على طرق نوع من الموضوعات المهمة و لها تعلق بالحياة المعاصرة، فإنني نظراً لهذه الأمور كلها سأبتدأ إن شاء الله بشرح محاضرات في أبواب من المعاملات بقدر ما يسمح به وله الوقت، وسأركز على بعض الأبواب المهمة التي لها تعلق و مساس بحياة الناس اليوم كالربا والصرف و مسائله،

* سقط عدة كلمات بسبب خلل في التسجيل.

والشروط ما يحل منها وما لا يحل إلى غير ذلك مما يعين المولى سبحانه وتعالى عليه.

نبتدأ أولاً بالأصول الثلاثة، هذه رسالة صغيرة و مختصرة، و هي كذلك قيمة و مفيدة و شأنها كشأن رسائل شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب و الشيخ محمد ـ رحمه الله ـ وجد على حين فترة من العلم واندراس من معالم الشريعة، و نسيان لأصول التوحيد و العقيدة، فجدد الله سبحانه و تعالى به الملة داخل الجزيرة و خارجها و الشيخ محمد ـ رحمه الله ـ جاهد بلسانه و قلمه و بيانه، بل و جاهد بماله وجاهد أيضاً بسنانه و سيفه فهو جاهد في كل ميدان شأنه شأن المجددين كشيخ الإسلام ابن تيمية وغيره، و إنك لواجد للشيخ رحمه الله كتباً و رسائل قيمة، و هي تعتبر قليلة بالنظر إلى غيره من الأئمة والمجددين، و السبب أنه عليه رحمة الله اشتغل أكثر ما اشتغل بالجهاد بالنفس و البيان باللسان و لم يشتغل بالتأليف إلا بقدر الضرورة و الحاجة كرسالة هنا و رسالة هنالك، و رسالة إلى الأمير الفلاني، و إلى الجماعة الفلانية و القبيلة الفلانية و ككتاب لأهل القرية الفلانية كما تجده في مؤلفاته و رسائله رحمه الله و ذلك اكتفاءً منه بما ألفه الأولون كما قال:

لم يدع من مضى للذي قد غبر فضل علم سوى أخذه بالأثر.

ثانياً كما ذكرت اشتغالاً منه ببيان العقيدة و التوضيح باللسان و البيان، و كذلك بالسيف و السنان عليه رحمة الله.

هذه الرسالة ألفها في بيان أصول الإسلام الثلاثة و أصول الإسلام الثلاثة هي: معرفة الله عز و جل، ومعرفة النبي عليه الصلاة و السلام، و معرفة دين الإسلام و إن شئت قلت: معرفة المرسِل، ومعرفة الرسول و معرفة الرسالة، و إن شئت قلت: العلم بالمرسِل، و العلم بالمرسَل به، و العلم بالمرسَل و الجميع معناه واحد. هذه هي الثلاثة الأصول. و قد كان أسلافنا القريبون ـ رحمهم الله ـ يهتمون بهذه الأصول الثلاثة أيما اهتمام حتى إن الأئمة يعمم عليهم أن يعلموها للحاضرة و لمن يأتي من البادية بعد صلاة الفجر فكانوا يحفظونها و لذلك ترى كثيراً من كبار السن بل ومن النساء كذلك الكبريات تراهم حافظين

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير