تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الحاصل أنه ما عندنا شيء ثابت من نسب العرب إلا إلى عدنان، و منه نسب نبينا عليه الصلاة و السلام لكنه موصول بكل حال إلى إسماعيل بن إبراهيم الخليل و إبراهيم هو أبو العرب و أبو الروم و أبو اليهود كذلك لأن إبراهيم ولد ولدين ولد إسحاق و ولد إسماعيل، إسحاق العليم، و إسماعيل الحليم كما سماهما الله و وصفهما في القرآن الكريم، إسحاق ولد ولدين ولد يعقوب و ولد العيص، و العيص ولد روم، والروم ذريته الروم روم بن عيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل، و ولد كذلك إسحاق يعقوب، و يعقوب هو إسرائيل عليه الصلاة و السلام ولد الاثني عشر ولداً هم: يوسف، و بنيامين، و شيمون أو سيمون، و يهوذا، و غيرهم إلى اثني عشر ولدا وهو أصبحوا قبائل بني إسرائيل أفخاذ بني إسرائيل اثنتي عشرة أسباطاً أمما أمم بني إسرائيل فسموا بني إسرائيل، و أما إسماعيل فهو ابن هاجر ولد إبراهيم من هاجر إسماعيل انحدر منه العرب، و تقدم أن إسماعيل ولد نابتاً، و نابت ولد سلسلة حتى تصل إلى عدنان و الكلام مشهور في زواج عدنان من جرهم و في تقسيم العرب إلى عرب عاربة و عرب مستعربة، قيل العرب العاربة هم الذين يرجعون إلى قحطان بن يعرب بن يشجب، و قيل أن هؤلاء القحطانيين يرجعون إلى هود من العرب البائدة، و العرب المستعربة هم الذين يرجعون إلى عدنان، و عدنان تزوج من جرهم و أخذ عنهم اللسان العربي الباقي لأن اللسان في ذلك الوقت كان اللسان السرياني نسبة إلى سوريا أو سيريا وهو الذي كان يتكلم به إبراهيم و هو الباقي بعد نجاة أصحاب السفينة كانوا قبل يتكلمون بالعربية فاندرس و لم يبق إلا بعضهم و يتكلمون في العرب البائدة منهم طسم و جديس و العماليق و هذا كله مما لا دليل عليه ما فيه دليل على تقسيم العرب إلى عاربة و مستعربة تكلم فيه بعض العلماء و من السلف كذلك لكن بعضهم اعترض على هذا و قال: النبي ? من أصرح العرب و من أعرب العرب فكيف تكون مستعربة، و بعضهم يجعل كل العرب قحطانيهم و عدنانيهم يرجعون إلى إسماعيل و هذا هو الأقرب و الله أعلم.

في الحديث: أول من فتق لسانه بالعربية إسماعيل و هو ابن أربعة عشرة سنة، و هذا صححه الحاكم و ذكره البيهقي و اختلف في تصحيحه أيضا.

و لعل الراجح أن العرب كلهم قحطانيهم و عدنانيهم يرجعون إلى إسماعيل عدنان يلتقي بقحطان في يعرب ابن يشجب و لذلك سموا العرب سميت عرباً إما من الفصاحة أعرب أي أفصح و أبان أعرب عن قصده أو سميت عرباً من التجوال لأن أول أمرهم يتجولون و لا يسكنون و كلاهما يعني له شاهد فالعرب من أعرب أي أفصح و من التجوال، منه العربة العربة التي يجرها حمار أو حصان سميت عربة من تجولها و تنقلها في الشوارع فالأصل يعني المصدر العرب من التنقل فسموا عرباً من هذا أو من هذا العرب.

قال: و عبد مناف هذا هو المغيرة من أجداده عليه الصلاة و السلام هاشم من قريش، و قريش تقدم منها النضر بن كنانة، و قريش من العرب، و العرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل، إسماعيل هذا هو الذبيح على الصحيح و ليس إسحاق خلافاً لما رجحه بعضهم فالذي يقرأ في نيل الأوطار للشوكاني يذكر من هذه الإسرائيليات المحشودة التي يكاد المرء معها يصدق أن الذبيح هو إسحاق الصحيح أن الذبيح هو إسماعيل لأن النبي ? كما جاء هو ابن الذبيحين و إسماعيل بن إبراهيم يقال إبراهيم و إبراهام الخليل سمي خليلاً؛ لأن الله عز و جل اتخذه خليلاً و الخلة بالنسبة للبشر هي أقصى درجات المحبة.

قد تخللت مسلك الروح مني و لذا سمي الخليل خليلا

ابن إبراهيم الخليل عليه و على نبينا أفضل الصلاة و السلام.

قال: و له من العمر ثلاث و ستون سنة، منها أربعون قبل النبوة، و ثلاث و عشرون نبياً رسولا.

نبينا ? عمره ثلاث و ستون سنة باتفاق لأنه ولد عام الفيل كما سيأتي في يوم الاثنين ثلاث و ستون سنة و العجب أنه جاء في الصحيح أنه عليه الصلاة و السلام في حجة الوداع أهدى مائة من الإبل فذبح عليه الصلاة و السلام بيده ثلاث وستين فكلّ تعب و أعطى علياً فأكمل الباقي فوافق هذا العدد عمره عليه الصلاة و السلام.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير