تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بل يضارع أهل الكفر كثيراً و دائماً ليس أحياناً فقط و في القدر أيضاً له ضلال، و خلق القرآن هو صاحب هذه البدعة و هو أول من أظهر مقولة نفي الصفات فسمي الجهمية نسبت الجهمية إليه و له كلام في الإيمان أيضاً فهو يرى أن الإيمان مجرد المعرفة معرفة القلب إذا عرفت ربك بالقلب فأنت مؤمن حتى و لو لم تقل أو تعمل فعنده فرعون كامل الإيمان لأنه يعرف ربه و لهذا قال الله عز و جل: (??????????? ????? ???????????????????? ??????????? ??????? ????????? ?)، و قال له موسى (?????? ???????? ???? ??????? ?????????? ???? ???? ????????????? ?????????? ??????????) بل إبليس عنده مؤمن لأنه عرف الله و حلف بالله و وقّر الله غاية ما في الأمر أنه عصاه مرة واحدة فلعنه هذا لازم قوله و العجيب أنه يدعي أن الإيمان معرفة القلب بالله و هو أجهل الناس برب العالمين؛ لأنه نفى عنه ما يجب له من الصفات و أثبت له صفات النقص و الضلال، و كل من نفى الصفات فهو جهمي يقال لهم جهمية و إمامه الجعد بن درهم هو أول من قال بنفي الصفات و خلق القرآن فانتبه له المسلمون في القرون السابقة المفضلة و حاصروا مقولته و ما زالوا به حتى قبض عليه الأمير و هو خالد بن عبد الله القسري أمير تبع نصر بن سيار تبع مروان بن محمد و إن كان الجعد كان شيخاً لمروان بن محمد و لهذا يقال له الجعدي لكن نبه إلى خطره فتبرأ منه و ذبحه كما هو مشهور خالد بن عبد الله القسري عليه رحمة الله و ضحى به و لما خطب الناس في خطبة الأضحى قال: يا أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فإني مضحٍ بالجعد بن درهم إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً و لم يكلم موسى تكليما ثم نزل فذبحه تقبل الله قربانه و أما جهم بن صفوان فقيل قتله سَلْمة بن أحوز و قيل لم يقتل و إنما خشي من السيف الحق و العدل لجأ إلى النفاق و راوغ وصار يدس هذه المقولة بين أتباعه و ما زالت حتى تبناها بعض من فتنوا بالمنطق و الكلام ثم ما زالت حتى دخلت بيت الخلافة و من هنا حاق الخطر و الضرر المؤكد فتبناها الخليفة المأمون و حمل الناس عليها بالسيف و من بعده المعتصم و من بعده هارون الواثق و مرت على المسلمين سنوات مظلمة فتن فيها أهل السنة و الجماعة و لا زالت طوائف الجهمية إلى ساعتكم هذه فنعوذ بالله من البدع و الضلال فالحاصل إنه يرى الإيمان مجرد المعرفة و هذه أقوال ساقطة لا يُلتفت إليها و لا يعول عليها و لا يُشتغل بها و يبقى مذهب أهل السنة قوياً ناصعاً واضحاً بيناً مدللاً و هو أن الإيمان قول باللسان، و عمل بالأركان، واعتقاد بالجنان هذا هو ما دل عليه كتاب الرحمن و سنة سيد ولد عدنان عليه من الله أفضل الصلاة و السلام هذا هو الإيمان الحق هذا هو التعريف الصحيح عند أهل السنة و الجماعة و يدلنا على أن الأعمال من الإيمان أنه يزيد و ينقص كما دل على ذلك الكتاب العزيز و كما سيأتي في ذكر شعب الإيمان و لهذا يقول أهل السنة في الإيمان يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية كلما أطعت الله كلما عملت طاعة زاد إيمانك و كلما عملت سيئة نقص إيمانك و لهذا أبو ذر كما أخرج عبد الرزاق في مصنفه لما جاءه رجل فقال: ما الإيمان؟ فتلا عليه قوله عز و جل: (?????? ???????? ??? ????????? ??????????? ?????? ???????????? ??????????????) الآية فقال: ما عن هذا سألتك. قال: سئل رسول الله ? عن هذا فقرأ الآية. قال: ما عن هذا سألتك. قال: إن المؤمن إذا عمل حسنة سرته فرجى ثوابها ـ زاد الإيمان يعني ـ و إذا عمل سيئة ساءته فخاف عقابها. فدل على أن الأعمال من الإيمان.

و مما يدل على ذلك أيضاً أدلة أخرى كثيرة كما قال عز و جل: (????? ????? ???? ????????? ????????????) أي صلاتكم إلى بيت المقدس قبل أن تُحولوا إلى الكعبة المشرفة (????? ????? ???? ????????? ???????????? ???? ???? ?•?•?????? ????????? ??????? ?????)، و أيضاً يدلنا على ذلك أن رسول الله ? عد جملة أعمال من الإيمان لا يؤمن أحدكم حتى يكون كذا و كذا، و لهذا لما تقرأ في كتب أهل السنة تقرأ مثلاً في صحيح البخاري باب كذا من الإيمان هذا إشارة من الإمام البخاري إلى تأكيد و ترسيخ مذهب أهل السنة في أن الأعمال داخلة في ماهية الإيمان فترى مثلاً عند البخاري باب رد السلام من الإسلام

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير