تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

جيوشه في البلاد فبلغت قفصة، فسبوا، وغنموا وسيَّر عسكرًا إلى حصن الأجم، وقد احتمى به أهل تلك البلاد، فحصره، وفتحه بالأمان، فصالحه أهل إفريقية، ونفّل عبد الله بن الزبير ابنة الملك، وأرسله ابن سعد إلى عثمان بالبشارة بفتح إفريقية (). قال ابن كثير: فكان هذا أول موقف اشتهر فيه أمر عبد الله بن الزبير، ? وعن أبيه، وأصحابهما أجمعين (). وكان الشاعر أبو ذؤيب الهذلي قد خرج مع ابن الزبير في مغزى نحو المغرب - في عهد عثمان - فمات، فدلاّه

عبد الله بن الزبير في حفرته، وقد قال الشاعر أبو ذؤيب في تلك الغزاة في

عبد الله بن الزبير:

وصاحبِ صدق كسِيد () الضَّرَاءِ ()

ينهض في الغزو نهضًا نجيحا ()

وشيك الفصول بطىَّ القفول

إلا مشاحًا به أو مُشِيحا ()

5 - دفاعه عن عثمان يوم الدار:

كان ابن الزبير من الذين كانوا مع عثمان بن عفان يوم حصر من قبل الغوغاء، وكان يلح على عثمان أن يسمح له بقتال الغوغاء، ولكن عثمان كان يرفض ذلك ()، ولما أمر عثمان من في الدار بالخروج أصر ابن الزبير ومروان بن الحكم على البقاء معه والدفاع عنه ()، وقد أصيب ابن الزبير أثناء الحصار بإصابات بالغة كادت تودي بحياته، فقد روى المدائني أن كنانة - مولى صفية بنت حي - أخرج أربعة محمولين وكان ابن الزبير منهم ()، وكان ابن الزبير يخطب بمكة ويقول في خطبته: فجرحت بضعة عشر جرحًا وإني لأضع يدي اليوم على تلك الجراحات التي جرحت مع عثمان، فأرجو أن تكون خير أعمالي ()، وفي هذا وضوح موقف ابن الزبير من عثمان وأنه يراه إمام حق ورشد، وأن المعتدين عليه مجرمون، وأن قتالهم من أفضل الأعمال عند الله، ومنها نستفيد أن الدفاع عن أولياء الله الصالحين بأي وسيلة شرعية من الذب عن أعراضهم وشدّ أزرهم من الأعمال الصالحة. ومما يدل على أهمية الدور الذي كان يقوم به ابن الزبير في الذود عن عثمان ما ذكرته الروايات من أن عثمان أمّر ابن الزبير يوم الدار وقال: من كانت لي عليه طاعة فليطع عبد الله ابن الزبير (). وفي رواية: أنه أمره أن يصلي بأهل داره فترة الحصار، وكان ابن الزبير يصلي بهم في صحن الدار ().

6 - في معركة الجمل:

كان ابن الزبير يوم الجمل على الرجّالة وقد أصابه يومئذ تسع عشرة جراحة، وقد تبارز يومئذ هو ومالك بن الحارث بن الأشتر، فاتَّحدا فصرع الأشتر ابن الزبير، فلم يتمكن الأشتر من القيام عنه، بل احتضنه ابن الزبير وجعل ينادى ويقول: اقتلوني ومالكًا واقتلوا مالكًا معي (). فأرسلها مثلاً. ثم تفرَّقا ولم يقدر عليه الأشتر، وقد قيل: إنه جرح يومئذ بضعًا وأربعين جراحة ولم يوجد إلا بين القتلى وبه رمق، وقد أعطت عائشة لمن بشَّرها بأنه لم يقتل عشرة آلاف درهم وسجدت لله شكرًا، وقد كانت تحبه حبًا شديدًا، لأنه ابن أختها، وكان عزيزًا عليها، وقد روُى عن عُروة أنه قال: لم تكن عائشة تحب أحدًا بعد رسول الله × وأبى بكر مثل حُبَّها عبد الله بن الزبير، وقال عروة: وما رأيت أبى وعائشة يدعوان لأحد من الخلق مثل دعائهما لابن الزبير ().

ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[07 - 07 - 09, 04:02 م]ـ

- جهاده أيام معاوية رضي الله عنهما:

تولى أمر إفريقية معاوية بن حديج، فكان عبد الله بن الزبير ساعده الأيمن بالفتح والجهاد، وقد سار معاوية بن حديج في جيش قوامه عشرة الآف مقاتل، وفتح بنزرت سنة إحدى وأربعين، كما دخل (القيروان) سنة خمس وأربعين، وبث السرايا في البلاد، وبعث إلى (سوسة) عبد الله بن الزبير ففتحها (). وكان عبد الله بن الزبير كذلك في جيش يزيد بن معاوية الذي سار نحو القسطنطينية، وكان في ذلك الجيش عدد من الصحابة أيضًا منهم: أبو أيوب الأنصاري، والحسين بن على، وعبد الله بن عمر، وابن عباس ().

...

حركة

عبد الله بن الزبير

في عهد يزيد بن معاوية

الفصل الثالث

حركة عبد الله بن الزبير في عهد يزيد بن معاوية

أولاً: بيعة يزيد:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير