تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ?، و قال ?: " اتق الله حيثما كنت "، و في الأثر: اتق الله أن يكون أهون الناظرين إليك، و ما جاء عن السلف: - خف الله بقدر قربه منك - خف الله بقدر اطلاعه عليك، و استحيي منه بقدر قربه منك.

و هو عز و جل أقرب إلى كل أحد من حبل الوريد سبحانه و تعالى.

فإن لم تكن تراه فإنه يراك: هذا هو الإحسان حد الإحسان و معناه.

قال: صدقت. فأخبرني عن الساعة: الساعة المقصود بها القيامة، و لها أسماء كثيرة الواقعة، و الطامة الكبرى، و الصاخة، و القيامة، و الحاقة، و القارعة، و اليوم الآخر، و الحق، و الساعة و غير ذلك من أسمائها مما هو مفصل في محله.

قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل: و الساعة تطلق على المدة من الزمان، يقولون حتى في الزمان القديم لبث ساعة يعني مدة معينة من الزمان كانوا يقدرون في السابق بالأعمال و الأفعال مثل حلب شاة و نحر جزور، و أحياناً يقدرون بآيات قدر خمسين، و يظهر إن الساعات يعني الساعة أحياناً يستعملها الأولون استعمالاً عاماً يعني المدة المعينة من الزمان و إن لم تكن محددة على وجه الدقة، و أحياناً يقصد بها الساعة التي هي ستون دقيقة حتى على لسان الرسول بدليل قوله عليه الصلاة و السلام: " يوم الجمعة أربع و عشرون ساعة "، و في رواية " اثنتا عشرة ساعة " يعني النهار فقط، " فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله إلا أعطاه ما سأله " أو كما قال ?، فالظاهر إن الساعة يعني مثل التقاسيم المعروفة اليوم ستون دقيقة و العلماء علماء الإسلام أول ما صنعت هذه الساعة في العهد العباسي أيضاً جروا على هذا على جعلها ستين دقيقة و الدقيقة ستين ثانية، و أحياناً يعني تطلق الساعة كما ذكرت على المدة المعينة من الزمان و إن لم تكن على وجه الدقة قال عز و جل: ? وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ? الساعة هي القيامة الساعة الزمان القليل ? مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ? و هذا يسمونه الجناس التام مثل قول القائل:

ما قضى الله كائن لا محالة فالشقي الظلوم من لام حاله

توافق في الصورة و اللفظ و الاختلاف في المعنى، و مثل قول القائل:

اقنع بما ترزق يا ذا الفتى فليس ينسى ربنا نملة

إن أقبل الدهر فقم له و إن تولى مدبراً نم له

و كما في قول الآخر:

دارهم ما دمت في دارهم و أرضهم ما دمت في أرضهم

هذا يسمى جناس تام يعني توافق اللفظ و اختلاف المعنى هنا قال: ? وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ ? فالساعة هنا غير الساعة الثانية.

قال: أخبرني عن الساعة: و كان الأعراب أو العرب عادة يسألون عنها كان بعض الصحابة يسأل الرسول ? كما في الصحيح الرجل الذي يسأل الرسول ? فقال له: " إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ".

قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل: يعني أنا و أنت في العلم سواء لا أنا أعلم و لا أنت تعلم لأن هذا مما استأثر الله بعلمه لأن في رواية قال: " في خمس من الغيب لا يعلمها إلا الله " في صحيح البخاري " مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله و ذكر ? إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ?، فهذه مفاتيح الغيب الخمس التي استأثر الله عز و جل بعلمها لا يعلمها غيره عز و جل الساعة، و تنزيل الغيث، تنزيل الغيث مما اختص الله عز و جل به، أما أصحاب الأرصاد فغاية ما يعرفونه رصد الرياح و مناطق الضغط و توقع استمرار الرياح هنا أو انصرافها هنا و انحرافها المهم إنه قد يصيب و قد يخيب و غاية ما يفعلونه توقع و مسايرة و رصد لحركة الرياح و الأمطار لكن لا يستطيعون أن يجزمون بحوادث الجو و حوادث المطر و الرياح و كذلك الأمور الأخرى ? وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ?، بقي ما يسمى بالأجنة أو الأرحام فإنه اشتهر في هذا الزمان أنه يعرف بالأشعة فوق الصوتية، و أحياناً قد يدخل على رحم المرأة بعض العدسات الدقيقة عندهم عدسة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير