و لذلك كان النبي ? يكتب من محمد عبد الله و رسوله، و قال المسيح: عبد غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر لما أحالهم عليه. و من زعم أن أحداً من البشر يسعه أن يخرج من العبودية لحظة واحدة فهو من أكفر الكافرين و لم يدعي ذلك إلا غلاة الصوفية و الباطنية السالفون و الخلف منهم فإن لكل نِحلة خلفاً و إذا تكلمنا عن الملل و النِحل لا يظن أننا نتكلم عن قوم مضوا و قضوا و بادوا، و كانوا و انتهوا و أُهيل عليهم التراب و أصبحوا مذاهب بائدة أبداً فللرافضة كيانهم و دولتهم و للخوارج أيضاً كالإمامية كالإباضية كيانهم و للمعتزلة كذلك طرقهم و للإسماعيلية و الباطنية و القرامطة و النصيرية و سائر الملل و النِحل و الصوفية أصناف و أشتات و أشكال و ألوان و أكثرهم من أدعى أن البشر يخرج عن العبودية لله عز و جل فهذا من الكافرين، نعم يقولون أنه قد يترقى بعض البشر حتى يخرج عن مقام العبادة فترفع عنه التكاليف فيصبح ولياً يقول أول مقام يشهده مقام الأمر و النهي ثم مقام الأمر دون النهي و تحل له المحرمات حتى يزني و يلوط - و العياذ بالله - ثم إذا ترقى يقولون وصل حتى يأتيك اليقين وصل اليقين فيرفع عنه الأمر و النهي و يصبح ولياً حتى يفضلونه على النبي و ا لرسول ? و بعضهم جعلوه بين النبي و الرسول و اشتهر عن أكثرهم تفضيل الولي على النبي و الرسول الولي بزعمهم و إلا أولياء الله المتقون هم الذين حققوا العبادة و قال قائلهم:
مقام الرسالة في برزخ فويق النبي و تحت الولي
يعني ولي ثم رسول ثم نبي أعوذ بالله و يقولون:
لقد خضنا بحراً وقف الأنبياء بساحله
فيزعمون أنهم رفعت عن أسيادهم التكاليف حتى لا عليهم أن يفعلوا كل شيء و يسمونه مقام أحياناً يصل إلى مقام الإصطلام و الغيبة حتى يغيب بشهوده عن مشهوده، و بربه عن من سواه، و بعبادته عن معبوده، و يترك الجمع و الجماعات و يخلو و يقولون إنه يصبح ربانياً يقول للشيء كن فيكون تعالى الله عما يقولون علواً و بعضهم يزعم أنه ارتقى به الحال حتى أصبح هو و الإله شيئاً واحداً تعالى الله عما يقولون ولا زالت هذه المذاهب لها أهل حتى أن الصالحين من المشتغلين بالدعوة على طريقة صحيحة من بعض البلاد: يا إخواني و الله لقد مر علي يوم كنت أكّفر ابن تيميكم و ابن قيمكم و ... و ... و ... وكنت اعتقد أننا مع الله متحدون كاتحاد الماء باللبن كما يقولون تعالى الله عما يقولون كما يقول قائلهم:
الرب عبد و العبد رب يا ليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فالعبد رب أو قلت رب أنّى يكلف
و كما قال قائلهم كما حكى شيخ الإسلام عنهم في مقالاتهم الكثيرة:
أنا بالله و بالله أنا نحن روحان حللنا بدنا
فإذا أبصرته أبصرتني و إذا أبصرتني أبصرتنا
تعالى عما يقولون علواً كبيراً. و من أئمتهم العفيف التلمساني، و الصدر الرومي، و ابن الفارض، و ابن السبعين، و الحلاج، و حسين بن منصور الذي قتل في الزندقة، و السيد الأكفر الذي يسمونه الأكبر محيي الشرك ابن عربي الذي يقدسونه و يعظمونه و لا زالوا يدافعون عنه كما فعل هذا الضال الجديد المسمى بالسقاف الذي ظهرت له كتب في تكفير أئمة الإسلام كشيخ الإسلام ابن تيمية و ابن القيم و الشيخ الألباني وغيرهم من علماء الدعوة السلفية و كتبه يتبادلها أهل البدع وقد تكلم على ضلاله و زيغه كثير في رسائل منها ما شرع في التأليف ضده و محاضرات بينت ضلاله نسأل الله العافية و السلامة و لا زالت تطبع له بعض الدور في عمّان فهذه المذاهب لها أهلها و مدارسها و لم تنتهِ بعد مما يحتم على أهل الإسلام أن يقوموا بواجب الدعوة و ينشطوا في بيان الحجة و المحجة و توضيح التوحيد و الدعوة إلى أخلاق الإسلام و شعائره للوقوف أمام هؤلاء الضالين و المبطلين.
(أن تعبد الله مخلصاً له الدين) قال: و الدين هو الجزاء و الحساب و يطلق أيضاً على الشرع و على الجزاء و الحساب.
لم يبق سوى العدوان دناهم كما دانوا
يعني كما دانونا.
مخلصاً له الدين: الإخلاص التجريد تجريد العبادة لله عز و جل.
¥