تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فهو مشتمل على هذه كلها كما نطقت بذلك الأدلة من كتاب ربنا سبحانه و من سنة رسوله عليه الصلاة و السلام و هناك أقوال أخرى مخالفة لأقوال السلف فلا يلتفت إليها فمن الناس من فسر الإيمان بأنه اعتقاد القلب، و قول اللسان و هؤلاء هم المرجئة الذين قالوا: لا يضر مع الإيمان ذنب كما لا ينفع مع الكفر طاعة و هؤلاء ردود أهل السنة عليهم مستفيضة ثم هؤلاء يُخرجون الأعمال جملة و تفصيلا عن أن تكون داخلة في الإيمان و لهذا يقولون: إيمان أفسق الأمة يستوي مع إيمان أبي بكر لأن الإيمان عندهم لا يزيد و لا ينقص و هناك قول آخر و هو أن الإيمان اعتقاد بالقلب و قول باللسان و الأعمال من لوازم الإيمان و ليست من ماهيته و أركانه وهذا هو المشهور من قول أبي حنيفة رحمه الله و قد أكثر السلف في الرد عليه و تفنيد كلامه و أكثر الحنفية علماء الحنفية لا سيما المتقدمين أعني العلماء الذين هم معدودون من أتباع التابعين كصاحبي أبي حنيفة أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري و محمد بن الحسن الشيباني و مثل زفر بن الهذيل و هؤلاء وافقوا جمهور أهل السنة فأدخلوا الأعمال في ماهية الإيمان و جعلوه ركناً من أركانه و لم يجعلوه من اللوازم فقط و على كل حال المسألة تفصيل هذا يطول و لهم أدلة كثيرة أعني أبا حنيفة منها قوله سبحانه و تعالى: (•??? ????????? ?????????? ??????????? ?????????????) فيقولون الإيمان هو التصديق و يقولون إن العطف يقتضي المغايرة عطف العمل الصالح على الإيمان و العطف يقتضي المغايرة و أهل السنة لهم رد عليهم يقولون: ليس الإيمان هو مجرد التصديق بل هناك فرق بينهما، و لذلك قال الله عز و جل: (????????? ????? ????? ?)، و أما التصديق فلا يستعمل له اللام لا يقال صدق له و إنما يقال صدقه لكن الإيمان يقال آمن له و لا يقال آمنه فدل على الفرق بينهما كذلك قولهم إن عطف العمل على الإيمان يقتضي المغايرة ليس مسلّما لأنه ليس كل عطف يقتضي المغايرة العطف أحياناً يقتضي المغايرة و أحياناً يقتضي مزيد الاهتمام بالمعطوف و تخصيصه بأمر ما و إن كان داخلاً في المعطوف عليه كما قال عز و جل: (?????????? ????? ???????????? ????????????? ????????????) فهل يعني هذا أن الصلاة الوسطى ليست من الصلوات؟ لا، و غير ذلك من الأدلة و هذا معروف من أساليب العرب في كلامها.

و هناك من الناس من جعل الإيمان هو قول اللسان فقط مجرد النطق مجرد قول لا إله إلا الله ولذلك هؤلاء عندهم المنافق الذي يقول لا إله إلا الله المنافق مظلم القلب عندهم كامل الإيمان إيمانه كإيمان أبي بكر و هذا قول الكرامية أتباع ابن كرّام و قولهم ساقط يغني حكايته عن الانشغال برده أما أردأ الأقوال، و أسقط الأقوال، و أشنع الأقوال، و أرذل الأقوال و هو قول جهم بن صفوان السمرقندي الذي سمي أتباعه الجهمية، و جهم بن صفوان هذا رجل ضال من رؤوس الضلال و الطواغيت و صاحب شؤم قوله و مذهبه و بدعه صاحبت بعض أمة محمد ? إلى هذا الزمان و كل مقولة في نفي الصفات كلاً أو بعضاً سواء جهمية خالصة أو أشاعرة أو ماتريدية أو سالمية أو كلابية أو غيرهم من الصفاتية فإنما جاءهم من هذا الضال جهم بن صفوان الذي أخذ مقولته من الجعد بن درهم و جعد أخذ مقولته بنفي الصفات و خلق القرآن من أبان بن سمعان اليهودي و ذلك أخذها عن طالوت و طالوت أخذها عن لبيد بن الأعصم اليهودي الذي سحر النبي ? فانظر إلى هذا السند المظلم ظلمات بعضها فوق بعض نعوذ بالله من الضلال و التخبط.

جهم بن صفوان له أقوال في الصفات ينفي الصفات عن رب العالمين و يعتبر الله عز و جل لا صفات له أبداً و يقول: هو الوجود المطلق كالهواء لا يخلو منه مكان نعوذ بالله من الكفر قال ابن المبارك: إنا لنحكي أقوال اليهود و النصارى و نستعظم أن نحكي قول جهم بن صفوان و أنشد:

و لا أقول بقول الجهم إن له قولاً يضارع أهل الكفر أحيانا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير