تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

به و إذا قعد بالأمر قام به نِعم الرجل إن لم يُحدث، توسم فيه البدعة الحسن رحمه الله، و هو الذي يقول فيه أبو جعفر المنصور يمدحه يقول للعلماء:

كلكم يمشي رويد كلكم يطلب صيد غير عمرو بن عبيد

فأحدث اعتزل هو و واصل بن عطاء حلقة الحسن البصري فقال: ما شأن هؤلاء المعتزلة و اجتمع حولهم بعض الأغرار فسموا من ذلك الوقت معتزلة و عمرو بن عبيد كان ينكر العلم فيما يقال - نسأل الله العافية و السلامة - و أقل منهم الذين يؤمنون بالعلم لكن ينكرون المرتبة الرابعة الخلق أن الله خلق أفعال العباد وهؤلاء كفّرهم أيضاً طائفة كبيرة من السلف و منهم من يعني قال غير ذلك و الصواب على الصحيح كفر كل من أنكر القدر أو شيء من مراتبه و لذلك قال: " و تؤمن بالقدر خيره و شره " و هذا دليل القدر و قد تقدم بالأمس كلام كثير عن القدر.

بعد هذا ننتقل إلى المرتبة الثالثة.

قال: المرتبة الثالثة الإحسان و هو ركن واحد، أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

ثم شرع في ذكر الدليل على ذلك المرتبة الثالثة من مراتب الدين وهي أرقى المراتب الإحسان المرتبة الأولى الإسلام أعلى منه الإيمان أعلى منهما الإحسان، و يشبهونها بدوائر الدائرة الواسعة الإسلام أضيق منها الإيمان أضيق منهما الإحسان فكل محسن مؤمن مسلم و لا عكس، كل مؤمن مسلم و لا عكس ليس كل مسلم مؤمناً و إن كان معه أصل الإيمان و لو مثقال الذرة لكن ليس معه كمال الإيمان و لا ما يقارب الكمال كما تقدم بيان ذلك بالأمس و الدليل على أن الإيمان أخص من الإسلام أن النبي ? سئل: أي الإسلام خير؟ قال: " الإيمان أن تؤمن بالله و ملائكته " إلى آخره، و الدليل على أن الإحسان أخص أن النبي ? سئل: أي الإيمان خير؟ قال: " أن تعبد الله كأنك تراه " فدل على أن أفضل الإسلام الإيمان و أن أفضل الإيمان الإحسان فسره النبي ? أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك فسره النبي ? بهذا. الإحسان يفسر بالإتقان، الإحسان الإتقان وهو الغاية في الإخلاص و المراقبة و المتابعة متابعة النبي ? الغاية في الإخلاص و الغاية في المراقبة، و هذا لا يصل إليه إلا القلة من عباد الله الخلاصة من عباد الله وأصل الإحسان إتقان كل عمل قال عز وجل: (????????????? ? •??? ???? ?????? ??????????????? ?????)، و قال عليه الصلاة و السلام: " إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتْلة، و إذا ذبحتم فأحسنوا الذِبْحة، و ليحد أحدكم شفرته، و ليرح ذبيحته " فالإحسان هو الإتقان في كل شيء أما إتقان المراقبة و إتقان التقوى و الاستحضار فهو الإحسان المراد به أعلى الإيمان و فسره النبي ? " أن تعبد الله كأنك تراه " كأنه ماثل أمامك و إذا كنت على هذه الحال فلا يمكن أن تتجرأ على معصيته أرأيت البشر و لله المثل الأعلى لو أن إنسان أمامه مديره يعني هل يستوي مثلاً في دائرة عامل في أقصى المبنى أو عامل أمام المدير وجهاً لوجه موظف هل يستوي هذا و هذا في الإتقان؟ لا تعالى الله و لله المثل الأعلى المراد للتقريب لا للتشبيه فإن الله لا يشبه شيئاً من خلقه و لا يشبهه شيء من خلقه و هنا أن تعبد الله كأنك تراه أي تراه بقلبك و هذا أعلى الإيمان بمعنى أن تنكشف الحجب عن القلب و يصير بحيث يتجلى له ربه سبحانه و تعالى بقلبه كأنه يراه بقلبه فيواظب على عبادته و يكف عن محارمه و هذه الغاية في المراقبة قال عز و جل: (•??? ????????? ?????????? ??????? ???????????? ????? ????????•? ???????? ??????? ????)، و قال ?: " اتق الله حيثما كنت " فإذا وصل الإنسان لهذه المرحلة يعبد الله في كل حاله كأنه يرى الله فهذا أعلى الإيمان لا يمكن أن يتجرأ على معصية أو يكف عن طاعة أو يفتر عن عبادة كالملائكة لأنها ترى الله عز و جل أو يقارب الملائكة لأنها ترى الله سبحانه و تعالى فهؤلاء ذكر الله من حالهم و عبادتهم كما قال:

إذا سكن الغدير على صفاء و جنب أن يحركه النسيم

كذاك قلوب أرباب التجلي ترى في صفوها الله العظيم

هذا معنى أن تعبد الله كأنك تراه فلا يتجاسر الإنسان على معصية الله.

قال: فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير