تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

على الجميع في الدنيا والآخرة، فلنتصوّر ولنتأمّل هذه الأمور الشائكة والمعقدة ونستخدم الحلول الموجودة في كتاب الله وسنة رسوله محمد.

أعود للقول بأن طريقة الحصار والتجويع هي طريقة الشيوعيين أيضًا في حرمان المتمسكين بالإسلام ليموتوا جوعًا أو يكفروا بالله ويتركوا الصلاة، وهي الوسيلة نفسها التي استخدمتها دول الكفر الآن بالحصار الاقتصادي لبعض بلاد المسلمين وديارهم وحرمانهم من العيش الكريم في بلادهم وعلى أرضهم، تلك الطريقة اللئيمة الخسيسة التي تستخدمها الدول الكبرى الكافرة وتنساق معها الدولُ الصغيرةُ الْمُشَكِّلَةُ في النهاية لما يسمى بالأمم المتحدة، وهي في حقيقتها وعلى هذه الكيفية تستحق أنْ تُسَمَّى بعصبةِ الأممِ الظالمةِ الشِّرِّيرَةِ، لأنها تتعاون في كثير من الأحيان على الباطل والإثم والعدوان والظلم الواضح للعيان، وهكذا يتفق على هذه الوسيلة الخسيسة كل خصوم الإيمان من قديم الزمان إلى هذا الزمان إلى قيام الساعة نَاسِينَ الحقيقة التي يذكرهم الله بها في القرآن الكريم، وهي قوله تعالى: وَلِلَّهِ خَزَائِنُ ?لسَّمَـ?و?تِ وَ?لأرْضِ وَلَـ?كِنَّ ?لْمُنَـ?فِقِينَ لاَ يَفْقَهُونَ [المنافقون: 7]. فمن خزائن الله في السماوات والأرض يرتزق هؤلاء الذين يحاولون أن يتحكموا في أرزاق المؤمنين، فليسوا هم الذين يخلقون رزق أنفسهم، فما أغباهم وأقل علمهم وهم يحاولون قطع الرزق عن الآخرين، قال تعالى: قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبّى إِذًا لأمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ ?لإِنفَاقِ وَكَانَ ?لإنْسَـ?نُ قَتُورًا [الإسراء: 100].

وهكذا يُثبِّتُ اللهُ المؤمنين ويُقَوِّي قلوبَهم على مواجهة هذه الخطة اللئيمة والوسيلة الخبيثة التي يلجأ إليها أعداء الله في حربهم ومعاداتهم، ولكي يُطَمْئِنَ المؤمنين إلى أن خزائن الله في السماوات هي خزائن الأرزاق للجميع، وهو سبحانه الذي يعطي أعداءه ولا ينسى أولياءه، وقد أوضح ذلك في عدة آيات من القرآن الكريم وأقسم عليه سبحانه وأنه هو الرزاق يرزق الإنس والجنّ وجميع مَنْ دَبَّ على هذه الأرض من حيوانات برية أو بحرية وحشرات وطيور وديدان، فقال تعالى: وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي ?لأرْضِ إِلاَّ عَلَى ?للَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِى كِتَابٍ مُّبِينٍ [هود: 6]، وقال عز وجل: وَمَا خَلَقْتُ ?لْجِنَّ وَ?لإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مّن رّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ إِنَّ ?للَّهَ هُوَ ?لرَّزَّاقُ ذُو ?لْقُوَّةِ ?لْمَتِينُ [الذاريات: 56 - 58]. كما أقسم سبحانه لعباده على هذا الرزق ليطمئنهم عليه ويَثِقُوا ويَتَيَقَّنوا منه ويعلموا حقيقة ذلك كما أنهم متيقِّنُون من نُطْقِهِمْ فقال جل ثناؤه: وَفِى ?لسَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ فَوَرَبّ ?لسَّمَاء وَ?لأرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ [الذاريات: 22، 23].

وفي ختام هذه السورة التي فيها أوصاف المنافقين نادى الله عباده المؤمنين بأن لا تلهيهم أموالهم ولا أولادهم عن ذكره سبحانه وتعالى، وعليهم أن ينفقوا مما منحهم الله ورزقهم إياه قبل فوات الأوان ومجيء الموت وقبل أن يتركوا كل شيء وراءهم لغيرهم وقبل أن يرجوا ويتمنوا التأخير وأنى لهم ذلك، قال تعالى: ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تُلْهِكُمْ أَمْو?لُكُمْ وَلاَ أَوْلَـ?دُكُمْ عَن ذِكْرِ ?للَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَـ?ئِكَ هُمُ ?لْخَـ?سِرُونَ وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقْنَـ?كُمْ مّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ أَحَدَكُمُ ?لْمَوْتُ فَيَقُولُ رَبّ لَوْلا أَخَّرْتَنِى إِلَى? أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مّنَ ?لصَّـ?لِحِينَ وَلَن يُؤَخّرَ ?للَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَ?للَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [المنافقون: 9 - 11].

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وآله

ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[27 - 06 - 09, 05:01 م]ـ

الخطبة الأولى

أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق التقوى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير