تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كتاب جديد (المنهج العلمي) للشيخ ذياب الغامدي]

ـ[متعلم 1]ــــــــ[18 - 04 - 04, 06:20 م]ـ

هذا كتاب جديد للشيخ ذياب الغامدي بعنوان (المنهج العلمي) وفيه تأصيل وترشيد، وبحوث ماتعة، وإاليكم مقدمته ثم رابط الموضوع للحفظ:


بسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الحَمْدُ للهِ حَمْدًا كَثِيْرًا، طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيْه، مِلْءَ السَّمَوَاتِ، ومِلْءَ والأرْضِ، ومِلْءَ مَا بَيْنَهُما، القَائِلِ: "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُوْنَ والَّذِيْنَ لا يَعْلَمُوْنَ إنَّما يَتَذَكَّرُ ألٌوا الألْبَابِ" [الزمر9]، والقَائِلِ: "يَرْفَعِ اللهُ الَّذِيْنَ أمَنُوا مِنْكُم والَّذِيْنَ أُتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ" [المجادلة11]، والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى عَبْدِه ورَسُوْلِه المَبْعُوْثِ رَحْمَةً للعَالَمِيْن، القَائِلِ: "طَلَبُ العِلْمِ فَرِيْضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ" [1]، والقَائِلِ: "مَنْ يُرِدِ اللهُ بِه خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّيْنِ" [2]!

أمَّا بَعْدُ: فإنَّ أوْلَى مَا يَتَنَافَسُ فِيْه المُتَنافِسُوْنَ، وأحْرَى مَا يَتَسابَقُ فِي حَلَبَتِهِ المُتَسابِقُوْنَ: العِلْمُ!، فَهُوَ الكَفِيْلُ الضَّامِنُ للعَبْدِ المُؤْمِنِ بالِسَّعَادَةِ البَاطِنَةِ والظَّاهِرَةِ، والدَّلِيْلُ الآمِنُ إلى خَيْرَيْ الدُّنْيا والآخِرَةِ.

* *
إنَّه العِلْمُ النَّافِعُ والعَمَلُ الصَّالِحُ (العِلْمُ والإيْمَانُ) اللَّذَانِ لا سَعَادَةَ للعَبْدِ إلاَّ بِهِما، ولا نَجَاةَ لَهُ إلاَّ بسَبَبِهِما، فَمَنْ رُزِقْهُما فَقَدْ فَازَ وغَنِمَ، ومَنْ حُرِمْهُما فَقَدْ خَسِرَ وغَرِمَ، وهُمَا مَوْرِدُ انْقِسَامِ العِبَادِ إلى مَرْحُوْمٍ ومَحْرُوْم، وبِهِما يَتَمَيَّزُ البَرُّ مِنَ الفَاجِرِ، والتَّقِيُّ مِنَ الغَوِيِّ، والمُؤْمِنُ مِنَ المُنَافِقِ، والظَّالِمُ مِنَ المَظْلُوْمِ، وهَاكَ حَقًّا: "خَصْلَتَانِ لا تَجْتَمِعَانِ فِي مُنَافِقٍ: حُسْنُ سَمْتٍ، ولا فِقْهٌ فِي الدِّيْنِ" [3]!

نَاهِيْكَ؛ أنَّ السَّمَوَاتِ والأرْضَ ما قَامَتَا إلاَّ بالعِلْمِ، بَلْ مَا بُعِثَ الرُّسُلُ، وما أُنْزِلَتِ الكُتُبُ، ومَا فُضِّلَ الإسْلامُ عَلَى غَيْرِه إلاَّ بِهِ، وفَوْقَ ذَلِكَ؛ ما عُبِدَ اللهُ، ولا عُرِفَ الإيْمَانُ مِنَ الكُفْرِ إلاَّ بِهِ!

فَشَمِّرْ يا طَالِبَ العِلْمِ، سَائِلاً اللهَ تَعَالَى: الإرَادَةَ الصَّادِقَةَ، والعِلْمَ النَّافِعَ، واصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِيْنَ يَدْعُوْنَ رَبَّهُم بالعِلْمِ، فإنَّ العِلْمَ لا يُنَالُ بِرَاحَةِ البَدَنِِ، ولا يُطْلَبُ بالتَّمَنِّي والتَّحَلِّي!، إنَّها العَزِيْمَةُ الصَّادِقَةُ، والهِمَّةُ العَالِيَةُ، ولا يَحْزُنْكَ فَاتِرُ العَزِيْمَةِ، ودَعِيُّ العِلْمِ، فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَيْهِم أسَفًا؟!

* *
فاعْلَمْ يا رَعَاكَ الله!؛ إنَّ جَمْهرةً مِنْ أهْلِ العِلْمِ قَدْ حَازُوا قَصَبَ السَّبْقِ فِي خِدْمَةِ هَذِه الجادَّةِ العَليَّةِ، ورَسْمِ بَصَائِرِها لِكُلِّ شَادٍ للعِلْمِ، غَيْرَ أنَّنِي أحْبَبْتُ مُشَارَكَتَهُم فِي طَرْحِ مَا أحْسِبُه تَرْتِيْبًا واخْتِيَارًا (لَيْسَ إلاَّ!) مِمَّا سَيُقرِّبُ الطَّرِيْقَ لطَالِبِ العِلْمِ المُبْتَدِي، ويُبَصِّرُ السَّبِيْلَ للمُنْتَهِي، والعَاقِبَةُ للتَّقْوَى [4].

* *
فَلأجْلِ هَذَا؛ أحْبَبْتُ أنْ أرْمِيَ بِحَصَاةٍ في رِيَاضِ العِلْمِ، مُسَاهَمَةً مِنِّي فِي رَسْمِ (المَنْهجِ العِلْمِيِّ) لِطُلابِ العلمِ؛ يَوْمَ نَادَى كَثِيْرٌ مِمَّنْ تَجِبْ عَلَيْنا إجَابَتُهُم فِي إحْيَاءِ هَذِه الجَادَّةِ، وتَبْصِيْرِ مَنَارَاتِها ... فعَسَانِي آخُذُ بَيَدِ مَنْ رَامَ إرْثَ الأنْبِيَاءِ إلى بَابِ العِلْمِ، بِسَبِيْلٍ قَرِيْبٍ، ونَظَرٍ أرِيْبٍ، دُوْنَمَا تَعَبٍ كَبِيْرٍ وتَحْصِيْلٍ يَسِيْرٍ، وذَلِكَ مِنْ خِلالِ ثَلاثَةِ مَدَاخِلَ، وأرْبَعَةِ أبْوَابٍ مُخْتَصَرَةٍ، كَمَا يَلَي:

المَدْخَلُ الأوَّلُ: أهَمِيَّةُ طَلَبِ العِلْمِ الشَّرْعِيِّ.

المَدْخَلُ الثَّانِي: فَضْلُ عُلُوْمِ الغَايَةِ عَلَى عُلُوْمِ الآلَةِ.

المَدْخَلُ الثَّالثُ: وفِيْه أرْبَعُ طَلائِعَ.

البَابُ الأوَّلُ: وفِيْهِ أرْبَعُ مَرَاحِلَ عِلْمِيَّةٍ.

البَابُ الثَّانِي: وفِيْهِ أرْبَعُ فَوَائِدَ.

البَابُ الثَّالِثُ: وفِيْهِ ثَلاثُ عَزَائِمَ.

البَابُ الرَّابِعُ: وفِيْهِ خَمْسُ عَوَائِقَ.

والحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى عَبْدِه ورَسُوْلِه الأمِيْنِ!

وكَتَبَهُ

ذِيَابُ بنُ سَعَدٍ آلِ حَمْدَانَ الغَامِدِيُّ

فِي لَيْلَةِ الأحَدِ لعَشْرٍ بَقِيْنَ مِنْ شَهْرِ صَفَرٍ لِعَامِ ألْفٍ وأرْبَعْمَائَةٍ وخَمْسَةٍ وعِشْرِيْنَ مِنَ الهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ

حُرِّرَ فِي (20/ 2/1425هـ)
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير