تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أن الظاهر أيضاً فكذلك أعمال القلوب ينبغي أن لا يتهاون فيها العبد بل إن من أعمال القلوب ما ذكر عليه الصلاة و السلام: " إن منها ما يحلق الحسنات حلقاً و يحصدها حصداً و يحرقها حرقاً فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب " و هو من أعمال القلوب و عن البغضاء بين المسلمين يقول فيها ?: " هي الحالقة، قال: لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين " إن بعض الحريصين على الخير و السنة يغيب عنه هذا المفهوم و يحقق الإيمان في الظاهر و لكن يغيب عنه تحقيقه في الباطن وقد يظن في شيء خلاف ما ينبغي أن يكون عليه و يتساهل في البغضاء بين المسلمين لأمر موهوم أو لأمر مظنون أو لأمر مرجوح فتجده يمشي أحياناً بالعداوة و البغضاء بين المسلمين بل خاصة المسلمين فيما يستحق و فيما لا يستحق و فيما يستاهل و فيما لا يستاهل و فيما ينبغي و فيما لا ينبغي و تراه يصل إلى درجة الغيبة و النميمة و قطع ذات البين و إفسادها من حيث يريد الإصلاح:

رام نفعاً فضر من غير قصد و من البر ما يكون عقوقا

فينبغي الانتباه لهذا الأمر غاية الانتباه نسأل الله التوفيق لنا و لكم و الهداية إلى سواء السبيل.

ثم قال عليه رحمة الله قال: و أركانه ستة: أن تؤمن بالله، و ملائكته، و كتبه، و رسله، و اليوم الآخر، و تؤمن بالقدر خيره و شره) أركان الإيمان هذه المذكورة ستة أركان يعني ستة عُمد لا يقوم الإيمان إلا عليها و بها كما إن الإسلام لا يقوم إلا على الخمس المذكورة و إلا فالخصال كثيرة و الشعب عديدة لكن الأركان ستة كما ذكرها الله سبحانه و تعالى في بعض الآيات.

قال: أن تؤمن بالله: تؤمن بالله أي تؤمن بوجود الله و بوحدانية الله و بتنزه الله و كمال الله و جمال الله و عظمة الله و بهاءه، و نفي كل النقائص و العيوب عن رب العالمين سبحانه و تعالى، تؤمن بأنه واحد أحد في ذاته و في صفاته و في أسمائه لا سمي له و في صفاته لا شريك له و لا ند له و لا مثيل و في أفعاله أيضاً لا ند له و لا ضد، تؤمن بذلك كله على النحو الذي فصلناه في أقسام التوحيد فلا نكرر ما قلنا لئلا نطيل.

و ملائكته: هذا أيضاً من الأركان هنا فسر الإيمان بالأعمال الباطنة يعني الإيمان بالمُغيبات التي لا نشاهدها و لا تقع تحت الحس، الملائكة هم عباد الله لا يعصونه ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون هم مخلوقات نورانية خلقها الله عز و جل لطاعته و وكل بها أقطار الكون فمنهم ما هو موكل بالنبات، و منهم من هو موكل بالقطر، و منهم من أوكل إليه الوحي، و منهم البعث، و منهم الريح، و منهم و منهم و منهم خازن جهنم خزنة النار و منهم خزنة الجنة و منهم و منهم إلى غير ذلك من أنواع الملائكة كما قال الله سبحانه و تعالى: (?????????????? ????? ??? ????????•?????? ??????? ??? ??????????????? ?•????? ???)، و كما قال الله عز و جل: (??????????????? ??????? ???) إلى غير ذلك، كما قال: (????????????????? ??????? ???) فسرها كثير بأنهم الملائكة فلكل منهم وظيفة و مهمة في هذا الكون و كلهم (???? ??????? ??????????? ???? ?? ?????????????? ???????????? ????? ??????????? ??????????? ???? ???????? ??? ?????? ??????????? ????? ?????????? ???? ??????????? ???? ?????? ?????????? ????? ????? ??????????? ??????????? ????)

و الإيمان بالملائكة على نحوين: إيمان مجمل، و إيمان مفصل الإجمال أن تؤمن أن لله ملائكة لا يعصون الله ما أمرهم هذا الإجمال في المجمل منهم و التفصيل في المفصل يعني تؤمن فيمن عيّن منهم جبريل و أنه الموكّل مثلاً بالوحي.

ـ[العفالقي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 10:41 ص]ـ

شرح ثلاثة الأصول

لشيخ الإسلام الإمام المجدد

محمد بن عبد الوهاب

- رحمه الله تعالى -

للشيخ: محمد الفراج

- غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين -

(الشريط الخامس)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير