تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإذا جد الجد وجاء دور العمل استخْفوا بأنفسهم ولاذوا بغيرهم يحسبون كل صيحة عليهم، يخدمون الكفار ويتجسسون لهم ضد المؤمنين، يخذلون المؤمنين عن الجهاد في سبيل الله، وإذا اشتركوا معهم أحدثوا الخلل والاضطراب في صفوفهم، وعملوا على تفكيك وحدتهم وتفتيت قوتهم، ييأسون من رحمة الله، وينقطع أملهم في نصره، ويلجئون في طلب النصر إلى الأعداء، ويعتمدون على القوى الحسية وحدها في وزن القوى المتقابلة في الميدان، يستغلون الفرص المناسبة للطعن في دعاة الإسلام المخلصين وتشويه سمعتهم عن طريق الكذب وتغيير الحقائق، يستغلون الفرص لإثارة الشبهات حول الإسلام ليزعزعوا إيمان المؤمنين به ويصدوا الناس عن الدخول فيه، يحاولون إفساد المجتمع الاسلامي عن طريق تيسير سبل الفساد التي تحطم الأخلاق وتقضي على الفضائل الإنسانية، يحاربون الإسلام عن طريق التسمي به والدعوة إليه، يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف، يقبضون أيديهم فلا ينفقون المال في الحقوق الواجبة.

عباد الله: هذا شيءٌ من صفات المنافقين التي ذكرها الله تعالى في كتابه المبين، ليبين للمؤمنين حتى يحذروا من النفاق وصفات المنافقين ويعرفوا أعداءهم حقيقة، إن المنافقين شرٌ على الاسلام والمسلمين من اليهود والنصارى والكافرين، وذلك لأن أولئك قد أعلنوا الكفر،، فالمؤمنون جميعاً يدركون عداوتهم ويتكتلون ضدهم، وأي فرد منا يتعاون معهم يتهم بالخيانة، أما حين يكون منافقاً فإنه لا يدرك عداوته وخطره على الأمة إلا القليل من المسلمين، وهم أصحاب الوعي الكامل، ولا يتصدى لحربه إلا الذين جمعوا بين الوعي الكامل والإيمان القوي، أما بقية المسلمين فينخدعون بالمظاهر ويشغلهم التمتع بالوعود الكاذبة، والجري وراء الدعايات الجوفاء عن النظر والتأمل والنقد الهادف والاستشهاد بالماضي على الحاضر، ثم بين عشية وضحاها يصبح والأمر قد انفلت من أيدي المؤمنين وأخذ المنافقون حريتهم الكاملة في تنفيذ مخططاتهم للإفساد في الأرض، وحينما يتولى المنافقون السلطة على المسلمين ويعملون أيديهم في المخلصين منهم قتلاً وتشريداً لا ينكر ذلك إلا القليل من المؤمنين، وسائر المسلمين إما جاهل بخطرهم على الإسلام والمسلمين، وإما عالم بذلك ولكنه يداجيهم لمصلحته الخاصة دفعاً لشرهم أو رجاء خيرهم، ومن هنا كان المنافقون أخطر على الأمة الإسلامية فيما إذا تولوا شيئاً من السلطة عليه مما إذا تولاها الكفار.قاله صاحب كتاب "المنافقون في القرآن".

وإن مما حدث في هذا الزمان أن المنافقين تسموا بأسماء ظاهرها جمالٌ وباطنها مرُّ المذاق، ومن أمثلة ذلك من المتسمين بالعلمانيين، ومنهم من يسمون أنفسهم بالحداثيين، الذين يتنكرون لكل ما هو ماض، ٍ بزعمهم أن ذلك تخلفٌ ورجعية فيتنكرون للدين واللغة والأخلاق الفاضلة، ويصفون أنفسهم بالأدباء والمثقفين، وتنشر صورهم وتلمع أسماؤهم، وتؤخذ آراؤهم، قدواتهم: أدونيس، ونزار قباني، وسميح القاسم، ومحمود درويش، الذين يصفون الله تعالى بالأوصاف الشنيعة …جلَّ الله وتنزه وتعالى.

اللهم غفرانك، اللهم غفرانك …. ما أحلمك يا الله عن هؤلاء وأمثالهم، ولو شئنا لسمينا غيرهم، ولكن الله تعالى يقول: وَلَوْ نَشَاء لارَيْنَـ?كَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَـ?هُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِى لَحْنِ ?لْقَوْلِ وَ?للَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَـ?لَكُمْ [محمد:30]. لهم الأمسيات الشعرية والمنتديات الأدبية يخرجون الباطل في صورٍ يخالها الجاهل حقاً. فاحذروهم عباد الله. مهرجاناتهم المربد وجرش وغيرها، أخزاهم الله.

ماذا يقولون في أدبهم الفج، كان ينبغي أن تنزه أسماع المسلمين عن هذا الكفر المبين، ولكن اسمعوا إلى أقوالهم لتتبينوا عداءهم الصارخ لله ورسوله كما كان عليه حال عبد الله بن أُبي ورفاقه، بل إن أولئك لم يجرؤوا على ما جرأ عليه هؤلاء.

يقول محمود وليس بمحمود: (نامي فعين الله نائمة عنا وأسراب الشحارير) تعالى الله عن هذا الوصف الشنيع، بل إنه الله الذي لا إله إلا هو لا تأخذه سنة ولا نوم …، وقِس على هذا كلامهم الباقي والله المستعان.

إنه ليس غريباً أن يكون هناك أشخاص كفروا بالله وتجرؤوا على ذاته، فذلك يكون، ولكن أن يمجدوا ويتخذوا قدواتٍ، ويكون لهم تلاميذٌ وتلمعُ أسماؤهُم ويفصلُ بين الأدب والدين فإن هذا هو المنكرُ العظيم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير