تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[عبد الله بن الزبير ((تأليف الصلابي))]

ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[07 - 07 - 09, 03:55 م]ـ

مقدمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله +يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مُّسْلِمُونَ" [آل عمران:102].

+يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا" [النساء:1].

+يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا ? يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا" [الأحزاب:71،70].

يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك, ولك الحمد حتى ترضى, ولك الحمد إذا رضيت, ولك الحمد بعد الرضا, أما بعد:

فهذا الكتاب جزء من كتابي «الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار» يتحدث عن أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير, وقد تحدثت فيه عن اسمه ونسبه وكنيته ونشأته ووصفه وأهم صفاته, وعن مولده ومبايعته للرسول ×, وعن والده الزبير بن العوام رضي الله عنه وعن والدته أسماء بنت الصديق رضي الله عنها, وذكرت بعض مواقفها المشهودة وآثارها المحمودة في تاريخنا الإسلامي المجيد, كما ذكرت أولاد ابن الزبير وزوجاته, وبعض صفاته وفقهه وعلمه وعبادته وتقواه, وجرأته وشجاعته, وفصاحته وخطابته, وجوده, وفندت ما ذكر عن بخله وبينت الفرق بين البخل والحفاظ عل مال المسلمين.

وتكلمت عن ابن الزبير في عهد أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية

رضي الله عنهم, وعن دوره في معركة اليرموك, وفي كتابة المصاحف في عهد عثمان وجهاده في شمال إفريقية, ودفاعة عن عثمان يوم الدار, وعن موقفه يوم الجمل, وعن مشاركته في جيش يزيد بن معاوية الذي سار نحو القسطنطينية.

ثم تعرضت لحركة عبد الله بن الزبير في عهد معاوية بن يزيد فبينت كيف تمت البيعة ليزيد, وكيف استطاع بسياسته أن يكسب قلوب أهل الشام, وعن رفض عبد الله بن الزبير البيعة ليزيد, واستقراره بمكة, وأسباب اختياره لمكة وأسباب خروج ابن الزبير ومن معه, وعن الجهود السلمية التي بذلها يزيد لاحتواء ابن الزبير, كما أشرت إلى الجهود الحربية ضد ابن الزبير والتي تمثلت في حملة عمرو بن الزبير ثم حملة الحصين بن نمير وحصار ابن الزبير وحريق الكعبة.

وتحدثت عن وفاة يزيد بن معاوية, وخلافة معاوية بن يزيد وتنازله عن الحكم وتركه الأمر للشورى, وتحدثت عن بيعة عبد الله بن الزبير بالخلافة وخروج مروان ابن الحكم عليه والقضاء على أنصار ابن الزبير في الشام, وأهمية مؤتمر الجابية ومعركة مرج راهط, وضم مصر إلى الدولة الأموية ومحاولة إعادة العراق والحجاز.

ثم تكلمت عن تولية العهد لعبد الملك بن مروان, ووفاة مروان بن الحكم, وعن صراع عبد الملك مع ابن الزبير والحركات التي قامت في عهده مثل حركة التوابين وحركة المختار بن أبي عبيد الثقفي وغيرهما.

وأخيرًا تحدثت عن نهاية أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير بعد حصاره ومقتله, وعن أسباب سقوط خلافته وما قيل فيه من رثاء.

والفضل لله من قبل ومن بعد, وأسأله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل عملي لوجهه خالصًا ولعباده نافعًا, وأن يثيبني على كل حرف كتبته, ويجعله في ميزان حسناتي, وأن يثيب إخواني الذين أسهموا في إتمام هذا الجهد المتواضع, ونرجو من كل مسلم يطلع على هذا الكتاب ألا ينسى العبد الفقير إلى عفو ربه ومغفرته ورحمته ورضوانه من دعائه +رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ".

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الفقير إلى عفو ربه

محمد محمد علي الصلابي

الفصل الأول

اسمه ونسبه وكنيته ونشأته

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير