تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قل للذي يدعي في العلم معرفة حفظت شيئاً و غابت عنك أشياء

فلا ينبغي للإنسان أن يتكلف ما لا علم له به و مما يذكر أن الإمام مالك بن أنس رحمه الله أيضاً رأى في المنام فيما يقال ملك الموت فقال: كم بقي من أجلي؟ فأشار إليه و أفرد يده أصابعه هكذا خمس فلما أصبح قلق قلقاً عظيماً و لم يدر هل هي خمسة أيام ساعات أو جمع أو أشهر أو سنوات فسأل مالك ابن سيرين و قد اشتهر عنه براعته في تعبير الأحلام و قال: يا مالك هل هي خمسة أيام أو جمع أو أشهر أو سنوات؟ فقال: لا هذه و لا هذه و لا هذه و لا يمكن أن تعلم وقت موتك لأن هذا مما استأثر الله به و لكن ملك الموت يقول لك: إن سؤالك في خمس أشياء لا يعلمها إلا الله عز و جل مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله عز و جل و منها: ? وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ? فسرّي عن الإمام مالك رحمه الله تعالى فهذا مما استأثر الله سبحانه و تعالى بعلمه الساعة سواءً الساعة الصغرى ساعة الإنسان أو الساعة الكبرى التي هي ساعة الخلائق أجمعين.

قال: فأخبرني عن أماراتها: يعني علاماتها يعني علامات الساعة و معروف أن للساعة علامات صغرى و كبرى أما الصغرى فهي كثيرة منها موت الرسول عليه الصلاة و السلام و منها و منها أشياء كثيرة مما ذكره أما العلامات الكبرى فهي الدابة و الدجال و الشمس من مغربها و غير ذلك.

قال: أن تلد الأمة ربتها: أماراتها يعني علاماتها الأمارة العلامة الدالة على الشيء.

قال: أن تلد الأمة ربتها، و أن ترى الحفاة العراة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان.

أن تلد الأمة ربتها: الأمة أي المملوكة، ربتها: أي سيدتها، قالوا: و هذا يحتمل معاني كثيرة إما أن يكون المعنى: كثرة الأرقاء نظراً لكثرة الفتوح حتى يكثر التسري فيولد للمالك من المملوكة و تصبح أم ولد فيصبح الولد حراً و أمه أمة، أو البنت حرة و أمها أمة، فتصبح الحرة بدرجة الأب فكانت كأنها ربة لأمها المملوكة، طيب قد يسأل سائل يقول: معروف أن الولد يتبع لمن في الحرية و الرق؟ لأمه الولد يتبع في الحرية و الرق لأمه هذه مسألة معروفة في القواعد الفقهية في مسألة التبعية مثلاً يتبع الولد في الدين لخير أبويه ديناً يعني إذا كان أحد أبويه مسلم و الآخر نصراني تبع المسلم و إذا كان هذا نصراني و هذا يهودي تبع النصراني و في مسألة مثلاً تحليل الأكل أو التحري يغلب جانب التحريم فمثلاً البغل حلال و إلا حرام؟ حرام؛ لأنه متولد من حمار و فرس فنغلب جانب التحريم، و كذلك السِمْع محرم و إن كان أحد أبويه ضبعاً لكن الأب الآخر ذئب فغلب جانب الذئب و أصبح السِمْع محرماً، في الأكل يغلب جانب التحريم، و الدين يلحق بخير أبويه ديناً و النسب يلحق بمن؟ بأبيه و لا شك، لكن الحرية و الرق يلحق بايه؟ بأمه و نحن نقول هنا: الولد حر و الأمة رقيقة فكيف؟ عندنا نوعين أو مثلاً طريقتين في استيلاد الأمة: إما أن تزوج الأمة إلى رقيق يعني تزوج المملوكة إلى مملوك آخر أو تزوج طبعاً لا شك أنه إذا زوجت إلى مملوك فالولد مملوك لصاحب المرأة يعني يملك الأولاد رب الأم رب أم الأولاد و هكذا لو تزوجها حر الحر معروف أنه لا يحل له أن ينكح الأمة إلا بشرطين: عدم طول مهر الحرة، و الثاني خشية العنت كما قال الله سبحانه و تعالى: ? وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ?، قال عز و جل: ? ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ ? لماذا قيد الشرع لماذا الشرع حرم على الحر أن يتزوج الأمة زواج الأمة ليه؟؛ لأن الأولاد سيخرجون أرقاء يملكهم رب الأم و الشارع لا يريد تكثير الأرقاء بالعكس يريد تحريرهم و لذلك فتح أبواب التحرير نعم، لكن الطريقة الثانية استيلاد المالك لا يزوج الأمة لحر آخر غير المالك لا إنما هو يتسراها المالك نفسه يتسرى هذه الأمة و هذا له يحل له، فإذا ولدت منه صارت أم ولد، و أحكام أم الولد كثيرة: لا يجوز بيعها على الصحيح، و تعْتُق بمجرد موت المالك على الصحيح، و أولادها أحرار و إلا لا؛ لأنها ما وطئت من نكاح و إنما بملك اليمين، فهنا المقصود بأن تلد الأمة ربتها، و قيل المعنى: أن يكثر السبي و

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير