تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَـ?تِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ ?للَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [التوبة: 75 - 80].

11 - ومن صفاتهم وعلاماتهم نقلُ الأخبار الكاذبة وحبُّهم إشاعة الفاحشة والسوء في الذين آمنوا كما في حادثة الإفك على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وقد توعدهم الله بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة، قال تعالى: إِنَّ ?لَّذِينَ جَاءوا بِ?لإفْكِ عُصْبَةٌ مّنْكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلّ ?مْرِئٍ مّنْهُمْ مَّا ?كْتَسَبَ مِنَ ?لإثْمِ وَ?لَّذِى تَوَلَّى? كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ [النور: 11]، وقال تعالى إِنَّ ?لَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ?لْفَـ?حِشَةُ فِى ?لَّذِينَ ءامَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى ?لدُّنْيَا وَ?لآخِرَةِ وَ?للَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [النور: 19].

12 - ومنها أيضًا أنَّ أجسامَهم تُعْجِبُ من ينظر إليها، وعندما يتكلمون ينخدع السامعُ بكلامهم ويستمع لقولهم، ولكنهم كما وصفهم الله تعالى وشبههم بالخشب المسندة، وكذلك هم دائمًا على خوف ووجل من سوء صنيعهم ويحسبون أن كل صيحة عليهم، قال تعالى: وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَـ?مُهُمْ وَإِن يَقُولُواْ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ [المنافقون: 4].

وجزاء المنافقين من جنس فعلهم، فالله سبحانه وتعالى أعد لهم العذاب الأليم في الدنيا والآخرة كما في الآية السابقة وكما ورد في قوله تعالى: إِنَّ ?للَّهَ جَامِعُ ?لْمُنَـ?فِقِينَ وَ?لْكَـ?فِرِينَ فِى جَهَنَّمَ جَمِيعًا [النساء: 140]، وقال سبحانه: إِنَّ ?لْمُنَـ?فِقِينَ فِى ?لدَّرْكِ ?لأسْفَلِ مِنَ ?لنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا [النساء: 145]، وقال عز وجل: يأَيُّهَا ?لنَّبِىُّ جَـ?هِدِ ?لْكُفَّارَ وَ?لْمُنَـ?فِقِينَ وَ?غْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ?لْمَصِيرُ [التحريم: 9].

ولننظر إلى لطف الله بعباده وعفوه عنهم وسعة رحمته، فلو ارتكب العبد من المعاصي والآثام أَقْبحها وأَشْنَعها أو جمع بينها ثم تاب فإن الله يتوب عليه ويغفر له إنه هو الغفور الرحيم، ولنستمع إلى هذه الآيات من سورة النساء التي جاءت بعد الآيات السابق ذكرها والتي فيها معظم صفات المنافقين، فالواجب عليهم التوبة مع صلاح العمل والاعتصام بالله وبكتابه وسنة نبيه محمد، قال تعالى: إِنَّ ?لْمُنَـ?فِقِينَ فِى ?لدَّرْكِ ?لأسْفَلِ مِنَ ?لنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا إِلاَّ ?لَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَ?عْتَصَمُواْ بِ?للَّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ للَّهِ فَأُوْلَئِكَ مَعَ ?لْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ ?للَّهُ ?لْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا مَّا يَفْعَلُ ?للَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَءامَنْتُمْ وَكَانَ ?للَّهُ شَـ?كِرًا عَلِيمًا [النساء: 145 - 147].

الخطبة الثانية

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمدًا عبد الله ورسوله، اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه.

أما بعد: فلقد كان أصحاب رسول الله من المؤمنين الصادقين يخافون على أنفسهم من النفاق، فكيف لا نخاف نحن على أنفسنا في هذا العصر الذي كثرت فيه الفتن وكثر فيه النفاق وأهله؟! وكيف نأمن على أنفسنا ونزكيها ولم يأمن أمير المؤمنين الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو أحد المبشرين بالجنة وهو الذي ضرب الأمثلة الرائعة في تاريخ الإسلام بعدله واستقامته؟! فلقد سأل رضي الله عنه حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ رضي الله عنه كَاتِمَ سِرِّ رسولِ اللهِ واسْتَحْلَفَهُ بالله بقوله: أستحلفك بالله، أما عَدَّنِي عندك رسول الله من المنافقين؟ فقال له: لا، ولا أخبر أحدًا غيرك،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير