تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

خامساً: أن كل عمل فيه مضارة لمسلم، أو فيه معصية لله تعالى، أو فيه تفريق بين المؤمنين، أو مساعدة لمن عادى الله ورسوله والمؤمنين فإنه محرم ممنوع منه، فليحذر كل مسلم من المشاركة بماله أو بجهده في شيء من ذلك، في شيء من الصور الجديدة التي ذكرتها أو غيرها لمسجد الضرار، فإنَّ كل من شارك بماله في باطل، أو باع أذى للمسلمين أو أعان على نشر فساد بينهم، أو عقد عقداً أو أجّر أجاراً فيه ضرر على المسلمين، فهو كالمنافقين الذين اتخذوا مسجد الضرار.

سادساً: أنه يجب هدم كل مكان يضر بالمسلمين، وينشر الفساد بينهم ويفرق جماعتهم، ويهدم أخلاقهم، لأن شره وفساده لا ينتهي إلا بهدمه والقضاء عليه، كما هدم صلى الله عليه وسلم مسجد الضرار الذي قد يستغل للطاعة، لما تيقن من ضرره على الإسلام والمسلمين.

ألا فاتقوا الله تبارك وتعالى ـ أيها المسلمون ـ وصلُّوا وسلموا على من أمركم الله تعالى بالصلاة والسلام عليه في قوله عز من قائل: إِنَّ ?للَّهَ وَمَلَـ?ئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ?لنَّبِىّ ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب:56]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشراً)) رواه مسلم.

الخطبة الأولى

أما بعد، فيا عباد الله اتقوا الله حق التقوى.

معاشر المسلمين،

أستكمل اليوم حديثاً بدأته عن خطر النفاق والمنافقين، وكثرتهم، والحذر من الانخداع بهم، وأبرز ملامح المنافقين وصفاتهم، وليس يخفى أنك لن تجد علامة صريحة على المنافقين، ولن تجد لافتة على رأسه مكتوب عليها منافق، ولن تجد أيضاً من يرضى أن يوصم بالنفاق أو يُعد في المنافقين، ولو كان من شرار الخليقة وكبار المنافقين، ولكنها الأعمال ـ أيها المسلمون ـ تكشف النفاق وتحدد هوية المنافقين.

الأفعال تفضحهم، ولحن القول يرديهم، وفلتات اللسان تبرزهم، قال الله وهو أصدق القائلين: وَلَوْ نَشَاء لأَرَيْنَـ?كَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَـ?هُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِى لَحْنِ ?لْقَوْلِ وَ?للَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَـ?لَكُمْ [محمد: 30]

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله-: "فمعرفة المنافقين في لحن القول ثابتة مقسم عليها، لكن هذا يكون إذا تكلموا، وأما معرفتهم بالسيما فهو موقوف على مشيئة الله ".

أيها المسلمون، وهنا توارد أسئلة مهمة: ما موقف المسلم من المنافقين؟، وما هي أنواع النفاق؟، وهل أحدنا في نجوة منه؟ أم لا بد أن ينقب ويتهم نفسه؟ وإن المتأمل في كتاب الله وسنة رسول الله وسيرتِه وسيرِ أصحابه، يجد الإجابة عن الموقف الشرعي من المنافقين في الأمور التالية:

أولاً الحذر من المنافقين قال الله تعالى فيهم: هُمُ ?لْعَدُوُّ فَ?حْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ ?للَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ [المنافقون: 4]، ولم لا يكون الحذر من المنافقين وهم يظهرون ما لا يبطنون، ويسرون ما لا يعلنون، ولربما تحدثوا باسم الدين، وقد يغتر بهم فيحسبون من الناصحين والله أعلم بما يكتمون.

ثانياً ومع الحذر من المنافقين لا بد من كشف خططهم، وفضح أساليبهم، فالمنافقون جبناء، لا يجرؤون على التصريح بما يريدون، بل هم أصحاب حيل، وأرباب مكر وخديعة، وأصحاب ظواهر لا بواطن، فلربما سعوا إلى التدمير باسم التطوير، ولربما سعوا في الأرض فساداً وهم يزعمون أنهم مصلحون، أَلا إِنَّهُمْ هُمُ ?لْمُفْسِدُونَ وَلَـ?كِن لاَّ يَشْعُرُونَ [البقرة: 12].

ثالثا: مجاهدتهم والغلظة عليهم امتثالاً لقول الله تعالى: ي?أَيُّهَا ?لنَّبِىُّ جَـ?هِدِ ?لْكُفَّـ?رَ وَ?لْمُنَـ?فِقِينَ وَ?غْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ?لْمَصِيرُ [التوبة: 73] قال القرطبي – رحمه الله- في تفسير هذه الآية: "الخطاب للنبي وتدخل فيه أمته من بعده ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير