تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

البيان فهذه أول ما نزل على النبي ? نزل عليه الوحي قيل ليلة الاثنين و قيل في رمضان و قيل غير ذلك لكن الثابت أنه ليلة الاثنين قيل ليلة سبع عشرة و قيل أربع وعشرين لكن الثابت أنه نزل عليه القرآن عليه الصلاة و السلام أول ما ابتدأ ليلة الاثنين في يوم الاثنين في رمضان على الصحيح و في ليلة القدر على الأصح كما ورد في كتاب الله عز و جل.

و أُرسل بالمدثر: يعني أول ما نزل عليه الأمر بالتبليغ بالمدثر نبئ باقرأ صار نبيا، أرسل بالمدثر صار رسولا؛ لأنه في البخاري أيضاً بعدما فتر الوحي جاء في حديث آخر أنه فتر الوحي قال: فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني في حراء على كرسي بين السماء و الأرض فرعب ? منه ثم تدثّر قال: دثروني فنزل قوله عز و جل: ? يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ ? أرسل بالمدثر، نبئ باقرأ، و أرسل بالمدثر.

ولد بمكة، و هاجر إلى المدينة: ولد بمكة عام الفيل على الصحيح، و يوم الاثنين على الصحيح أيضاً، في ربيع الأول يوم الاثنين باتفاق و في عام الفيل على الصحيح و بمكة هذا ثابت لكن في ربيع الأول هذا على الصحيح و في الثاني عشر من ربيع الأول أيضاً هذا على الأرجح هذا مولده عليه الصلاة و السلام بمكة و ما قيل فيما جرى في ولادته ? من ارتجاس أو ارتجاف في إيوان كسرى و سقوط بعض شرفاته و خمد النيران و سقوط الأصنام هذا كله ما ثبت روي بأسانيد لم تثبت و الله أعلم، و إنما الذي حصل بولادته أو ببعثته على الصحيح تشديد الرصد في السماء كانت الشياطين تسترق السمع بسهولة فوجئت الشياطين يوماً من الأيام بشهب شديدة حامية تتساقط من السماء و أرادت أن تقعد مقاعد للسمع كما كانت تفعل ذلك فوجدتها ملئت حرساً شديداً و شهبا قالوا:? وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً * وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَصَداً * وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً ?، بل أراد بهم ربهم رشدا ببعثة نبينا عليه الصلاة و السلام، و إنما شدد الله الرصد لأنه وقت مهم و حاسم و هو الإيذان ببعثة النبي عليه الصلاة و السلام و قال عليه الصلاة و السلام: " أنا دعوة إبراهيم لقوله: ? رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ ?، و بشرى عيسى، و رأت أمي كأن نوراً خرج منها فأضاءت له قصور الشام " يعني ليلة ولادته أو في حمله عليه الصلاة و السلام.

و أكثر ما ورد في ولادته من أخبار كله مما أحدثه الصوفية و اخترعوه و لا أساس له، و ينبغي أن يحتاط في ذلك فلا يؤخذ إلا الثابت؛ لأن أصحاب البدع يعظمون المولد كما تعرفون تعظيماً أكثره لم يثبت و لم يأت من طريق صحيح.

قال: و هاجر إلى المدينة: الهجرة سيأتي معناها إن شاء الله فيما بعد و هي الترك أو الانتقال، المهاجر من هجر ما نهى الله عنه فالهجرة هي الترك و هي الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام، أو من بلد الكفر إلى بلد أهون منه كفراً كما حصل في الهجرة إلى الحبشة و الهجرة إلى المدينة و سيأتي إن شاء الله تعالى بإذن الله الكلام عن الهجرة فيما بعد.

و هاجر إلى المدينة هاجر ليلة الاثنين، و وصل إلى المدينة كذلك ليلة الاثنين يوم الاثنين ضحى الاثنين، و مات عليه الصلاة و السلام يوم الاثنين، و لذلك كان ? يصوم يوم الاثنين، و يقول: ذلك يوم ولدت فيه، و نزل علي فيه أو بعثت فيه فكان يصومه عليه الصلاة و السلام، و ليس في هذا مستمسك لأهل الخرافة و التصوف و تعظيم الموالد؛ لأنهم يستدلون بهذا الحديث كما يقول أحدهم: أن هذا يدل على أنه كان يحتفل بمولده فيقول: ذلك يوم ولدت فيه، و هذا باطل فإنه لم يقل ? يوم الثاني عشر من ربيع الأول يوم ولدت فيه هم يعظمون الثاني عشر من ربيع الأول بالذات، هو لم يقل ?، يقول: في يوم الاثنين فهلا جعلوا كل اثنين عيداً و مولداً و عظموه لا هم لا يفعلون فلا ينطبق الدليل على المدلول لا ينطبق على ما استدلوا به عليه.

قال: و بعث ? بالنذارة عن الشرك، و يدعو إلى التوحيد.

بعث أي أرسل، البعث الإرسال.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير